معارف دینی

آشنایی با معارف ناب اهل بیت

معارف دینی

آشنایی با معارف ناب اهل بیت

سلام خوش آمدید

آیه مباهله در منابع اهل سنت و شیعه

روایات شرح واقعه

الدر المنثور فى تفسیر المأثور    ج‏2    38    

و أخرج البخاری و مسلم و الترمذی و النسائی و أبو نعیم فی الدلائل عن حذیفة ان العاقب و السید أتیا رسول الله صلى الله علیه و سلم فأراد أن یلاعنهما فقال أحدهما لصاحبه لا تلاعنه فو الله لئن کان نبیا فلاعننا لا نفلح نحن و لا عقبنا من بعدنا فقالوا له نعطیک ما سألت فابعث معنا رجلا أمینا فقال قم یا أبا عبیدة فلما قفا قال هذا أمین هذه الامة.

و أخرج الحاکم و صححه و ابن مردویه و أبو نعیم فی الدلائل عن جابر قال‏ قدم على النبی صلى الله علیه و سلم العاقب و السید فدعاهما إلى الإسلام فقالا أسلمنا یا محمد قال کذبتما إن شئتما أخبرتکما بما یمنعکما من الإسلام قالا فهات قال حب الصلیب و شرب الخمر و أکل لحم الخنزیر قال جابر فدعاهما إلى الملاعنة فوعداه إلى الغد فغدا رسول الله صلى الله علیه و سلم و أخذ

الدر المنثور فى تفسیر المأثور، ج‏2، ص: 39

بید علی و فاطمة و الحسن و الحسین ثم أرسل إلیهما فأبیا أن یجیباه و أقرا له فقال و الذی بعثنی بالحق لو فعلا لأمطر الوادی علیهما نارا قال جابر فیهم نزلت‏ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ‏ الآیة قال جابر أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏ رسول الله صلى الله علیه و سلم و علی و أَبْناءَنا الحسن و الحسین‏ وَ نِساءَنا فاطمة

و أخرج الحاکم و صححه عن جابر ان وفد نجران أتوا النبی صلى الله علیه و سلم فقالوا ما تقول فی عیسى فقال هو روح الله و کلمته و عبد الله و رسوله قالوا له هل لک أن نلاعنک انه لیس کذلک قال و ذاک أحب إلیکم قالوا نعم قال فإذا شئتم فجاء و جمع ولده الحسن و الحسین فقال رئیسهم لا تلاعنوا هذا الرجل فو الله لئن لاعنتموه لیخسفن بأحد الفریقین فجاءوا فقالوا یا أبا القاسم انما أراد أن یلاعنک سفهاؤنا و انا نحب أن تعفینا قال قد أعفیتکم ثم قال ان العذاب قد أظل نجران‏

و أخرج أبو نعیم فی الدلائل من طریق الکلبی عن أبى صالح عن ابن عباس‏ ان وفد نجران من النصارى قدموا على رسول الله صلى الله علیه و سلم وهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم منهم السید و هو الکبیر و العاقب و هو الذی یکون بعده و صاحب رأیهم فقال رسول الله صلى الله علیه و سلم لهما أسلما قالا أسلمنا قال ما أسلمتما قالا بلى قد أسلمنا قبلک قال کذبتما یمنعکم من الإسلام ثلاث فیکما عبادتکما الصلیب و أکلکما الخنزیر و زعمکما ان لله ولدا و نزل‏ إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ‏ الآیة فلما قرأها علیهم قالوا ما نعرف ما تقول و نزل‏ فَمَنْ حَاجَّکَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ‏ یقول من جادلک فی أمر عیسى من بعد ما جاءک من العلم من القرآن‏ فَقُلْ تَعالَوْا إلى قوله‏ ثُمَّ نَبْتَهِلْ‏ یقول نجتهد فی الدعاء ان الذی جاء به محمد هو الحق و ان الذی یقولون هو الباطل فقال لهم ان الله قد أمرنی ان لم تقبلوا هذا أن أباهلکم فقالوا یا أبا القاسم بل نرجع فننظر فی أمرنا ثم نأتیک فخلا بعضهم ببعض و تصادقوا فیما بینهم قال السید للعاقب قد و الله علمتم أن الرجل نبی مرسل و لئن لاعنتموه إنه لیستأصلکم و ما لاعن قوم قط نبیا فبقى کبیرهم و لا نبت صغیرهم فإن أنتم إن تتبعوه و أبیتم إلا إلف دینکم فوادعوه و ارجعوا إلى بلادکم و قد کان رسول الله صلى الله علیه و سلم خرج و معه علی و الحسن و الحسین و فاطمة فقال رسول الله صلى الله علیه و سلم ان أنا دعوت فأمنوا أنتم فأبوا أن یلاعنوه و صالحوه على الجزیة

و أخرج أبو نعیم فی الدلائل من طریق عطاء و الضحاک عن ابن عباس‏ ان ثمانیة من أساقف العرب من أهل نجران قدموا على رسول الله صلى الله علیه و سلم منهم العاقب و السید فأنزل الله‏ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا إلى قوله‏ ثُمَّ نَبْتَهِلْ‏ یرید ندع الله باللعنة على الکاذب فقالوا أخرنا ثلاثة أیام فذهبوا إلى بنى قریظة و النضیر و بنى قینقاع فاستشاروهم فأشاروا علیهم ان یصالحوه و لا یلاعنوه و هو النبی الذی نجده فی التوراة فصالحوا النبی صلى الله علیه و سلم على ألف حلة فی صفر و ألف فی رجب و دراهم‏

و أخرج عبد بن حمید و ابن جریر و أبو نعیم فی الدلائل عن قتادة فَمَنْ حَاجَّکَ فِیهِ‏ فی عیسى‏ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا الآیة فدعا النبی صلى الله علیه و سلم لذلک وفد نجران وهم الذین حاجوه فی عیسى فنکصوا و أبوا و ذکر لنا ان النبی صلى الله علیه و سلم قال ان کان العذاب لقد نزل على أهل نجران و لو فعلوا لاستؤصلوا عن جدید الأرض‏

و أخرج ابن أبى شیبة و سعید بن منصور و عبد بن حمید و ابن جریر و أبو نعیم عن الشعبی قال‏ کان أهل نجران أعظم قوم من النصارى قولا فی عیسى بن مریم فکانوا یجادلون النبی صلى الله علیه و سلم فیه فانزل الله هذه الآیات فی سورة آل عمران‏ إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ‏ إلى قوله‏ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْکاذِبِینَ‏ فأمر بملاعنتهم فواعدوه لغد فغد النبی صلى الله علیه و سلم و معه الحسن و الحسین و فاطمة فأبوا أن یلاعنوه و صالحوه على الجزیة فقال النبی صلى الله علیه و سلم لقد أتانى البشیر بهلکة أهل نجران حتى الطیر على الشجر لو تموا على الملاعنة

و أخرج عبد الرزاق و البخاری و الترمذی و النسائی و ابن جریر و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن مردویه و أبو نعیم فی الدلائل عن ابن عباس قال‏ لو باهل أهل نجران رسول الله صلى الله علیه و سلم لرجعوا لا یجدون أهلا و لا مالا

.....

و أخرج ابن جریر عن علباء بن أحمر الیشکری قال‏ لما نزلت هذه الآیة فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ‏ الآیة أرسل رسول الله صلى الله علیه و سلم إلى على و فاطمة و ابنیهما الحسن‏

الدر المنثور فى تفسیر المأثور، ج‏2، ص: 40

و الحسین و دعا الیهود لیلاعنهم فقال شاب من الیهود ویحکم ألیس عهدکم بالأمس إخوانکم الذین مسخوا قردة و خنازیر لا تلاعنوا فانتهوا

 

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 155

و فیها [نزل أیضا] قوله عز اسمه:

فَمَنْ حَاجَّکَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ- فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ- وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا [وَ أَنْفُسَکُمْ- ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْکاذِبِینَ‏]

168- حَدَّثَنِی الْحَاکِمُ الْوَالِدُ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ أَبِی حَفْصِ بْنِ شَاهِینٍ فِی تَفْسِیرِهِ [عَنْ‏] مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ [عَنْ‏] مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِی أَبِی قَالَ: حَدَّثَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِیُّ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ جُبَیْرَةَ عَنْ حُصَیْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ «1» قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ نَجْرَانَ الْعَاقِبُ وَ السَّیِّدُ فَقَالا: یَا مُحَمَّدُ إِنَّکَ تَذْکُرُ صَاحِبَنَا فَقَالَ النَّبِیُّ ص: وَ مَنْ صَاحِبُکُمْ قَالُوا: عِیسَى ابْنُ مَرْیَمَ. فَقَالَ النَّبِیُّ: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَ رَسُولُهُ‏ «2» فَقَالَ النَّبِیُّ [ص‏]:

هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَ نَبِیُّهُ [وَ رَسُولُهُ‏]. قَالا: فَأَرِنَا فِیمَنْ خَلَقَ اللَّهُ مِثْلَهُ وَ فِیمَا رَأَیْتَ وَ سَمِعْتَ. فَأَعْرَضَ النَّبِیُّ ص عَنْهُمَا

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 157

169- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی سَعِیدٍ الْمُقْرِی‏ «1» قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِیلِ بِ «بَلْخٍ» قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ [أَخْبَرَنَا] یَزِیدُ بْنُ زُرَیْعٍ عَنِ الْکَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏ [فِی‏] قَوْلِهِ: إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ‏ فَبَلَغَنَا- وَ اللَّهُ أَعْلَمُ [کَذَا] أَنَّ وَفْدَ نَجْرَانَ قَدِمُوا عَلَى نَبِیِّ اللَّهِ وَ هُوَ بِالْمَدِینَةِ وَ مَعَهُمُ السَّیِّدُ وَ الْعَاقِبُ وَ [أَ] بُو حَنَسٍ وَ أَبُو الْحَرْثِ وَ اسْمُهُ عَبْدُ الْمَسِیحِ وَ هُوَ رَأْسُهُمْ وَ هُوَ الْأُسْقُفُّ وَ هُمْ یَوْمَئِذٍ سَادَةُ أَهْلِ نَجْرَانَ فَقَالُوا: یَا مُحَمَّدُ لِمَ تَذْکُرُ صَاحِبَنَا وَ سَاقَ نَحْوَهُ إِلَى قَوْلِهِ: وَ نَزَلَ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ: إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ‏ إِلَى [قَوْلِهِ‏] لَهُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ‏. وَ سَاقَ نَحْوَهُ إِلَى قَوْلِهِ: قَالُوا: نُلَاعِنُکَ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ مَعَهُ فَاطِمَةُ وَ حَسَنٌ وَ حُسَیْنٌ فَقَالَ: هَؤُلَاءِ أَبْنَاؤُنَا وَ نِسَاؤُنَا وَ أَنْفُسُنَا فَهَمُّوا أَنْ یُلَاعِنُوا- ثُمَّ إِنَّ أَبَا الْحَرْثِ قَالَ لِلسَّیِّدِ وَ الْعَاقِبِ: وَ اللَّهِ مَا نَصْنَعُ بِمُلَاعَنَةِ هَذَا شَیْئاً، فَصَالَحُوهُ عَلَى الْجِزْیَةِ. قَالُوا: صَدَقْتَ [یَا] أَبَا الْحَرْثِ. فَعَرَضُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ الصُّلْحَ وَ الْجِزْیَةَ فَقَبِلَهَا- وَ قَالَ: أَمَا وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ- لَوْ لَاعَنُونِی مَا أَحَالَ اللَّهُ لِیَ الْحَوْلَ وَ بِحَضْرَتِهِمْ مِنْهُمْ بَشَرٌ- إِذاً [کَذَا] لَأَهْلَکَ اللَّهُ الظَّالِمِینَ‏ «2».

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 158

170- أَخْبَرَنِی الْحَاکِمُ الْوَالِدُ، عَنْ أَبِی حَفْصِ بْنِ شَاهِینَ، قَالَ:

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَیْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ قَالَ: حَدَّثَنَا یَحْیَى بْنُ حَاتِمٍ الْعَسْکَرِیُّ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دِینَارٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِی هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِیِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ أَهْلِ نَجْرَانَ عَلَى النَّبِیِّ ص [وَ فِیهِمُ‏] الْعَاقِبُ وَ السَّیِّدُ «1» فَدَعَاهُمَا إِلَى الْإِسْلَامِ فَقَالا: أَسْلَمْنَا قَبْلَکَ. قَالَ: کَذَبْتُمَا- إِنْ شِئْتُمَا أَخْبَرْتُکُمَا بِمَا یَمْنَعُکُمَا مِنَ الْإِسْلَامِ. فَقَالا:

هَاتِ أَنْبِئْنَا. قَالَ: حُبُّ الصَّلِیبِ وَ شُرْبُ الْخَمْرِ وَ أَکْلُ لَحْمِ الْخِنْزِیرِ، فَدَعَاهُمَا إِلَى الْمُلاعَنَةِ- فَوَعَدَاهُ أَنْ یُغَادِیَانِهِ بِالْغَدَاةِ- فَغَدَا رَسُولُ اللَّهِ وَ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَیْهِمَا فَأَبَیَا أَنْ یَجِیئَا، وَ أَقَرَّا لَهُ بِالْخَرَاجِ- فَقَالَ النَّبِیُّ: وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ- لَوْ فَعَلَا لَأَمْطَرَ الْوَادِی [عَلَیْهِمَا] نَاراً «2» قَالَ جَابِرٌ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ: نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 159

وَ نِساءَکُمْ- وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏ قَالَ الشَّعْبِیُّ: أَبْنَاءَنَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ ع وَ نِسَاءَنَا فَاطِمَةُ وَ أَنْفُسَنَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ع.

171- أَخْبَرَنَا الْحَاکِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قِرَاءَةً عَلَیْهِ وَ إِمْلَاءً قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَیْنِ عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَاتِی الدِّهْقَانُ‏ «1» بِالْکُوفَةِ مِنْ أَصْلِ کِتَابِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ الْحَکَمِ الْحِبَرِیُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَیْنٍ الْعُرَنِیُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ عَلِیٍّ الْعَنَزِیُّ عَنِ الْکَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ:

...

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 162

173- أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ بِقِرَاءَتِی عَلَیْهِ‏ «1» قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمِیکَالِیُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَانُ الْأَهْوَازِیُّ قَالَ: حَدَّثَنَا یَحْیَى بْنُ حَاتِمٍ الْعَسْکَرِیُّ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دِینَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِی هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِیِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَدِمَ عَلَى النَّبِیِّ ص الْعَاقِبُ وَ السَّیِّدُ، فَدَعَاهُمَا إِلَى الْإِسْلَامِ فَتَلَاحَیَا «2» وَ رَدَّا عَلَیْهِ،

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 163

فَدَعَاهُمَا إِلَى الْمُلاعَنَةِ، فَوَاعَدَاهُ عَلَى أَنْ یُغَادِیَاهِ بِالْغَدَاةِ «1» فَغَدَا رَسُولُ اللَّهِ ص وَ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَیْهِمَا فَأَبَیَا أَنْ یَجِیئَا وَ أَقَرَّا لَهُ بِالْخَرَاجِ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ لَوْ فَعَلَا لَأَمْطَرَ عَلَیْهِمَا الْوَادِی نَاراً. وَ فِیهِمْ نَزَلَتْ: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏. قَالَ الشَّعْبِیُّ: قَالَ جَابِرٌ:

أَنْفُسَنا رَسُولُ اللَّهِ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ، وَ أَبْناءَنا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ، وَ نِساءَنا فَاطِمَةُ ع.

- و رواه [أیضا] عن یحیى بن حاتم أبو بکر بن أبی داود «2»- [و ورد أیضا عن حذیفة بن الیمان کما] فی تفسیر السبیعی و فی [التفسیر] العتیق [أیضا:].

174- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَیْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُکَیْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا یَحْیَى بْنُ زَکَرِیَّا بْنِ أَبِی زَائِدَةَ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ السَّبِیعِیِّ عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ «3» عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ الْیَمَانِ قَالَ: جَاءَ الْعَاقِبُ وَ السَّیِّدُ أُسْقُفَّا نَجْرَانَ یَدْعُوَانِ النَّبِیَّ ص إِلَى الْمُلاعَنَةِ، فَقَالَ الْعَاقِبُ لِلسَّیِّدِ: إِنْ لَاعَنَ بِأَصْحَابِهِ فَلَیْسَ بِنَبِیٍّ- وَ إِنْ لَاعَنَ بِأَهْلِ بَیْتِهِ فَهُوَ نَبِیٌّ! فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَدَعَا عَلِیّاً فَأَقَامَهُ عَنْ یَمِینِهِ- ثُمَ‏

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 164

دَعَا الْحَسَنَ فَأَقَامَهُ عَنْ یَسَارِهِ- ثُمَّ دَعَا الْحُسَیْنَ فَأَقَامَهُ عَنْ یَمِینِ عَلِیٍّ ثُمَّ دَعَا فَاطِمَةَ فَأَقَامَهَا خَلْفَهُ فَقَالَ الْعَاقِبُ لِلسَّیِّدِ: لَا تُلَاعِنْهُ إِنَّکَ إِنْ لَاعَنْتَهُ لَا نُفْلِحُ نَحْنُ وَ لَا أَعْقَابُنَا! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: لَوْ لَاعَنُونِی مَا بَقِیَتْ بِنَجْرَانَ عَیْنٌ تَطْرِفُ.

175- حَدَّثَنِی الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِیلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ الزَّاهِدُ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التِّرْمِذِیُّ قَالَ:

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنِ الْکَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏ فِی قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ‏ الْآیَةَ، فَزَعَمَ أَنَّ وَفْدَ نَجْرَانَ قَدِمُوا عَلَى مُحَمَّدٍ نَبِیِّ اللَّهِ الْمَدِینَةَ مِنْهُمُ السَّیِّدُ وَ الْحَارِثُ وَ عَبْدُ الْمَسِیحِ فَقَالُوا: یَا مُحَمَّدُ لِمَ تَذْکُرُ صَاحِبَنَا قَالَ:

وَ مَنْ صَاحِبُکُمْ قَالُوا: عِیسَى ابْنُ مَرْیَمَ تَزْعُمُ أَنَّهُ عَبْدٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَ رَسُولُهُ. فَقَالُوا: هَلْ رَأَیْتَ أَوْ سَمِعْتَ فِیمَنْ خَلَقَ اللَّهُ عَبْداً مِثْلَهُ! فَأَعْرَضَ نَبِیُّ اللَّهِ عَنْهُمْ وَ نَزَلَ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ: إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ‏ الْآیَةَ.

فَغَدَوْا إِلَى نَبِیِّ اللَّهِ فَقَالُوا: هَلْ سَمِعْتَ بِمِثْلِ صَاحِبِنَا قَالَ: نَعَمْ نَبِیُّ اللَّهِ آدَمُ خَلَقَهُ اللَّهُ مِنْ تُرَابٍ- ثُمَّ قَالَ لَهُ: کُنْ فَکَانَ قَالُوا: لَیْسَ کَمَا قُلْتَ.

فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِیهِ: فَمَنْ حَاجَّکَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ- فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ- وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏ الْآیَاتَ. قَالُوا:

نَعَمْ نُلَاعِنُکَ. فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِیَدَیْ ابْنِ عَمِّهِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَنٍ وَ حُسَیْنٍ [وَ] قَالَ: هَؤُلَاءِ أَبْنَاؤُنَا وَ نِسَاؤُنَا وَ أَنْفُسُنَا. فَهَمُّوا

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 165

أَنْ یُلَاعنِوُهُ ثُمَّ إِنَّ الْحَرْثَ قَالَ لِعَبْدِ الْمَسِیحِ: مَا نَصْنَعُ بِمُلَاعَنَتِهِ هَذَا شَیْئاً- لَئِنْ کَانَ کَاذِباً مَا مُلَاعَنَتُهُ بِشَیْ‏ءٍ «1» وَ لَئِنْ کَانَ صَادِقاً لَنَهْلِکَنَّ إِنْ لَاعَنَّاهُ، فَصَالَحُوهُ عَلَى أَلْفَیْ حُلَّةٍ کُلَّ عَامٍ، فَزَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ: وَ الَّذِی نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ- لَوْ لَاعَنُونِی مَا حَالَ الْحَوْلُ وَ بِحَضْرَتِهِمْ أَحَدٌ- إِلَّا أَهْلَکَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ‏ «2».

- [و] له طرق عن الکلبی، و طرق عن ابن عباس رواه عن الکلبی حبان بن علی العنزی و محمد بن فضیل و یزید بن زریع‏.

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 166

176- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِیمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ‏ «1» قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَیْبَةُ بْنُ سَعِیدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِیُّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِی الْبَخْتَرِیِ‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص أَرَادَ أَنْ یُلَاعِنَ أَهْلَ نَجْرَانَ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ فَاطِمَةَ ع [کَذَا].

و الأولى أن یستقصیه [من أراد] ما عنى الآیة فی تفسیر القرآن و فی کتاب الإرشاد- إلى إثبات نسب الأحفاد، فذلک اختصرته فی هذا الکتاب‏ «2» فمن أحب الوقوف علیه رجع [إلیه‏] إن شاء الله‏ «3».

 

تفسیر القرآن العظیم    ج‏2    42    

قال ابن إسحاق فی سیرته‏ «1» المشهورة و غیره: قدم على رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم وفد نصارى نجران ستون راکبا، فیهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم یؤول أمرهم إلیهم و هم: العاقب و اسمه عبد المسیح، و السید و هو الأیهم، و أبو حارثة بن علقمة أخو «2» بکر بن وائل، و أویس بن الحارث، و زید، و قیس، و یزید و نبیه، و خویلد، و عمرو، و خالد، و عبد اللّه، و یحنّس، و أمر هؤلاء یؤول إلى ثلاثة منهم و هم العاقب، و کان أمیر القوم و ذا رأیهم و صاحب مشورتهم، و الذی لا یصدرون إلا عن رأیه، و السید و کان عالمهم و صاحب رحلهم و مجتمعهم، و أبو حارثة بن علقمة و کان أسقفهم و حبرهم و إمامهم و صاحب مدارسهم‏ «3»، و کان رجلا من العرب من بنی بکر بن وائل، و لکنه تنصر فعظمته الروم و ملوکها و شرفوه، و بنوا له الکنائس و أخدموه لما یعلمونه من صلابته فی دینهم، و قد کان یعرف أمر رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم و صفته و شأنه مما علمه من الکتب المتقدمة، و لکن حمله جهله على الاستمرار فی النصرانیة لما یرى من تعظیمه فیها و جاهه عند أهلها.

قال ابن إسحاق: و حدثنی محمد بن جعفر بن الزبیر، قال: قدموا على رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم المدینة، فدخلوا علیه مسجده حین صلى العصر، علیهم ثیاب الحبرات‏ «4» جبب و أردیة فی‏

تفسیر القرآن العظیم، ج‏2، ص: 43

جمال رجال بنی الحارث بن کعب، قال: یقول من رآهم من أصحاب النبی صلّى اللّه علیه و سلّم: ما رأینا بعدهم وفدا مثلهم؛ و قد حانت صلاتهم فقاموا فی مسجد رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم یصلّون، فقال رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم «دعوهم» فصلوا إلى المشرق، قال: فکلم رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم منهم أبو حارثة بن علقمة، و العاقب عبد المسیح، و السید الأیهم و هم من النصرانیة على دین الملک مع اختلاف من أمرهم یقولون: هو اللّه، و یقولون: هو ولد اللّه، و یقولون: هو ثالث ثلاثة، تعالى اللّه عن قولهم علوا کبیرا. و کذلک قول النصرانیة.

فهم یحتجون فی قولهم هو اللّه، بأنه کان یحیی الموتى و یبرئ الأکمه و الأبرص و الأسقام، و یخبر بالغیوب، و یخلق من الطین کهیئة الطیر فینفخ فیه فیکون طیرا، و ذلک کله بأمر اللّه. و لیجعله اللّه آیة للناس، و یحتجون على قولهم بأنه ابن اللّه یقولون: لم یکن له أب یعلم، و قد تکلم فی المهد بشی‏ء لم یسمعه أحد من بنی آدم قبله‏ «1»، و یحتجون على قولهم بأنه ثالث ثلاثة بقول اللّه تعالى: فعلنا و أمرنا و خلقنا و قضینا فیقولون: لو کان واحدا ما قال إلا فعلت و أمرت و قضیت و خلقت، و لکنه هو و عیسى و مریم- تعالى اللّه و تقدس و تنزه عما یقول الظالمون و الجاحدون علوا کبیرا- ففی کل ذلک من قولهم قد نزل القرآن، فلما کلمه الحبران، قال لهما رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم «أسلما» قالا: قد أسلمنا، قال: «إنکما لم تسلما فأسلما». قالا: بلى قد أسلمنا قبلک. قال: «کذبتما یمنعکما من الإسلام ادعاؤکما للّه ولدا و عبادتکما الصلیب و أکلکما الخنزیر». قالا: فمن أبوه یا محمد؟ فصمت رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم عنهما فلم یجبهما، فأنزل اللّه فی ذلک من قولهم و اختلاف أمرهم صدر سورة آل عمران إلى بضع و ثمانین آیة منها.

ثم تکلم ابن إسحاق على تفسیرها «2» إلى أن قال: فلما أتى رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم الخبر من اللّه و الفصل من القضاء بینه و بینهم و أمر بما أمر به من ملاعنتهم إن ردوا ذلک علیه دعاهم إلى ذلک، فقالوا: یا أبا القاسم، دعنا ننظر فی أمرنا ثم نأتیک بما نرید أن نفعل فیما دعوتنا إلیه، ثم انصرفوا عنه، ثم خلوا بالعاقب، و کان ذا رأیهم فقالوا: یا عبد المسیح ماذا ترى؟ فقال: و اللّه یا معشر النصارى لقد عرفتم أن محمدا لنبی مرسل، و لقد جاءکم بالفصل من خبر صاحبکم، و لقد علمتم أنه ما لا عن قوم نبیا قط، فبقی کبیرهم و لا نبت صغیرهم، و إنه الاستئصال منکم إن فعلتم، فإن کنتم أبیتم إلا إلف دینکم و الإقامة على ما أنتم علیه من القول فی صاحبکم، فوادعوا الرجل و انصرفوا إلى بلادکم، فأتوا النبی صلّى اللّه علیه و سلّم فقالوا: یا أبا القاسم، قد رأینا أن لا نلاعنک و أن نترکک على دینک و نرجع على دیننا و لکن ابعث معنا رجلا من أصحابک ترضاه لنا یحکم بیننا فی أشیاء اختلفنا فیها فی أموالنا، فإنکم عندنا رضا.

تفسیر القرآن العظیم، ج‏2، ص: 44

قال محمد بن جعفر: فقال رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم «ائتونی العشیة أبعث معکم القوی الأمین» فکان عمر بن الخطاب رضی اللّه عنه یقول: ما أحببت الإمارة قط حبی إیاها یومئذ، رجاء أن أکون صاحبها، فرحت إلى الظهر مهجرا، فلما صلى رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم الظهر، سلم ثم نظر عن یمینه و شماله، فجعلت أتطاول له لیرانی فلم یزل یلتمس ببصره حتى رأى أبا عبیدة بن الجراح فدعاه، فقال «اخرج معهم فاقض بینهم بالحق فیما اختلفوا فیه». قال عمر: فذهب بها أبو عبیدة رضی اللّه عنه.

و قد روى ابن مردویه من طریق محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبید، عن رافع بن خدیج: أن وفد أهل نجران قدموا على رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم، فذکر نحوه، إلا أنه قال فی الأشراف: کانوا اثنی عشر، و ذکر بقیته بأطول من هذا السیاق، و زیادات أخر.

و قال البخاری‏ «1»: حدثنا عباس بن الحسین، حدثنا یحیى بن آدم، عن إسرائیل، عن أبی إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذیفة رضی اللّه عنه، قال: جاء العاقب و السید صاحبا نجران إلى رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم یریدان أن یلاعناه، قال: فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل فو اللّه لئن کان نبیا فلاعناه لا نفلح نحن و لا عقبنا من بعدنا، قالا: إنا نعطیک ما سألتنا و ابعث معنا رجلا أمینا و لا تبعث معنا إلا أمینا، فقال «لأبعثن معکم رجلا أمینا حق أمین» فاستشرف لها أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم، فقال «قم یا أبا عبیدة بن الجراح» فلما قام، قال رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم هذا أمین هذه الأمة» رواه البخاری و مسلم و الترمذی و النسائی و ابن ماجة «2» من طرق عن أبی إسحاق السبیعی عن صلة، عن حذیفة، بنحوه و قد رواه أحمد «3» و النسائی و ابن ماجة من حدیث إسرائیل عن أبی إسحاق، عن صلة، عن ابن مسعود بنحوه و قال البخاری: حدثنا أبو الولید حدثنا شعبة عن خالد، عن أبی قلابة، عن أنس، عن رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم، قال «لکل أمة أمین، و أمین هذه الأمة أبو عبیدة بن الجراح» «4» و قال الإمام أحمد «5»: حدثنا إسماعیل بن یزید الرقی أبو یزید، حدثنا فرات عن عبد الکریم بن مالک الجزری، عن عکرمة، عن ابن عباس، قال:

قال أبو جهل قبحه اللّه: إن رأیت محمدا یصلی عند الکعبة لآتینه حتى أطأ على رقبته، قال:

فقال «لو فعل لأخذته الملائکة عیانا، و لو أن الیهود تمنوا الموت لماتوا و لرأوا مقاعدهم من النار، و لو خرج الذین یباهلون رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم لرجعوا لا یجدون مالا و لا أهلا»، و قد رواه‏

تفسیر القرآن العظیم، ج‏2، ص: 45

الترمذی و النسائی من حدیث عبد الرزاق، عن معمر، عن عبد الکریم به، و قال الترمذی:

حسن صحیح.

و قد روى البیهقی فی دلائل النبوة قصة وفد نجران مطولة جدا، و لنذکره فإن فیه فوائد کثیرة، و فیه غرابة، و فیه مناسبة لهذا المقام، قال البیهقی: حدثنا أبو عبد اللّه الحافظ و أبو سعید محمد بن موسى بن الفضل، قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن یعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا یونس بن بکیر، عن سلمة بن عبد یسوع، عن أبیه، عن جده، قال یونس- و کان نصرانیا فأسلم-: إن رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم، کتب إلى أهل نجران قبل أن ینزل علیه طس سلیمان «باسم إله إبراهیم و إسحاق و یعقوب، من محمد النبی رسول اللّه إلى أسقف نجران و أهل نجران سلم أنتم، فإنی أحمد إلیکم إله إبراهیم و إسحاق و یعقوب. أما بعد فإنی أدعوکم إلى عبادة اللّه من عبادة العباد، و أدعوکم إلى ولایة اللّه من ولایة العباد، فإن أبیتم فالجزیة، فإن أبیتم فقد آذنتکم بحرب، و السلام». فلما أتى الأسقف الکتاب و قرأه فظع به‏ «1»، و ذعره ذعرا شدیدا، و بعث إلى رجل من أهل نجران یقال له شرحبیل بن وداعة، و کان من همدان، و لم یکن أحد یدعى إذا نزلت معضلة قبله لا الأیهم و لا السید و لا العقاب، فدفع الأسقف کتاب رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم إلى شرحبیل فقرأه، فقال الأسقف: یا أبا مریم ما رأیک؟ فقال شرحبیل: قد علمت ما وعد اللّه إبراهیم فی ذریة إسماعیل من النبوة، فما یؤمن أن یکون هذا هو ذاک الرجل، لیس لی فی أمر النبوة رأی، و لو کان فی أمر من أمور الدنیا لأشرت علیک فیه برأیی و اجتهدت لک، فقال الأسقف: تنح فاجلس، فتنحى شرحبیل فجلس ناحیة، فبعث الأسقف إلى رجل من أهل نجران یقال له عبد اللّه بن شرحبیل، و هو من ذی أصبح من حمیر، فأقرأه الکتاب و سأله عن الرأی فیه فقال له مثل قول شرحبیل، فقال له الأسقف: تنح فاجلس، فتنحى عبد اللّه فجلس ناحیة، فبعث الأسقف إلى رجل من أهل نجران یقال له جبار بن فیض من بنی الحارث بن کعب أحد بنی الحماس، فأقرأه الکتاب، و سأله عن الرأی فیه، فقال له مثل قول شرحبیل و عبد اللّه، فأمره الأسقف، فتنحى فجلس ناحیة، فلما اجتمع الرأی منهم على تلک المقالة جمیعا، أمر الأسقف بالناقوس فضرب به، و رفعت النیران و المسوح فی الصوامع، و کذلک کانوا یفعلون إذا فزعوا بالنهار، و إذا کان فزعهم لیلا ضربوا بالناقوس و رفعت النیران فی الصوامع، فاجتمعوا حین ضرب بالناقوس و رفعت المسوح، أهل الوادی أعلاه و أسفله.

و طول الوادی مسیرة یوم للراکب السریع، و فیه ثلاث و سبعون قریة و عشرون و مائة ألف مقاتل، فقرأ علیهم کتاب رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم، و سألهم عن الرأی فیه، فاجتمع رأی أهل الرأی منهم على أن یبعثوا شرحبیل بن وداعة الهمدانی و عبد اللّه بن شرحبیل الأصبحی و جبار بن فیض الحارثی، فیأتونهم بخبر رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم.

تفسیر القرآن العظیم، ج‏2، ص: 46

فانطلق الوفد حتى إذا کانوا بالمدینة وضعوا ثیاب السفر عنهم، و لبسوا حللا لهم یجرونها من حبرة و خواتیم الذهب، ثم انطلقوا حتى أتوا رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم فسلموا علیه، فلم یرد علیهم، و تصدوا لکلامه نهارا طویلا، فلم یکلمهم و علیهم تلک الحلل و خواتیم الذهب، فانطلقوا یتبعون عثمان بن عفان و عبد الرحمن بن عوف، و کانا معرفة لهم، فوجدوهما فی ناس من المهاجرین و الأنصار فی مجلس، فقالوا: یا عثمان و یا عبد الرحمن، إن نبیکم کتب إلینا کتابا فأقبلنا مجیبین له، فأتیناه فسلمنا علیه فلم یرد سلامنا، و تصدینا لکلامه نهارا طویلا، فأعیانا أن یکلمنا، فما الرأی منکما، أ ترون أن نرجع؟ فقالا لعلی بن أبی طالب و هو فی القوم: ما ترى یا أبا الحسن فی هؤلاء القوم؟ فقال علی لعثمان و عبد الرحمن: أرى أن یضعوا حللهم هذه و خواتیمهم، و یلبسوا ثیاب سفرهم ثم یعودون إلیه، ففعلوا فسلموا علیه فرد سلامهم، ثم قال «و الذی بعثنی بالحق، لقد أتونی المرة الأولى و إن إبلیس لمعهم». ثم ساءلهم و ساءلوه، فلم تزل به و بهم المسألة حتى قالوا له: ما تقول فی عیسى، فإنا نرجع إلى قومنا و نحن نصارى، یسرنا إن کنت نبیا أن نسمع ما تقول فیه؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم «ما عندی فیه شی‏ء یومی هذا، فأقیموا حتى أخبرکم بما یقول لی ربی فی عیسى» فأصبح الغد و قد أنزل اللّه هذه الآیة إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ‏- إلى قوله- الْکاذِبِینَ‏ فأبوا أن یقروا بذلک.

فلما أصبح رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم الغد بعد ما أخبرهم الخبر، أقبل مشتملا على الحسن و الحسین فی خمیل له، و فاطمة تمشی عند ظهره للملاعنة، و له یومئذ عدة نسوة، فقال شرحبیل لصاحبیه: لقد علمتما أن الوادی إذا اجتمع أعلاه و أسفله لم یردوا و لم یصدروا إلا عن رأیی، و إنی و اللّه أرى أمرا ثقیلا، و اللّه لئن کان هذا الرجل ملکا مبعوثا فکنا أول العرب طعنا فی عینیه وردا علیه أمره، لا یذهب لنا من صدره و لا من صدور أصحابه حتى یصیبونا بجائحة، و إنا لأدنى العرب منهم جوارا، و لئن کان هذا الرجل نبیا مرسلا فلاعناه، لا یبقى منا على وجه الأرض شعر و لا ظفر إلا هلک، فقال له صاحباه: فلما الرأی یا أبا مریم؟ فقال: أرى أن أحکمه، فإنی أرى رجلا لا یحکم شططا أبدا، فقالا له: أنت و ذاک، قال: فلقی شرحبیل رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم، فقال له: إنی قد رأیت خیرا من ملاعنتک. فقال: و ما هو؟ فقال: حکمک الیوم إلى اللیل و لیلتک إلى الصباح، فمهما حکمت فینا فهو جائز، فقال رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم «لعل وراءک أحدا یثرب‏ «1» علیک»؟ فقال شرحبیل: سل صاحبی، فسألهما فقالا: ما یرد الوادی و لا یصدر إلا عن رأی شرحبیل. فرجع رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم فلم یلاعنهم حتى إذا کان من الغد أتوه، فکتب لهم هذا الکتاب «بسم اللّه الرحمن الرحیم هذا ما کتب النبی محمد رسول اللّه لنجران- إن کان علیهم حکمه- فی کل ثمرة و کل صفراء و بیضاء و سوداء و رقیق فاضل علیهم، و ترک ذلک کله لهم على ألفی حلة، فی کل رجب ألف حلة، و فی کل صفر ألف حلة» و ذکر تمام‏

تفسیر القرآن العظیم، ج‏2، ص: 47

الشروط و بقیة السیاق.

و الغرض أن وفودهم کان فی سنة تسع، لأن الزهری قال: کان أهل نجران أول من أدى الجزیة إلى رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم، و آیة الجزیة إنما أنزلت بعد الفتح، و هی قوله تعالى: قاتِلُوا الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لا بِالْیَوْمِ الْآخِرِ [التوبة: 29]، و قال أبو بکر بن مردویه: حدثنا سلیمان بن أحمد حدثنا أحمد بن داود المکی، حدثنا بشر بن مهران حدثنا محمد بن دینار، عن داود بن أبی هند، عن الشعبی، عن جابر، قال: قدم على النبی صلّى اللّه علیه و سلّم العاقب و الطیب، فدعاهما إلى الملاعنة فواعده على أن یلاعناه الغداة، قال: فغدا رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم، فأخذ بید علی و فاطمة و الحسن و الحسین، ثم أرسل إلیهما، فأبیا أن یجیبا و أقرا له بالخراج، قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم «و الذی بعثنی بالحق لو قالا: لا، لأمطر علیهم الوادی نارا» قال جابر، و فیهم نزلت‏ نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏ قال جابر أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏ رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم و علی بن أبی طالب و أَبْناءَنا الحسن و الحسین‏ وَ نِساءَنا فاطمة. و هکذا رواه الحاکم فی مستدرکه عن علی بن عیسى، عن أحمد بن محمد الأزهری، عن علی بن حجر، عن علی بن مسهر، عن داود بن أبی هند به بمعناه، ثم قال: صحیح على شرط مسلم، و لم یخرجاه هکذا قال و قد رواه أبو داود الطیالسی، عن شعبة، عن المغیرة عن الشعبی مرسلا، و هذا أصح، و قد روی عن ابن عباس و البراء نحو ذلک.

البرهان فى تفسیر القرآن، ج‏1، ص: 632

1722/ «6»- الشیخ المفید فی کتاب (الاختصاص) قال: حدثنی أبو بکر محمد بن إبراهیم العلاف الهمدانی بهمدان، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن شاذان البزاز «1»، قال: حدثنا أبو عبد الله الحسین بن محمد بن سعید البزاز- المعروف بابن المطبقی- و جعفر الدقاق، قالا: حدثنا أبو الحسن محمد بن الفیض بن فیاض الدمشقی بدمشق، قال: حدثنا إبراهیم بن عبد الله بن أخی عبد الرزاق، قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام الصنعانی، قال: حدثنا معمر بن راشد، قال: حدثنا محمد بن المنکدر، عن أبیه، عن جده، قال: لما قدم السید و العاقب أسقفا نجران فی سبعین راکبا و فدا على النبی (صلى الله علیه و آله) کنت معهم، فبینا کزز یسیر- و کزز صاحب نفقاتهم- إذ عثرت بغلته، فقال: تعس من تأتیه- یعنی النبی (صلى الله علیه و آله)- فقال له صاحبه، و هو العاقب: [بل تعست و انتکست‏]، فقال: و لم ذلک؟

قال: لأنک أتعست النبی الأمی أحمد.

قال: و ما علمک بذلک؟

قال: أما تقرأ من المفتاح‏ «2» الرابع من الوحی إلى المسیح: أن قل لبنی إسرائیل: ما أجهلکم، تتطیبون بالطیب لتطیبوا به فی الدنیا عند أهلها و أهلکم، و أجوافکم عندی کجیفة المیتة «3»؟! یا بنی إسرائیل، آمنوا برسولی النبی الأمی الذی یکون فی آخر الزمان، صاحب الوجه الأقمر، و الجمل و الأحمر، المشرب بالنور، ذی الجناب‏ «4» الحسن، و الثیاب الخشن، سید الماضین عندی و أکرم الباقین علی، المستن بسنتی، و الصائر فی دار جنتی، و المجاهد بیده المشرکین من أجلی، فبشر به بنی إسرائیل، و مر بنی إسرائیل أن یعزروه، و أن ینصروه.

قال عیسى (صلى الله علیه و آله): قدوس قدوس، من هذا العبد الصالح الذی قد أحبه قلبی و لم تره عینی؟

قال: هو منک و أنت منه، و هو صهرک على أمک، قلیل الأولاد کثیر الأزواج، یسکن مکة من موضع أساس وطئ‏ «5» إبراهیم، نسله من مبارکة، و هی ضرة أمک فی الجنة، له شأن من الشأن، تنام عیناه و لا ینام قلبه، یأکل‏

البرهان فى تفسیر القرآن، ج‏1، ص: 633

الهدیة و لا یقبل الصدقة، له حوض من شفیر زمزم إلى مغیب الشمس، یدفق فیه میزابان‏ «1» من الرحیق و التسنیم؛ فیه أکاویب عدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لم یظمأ بعدها أبدا، و ذلک بتفضیلی إیاه على سائر المرسلین‏ «2»، یوافق قوله فعله، و سریرته علانیته، فطوبى له و طوبى لامته الذین على ملته یحیون، و على سنته یموتون، و مع أهل بیته یمیلون، آمنین مؤمنین، مطمئنین مبارکین، یظهر فی زمن قحط و جدب، فیدعونی فترخی السماء عزالیها «3» حتى یرى أثر برکاتها فی أکنافها، و أبارک فیما یضع فیه یده.

قال: إلهی سمه؟ قال: نعم، هو أحمد، و هو محمد، رسولی إلى الخلق کافة، و أقربهم منی منزلة، و أخصصهم‏ «4» عندی شفاعة، لا یأمر إلا بما أحب و ینهى لما أکره.

قال له صاحبه: فأنى تقدم بنا «5» على من هذه صفته؟ قال: نشهد أحواله و ننظر آیاته‏ «6»، فإن یکن هو ساعدناه بالمسألة، و نکفه بأموالنا عن أهل دیننا من حیث لا یشعر بنا، و إن یک کاذبا کفیناه بکذبه على الله عز و جل.

قال: و لم- إذا رأیت العلامة- لا تتبعه؟ قال: أما رأیت ما فعل بنا هؤلاء القوم؟ أکرمونا و مولونا، و نصبوا لنا الکنائس و أعلوا فیها ذکرنا، فکیف تطیب النفس بالدخول فی دین یستوی فیه الشریف و الوضیع؟

فلما قدموا المدینة، قال من رآهم من أصحاب رسول الله (صلى الله علیه و آله): ما رأینا و فدا من وفود العرب کانوا أجمل منهم، لهم شعور و علیهم ثیاب الحبر، و کان رسول الله (صلى الله علیه و آله) متناء عن المسجد، و حضرت صلاتهم، فقاموا فصلوا فی مسجد رسول الله (صلى الله علیه و آله) تلقاء المشرق، فهم بهم رجال من أصحاب رسول الله (صلى الله علیه و آله) تمنعهم، فأقبل رسول الله (صلى الله علیه و آله)، فقال: «دعوهم» فلما قضوا صلاتهم جلسوا إلیه و ناظروه، فقالوا: یا أبا القاسم، حاجنا فی عیسى؟ قال: «هو عبد الله، و رسوله، و کلمته ألقاها إلى مریم، و روح منه».

فقال أحدهم: بل هو ولده و ثانی اثنین. و قال آخر: بل هو ثالث ثلاثة، أب و ابن و روح القدس، و قد سمعناه فی قرآن نزل علیک یقول: فعلنا و جعلنا و خلقنا، و لو کان واحدا لقال: خلقت و جعلت و فعلت. فتغشى النبی (صلى الله علیه و آله) الوحی فنزل علیه صدر سورة آل عمران إلى قوله رأس الستین منها: فَمَنْ حَاجَّکَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏ إلى آخر الآیة.

فقص علیهم رسول الله (صلى الله علیه و آله) [القصة و تلا] القرآن، فقال بعضهم لبعض: قد- و الله- أتاکم بالفصل من خبر صاحبکم. فقال لهم رسول الله (صلى الله علیه و آله): «إن الله عز و جل قد أمرنی بمباهلتکم».

البرهان فى تفسیر القرآن، ج‏1، ص: 634

فقالوا: إذا کان غدا باهلناک، فقال القوم بعضهم لبعض: حتى ننظر بما یباهلنا غدا بکثرة أتباعه من أوباش الناس، أم بالقلة «1» من أهل الصفوة و الطهارة، فإنهم وشیج‏ «2» الأنبیاء، و موضع نهلهم.

فلما کان من الغد غدا النبی (صلى الله علیه و آله) بیمینه علی، و بیساره الحسن و الحسین، و من ورائهم فاطمة (صلى الله علیهم)، علیهم النمار النجرانیة «3»، و على کتف رسول الله (صلى الله علیه و آله) کساء قطوانی‏ «4» رقیق خشن لیس بکثیف و لا لین، فأمر بشجرتین فکسح ما بینهما، و نشر الکساء علیهما، و أدخلهم تحت الکساء، و أدخل منکبه الأیسر معهم تحت الکساء معتمدا على قوسه النبع، و رفع یده الیمنى إلى السماء للمباهلة، و أشرف‏ «5» الناس ینظرون و اصفر لون السید و العاقب و زلزلا «6» حتى کادا أن تطیش عقولهما.

فقال أحدهما لصاحبه: أ نباهله؟ قال: أو ما علمت أنه ما باهل قوم قط نبیا فنشأ صغیرهم أو بقی کبیرهم؟

و لکن أره أنک غیر مکترث، و أعطه من المال و السلاح ما أراد، فإن الرجل محارب، و قل له: أ بهؤلاء تباهلنا؟ لئلا یرى أنه قد تقدمت معرفتنا بفضله و فضل أهل بیته.

فلما رفع النبی (صلى الله علیه و آله) یده إلى السماء للمباهلة، قال أحدهما لصاحبه: و أی رهبانیة؟ دارک الرجل، فإنه إن فاه ببهلة لم نرجع إلى أهل و لا مال. فقالا: یا أبا القاسم، أ فبهؤلاء تباهلنا؟ قال: «نعم، هؤلاء أوجه من على وجه الأرض بعدی إلى الله عز و جل وجیهة، و أقربهم إلیه وسیلة».

قال: فبصبصا- یعنی ارتعدا و کرا- و قالا له: یا أبا القاسم، نعطیک ألف سیف، و ألف درع، و ألف حجفة «7» و ألف دینار کل عام، على أن الدرع و السیف و الحجفة عندک إعارة حتى یأتی من ورائنا من قومنا فنعلمهم بالذی رأینا و شاهدنا، فیکون الأمر على ملأ منهم، فإما الإسلام، و إما الجزیة، و إما المقاطعة فی کل عام.

فقال النبی (صلى الله علیه و آله): «قد قبلت ذلک منکما، أما و الذی بعثنی بالکرامة، لو باهلتمونی بمن تحت الکساء لأضرم الله عز و جل علیکم الوادی نارا تأجج تأججا، حتى یساقها إلى من ورائکم فی أسرع من طرفة عین فأحرقتهم تأججا».

فهبط علیه جبرئیل الروح الأمین (علیه السلام)، فقال: یا محمد، إن الله یقرئک السلام، و یقول لک: و عزتی و جلالی و ارتفاع مکانی لو باهلت بمن تحت الکساء أهل السماوات و أهل الأرض لتساقطت السماء کسفا متهافتة،

البرهان فى تفسیر القرآن، ج‏1، ص: 635

و لتقطعت الأرضون زبرا سابحة «1»، فلم یستقر علیها بعد ذلک، فرفع النبی (صلى الله علیه و آله) یدیه حتى رؤی بیاض إبطیه. ثم قال: «و على من ظلمکم حقکم، و بخسنی‏ «2» الأجر الذی افترضه الله فیکم علیهم، بهلة الله تتابع إلى یوم القیامة».

 

البرهان فى تفسیر القرآن، ج‏1، ص: 638

1732/ «16»- و رواه الثعلبی فی تفسیر هذه الآیة، عن مقاتل و الکلبی، قال: لما قرأ رسول الله (صلى الله علیه و آله) هذه الآیة على وفد نجران و دعاهم إلى المباهلة، فقالوا: نرجع و ننظر فی أمرنا و نأتیک غدا. فخلا بعضهم إلى بعض، فقالوا للعاقب و کان دیانهم و ذا رأیهم: یا عبد المسیح، ما ترى؟

فقال: و الله لقد عرفتم- یا معاشر النصارى- أن محمدا نبی مرسل، و لقد جاءکم بالفضل من أمر صاحبکم، و الله ما لاعن قوم قط نبیا فعاش کبیرهم، و لا نبت صغیرهم، و لئن فعلتم ذلک لتهلکن، و إن أبیتم إلا دینکم و الإقامة على ما أنتم علیه من القول فی صاحبکم، فوادعوا الرجل و انصرفوا إلى بلادکم.

فأتوا رسول الله (صلى الله علیه و آله) و قد غدا محتضنا للحسن و آخذا بید الحسین و فاطمة تمشی خلفه و علی یمشی خلفها، و هو یقول لهم: «إذا أنا دعوت فأمنوا» فقال اسقف نجران: یا معاشر النصارى، إنی لأرى وجوها لو أقسموا على الله أن یزیل جبلا لأزاله، فلا تباهلوا فتهلکوا، و لا یبقى على وجه الأرض نصرانی إلى یوم القیامة.

فقالوا: یا أبا القاسم، لقد رأینا أننا لا نباهلک، و أن نترکک على دینک و نثبت على دیننا.

فقال رسول الله (صلى الله علیه و آله): «فإن أبیتم المباهلة فأسلموا، یکن لکم ما للمسلمین و علیکم ما علیهم». فأبوا، فقال: «إنی أنابذکم للحرب» فقالوا: ما لنا بحرب العرب طاقة، و لکن نصالحک على أن لا تغزونا، و لا تخیفنا، و لا تردنا عن دیننا، على أن نؤدی إلیک فی کل عام ألفی حلة: ألفا فی صفر، و ألفا فی رجب. فصالحهم النبی (صلى الله علیه و آله) على ذلک.

و رواه أیضا أبو بکر بن مردویه بأکمل من هذه الألفاظ و هذه المعانی، عن ابن عباس و الحسن و الشعبی و السدی.

و فی روایة الثعلبی زیادة، و هی: قال: «و الذی نفسی بیده إن العذاب قد تدلى على أهل نجران، و لو لاعنوا لمسخوا قردة و خنازیر، و لاضطرم الوادی علیهم نارا، و لاستأصل الله نجران و أهله حتى الطیر على رؤوس الشجر، و ما حال الحول على النصارى حتى هلکوا». فأنزل الله تعالى: إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَ ما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ‏ «1» الآیة.

1733/ «17»- و رواه الشافعی ابن المغازلی فی کتاب (المناقب) عن الشعبی، عن جابر بن عبد الله، قال: قدم أهل نجران على رسول الله (صلى الله علیه و آله)، العاقب و السید «2»، فدعاهما إلى الإسلام، فقالا: أسلمنا- یا محمد- قبلک. قال: «کذبتما، إن شئتما أخبرتکما بما یمنعکما من الإسلام؟». قالا: هات‏ «3».

قال: «حب الصلیب، و شرب الخمر، و أکل الخنزیر» فدعاهما إلى الملاعنة، فوعداه أن یغادیاه بالغداة،

البرهان فى تفسیر القرآن، ج‏1، ص: 639

فغدا رسول الله (صلى الله علیه و آله) فأخذ بید علی و فاطمة و الحسن و الحسین (علیهم السلام)، ثم أرسل إلیهما، فأبیا أن یجیباه، فأقر الخراج علیهما «1»، فقال النبی (صلى الله علیه و آله): «و الذی بعثنی بالحق نبیا لو فعلا لأمطر الله علیهما الوادی نارا».

قال جابر: نزلت فیهم هذه الآیة فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏.

قال الشعبی: أَبْناءَنا الحسن و الحسین‏ وَ نِساءَنا فاطمة وَ أَنْفُسَنا علی بن أبی طالب (صلوات الله علیهم).

 

التبیان فى تفسیر القرآن    ج‏2    485    

قوله تعالى: [سورة آل‏عمران (3): آیة 61]

فَمَنْ حَاجَّکَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْکاذِبِینَ (61)

آیة بلا خلاف.

المعنى:

الهاء فی قوله: «فیه» یحتمل أن تکون عائدة إلى أحد أمرین:

أحدهما- إلى عیسى فی قوله: «إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ» فی قول قتادة.

الثانی- أن تکون عائدة على الحق فی قوله‏ «الْحَقُّ مِنْ رَبِّکَ». و الذین دعاهم النبی (ص) فی المباهلة نصارى نجران، و لما نزلت الآیة أخذ النبی (ص) بید علی و فاطمة و الحسن و الحسین علیهم السلام، ثم دعا النصارى إلى المباهلة، فاحجموا عنها، و أقروا بالذلة و الجزیة. و یقال: إن بعضهم قال لبعض إن باهلتموه اضطرم الوادی ناراً علیکم و لم یبق نصرانی و لا نصرانیة إلى یوم القیامة.

و روی أن النبی (ص) قال لأصحابه: مثل ذلک. و لا خلاف بین أهل العلم أنهم لم یجیبوا إلى المباهلة.

 

مجمع البیان فى تفسیر القرآن    ج‏2    762    

النزول‏

قیل نزلت الآیات فی وفد نجران العاقب و السید و من معهما قالوا لرسول الله هل رأیت ولدا من غیر ذکر فنزل‏ «إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ» الآیات فقرأها علیهم عن ابن عباس و قتادة و الحسن فلما دعاهم رسول الله إلى المباهلة استنظروه إلى صبیحة عد من یومهم ذلک فلما رجعوا إلى رجالهم قال لهم الأسقف انظروا محمدا فی غد فإن غدا بولده و أهله فاحذروا مباهلته و إن غدا بأصحابه فباهلوه فإنه على غیر شی‏ء فلما کان الغد جاء النبی ص آخذا بید علی بن أبی طالب (ع) و الحسن (ع) و الحسین (ع) بین یدیه یمشیان و فاطمة (ع) تمشی خلفه و خرج النصارى یقدمهم أسقفهم فلما رأى النبی ص قد أقبل بمن معه سأل عنهم فقیل له هذا ابن عمه و زوج ابنته و أحب الخلق إلیه و هذان ابنا بنته من علی (ع) و هذه الجاریة بنته فاطمة أعز الناس علیه و أقربهم إلى قلبه و تقدم رسول الله ص فجشا على رکبتیه قال أبو حارثة الأسقف جثا و الله کما جثا الأنبیاء للمباهلة فکع و لم یقدم على المباهلة فقال السید ادن یا أبا حارثة للمباهلة فقال لا إنی لأرى رجلا جریئا على المباهلة و أنا أخاف أن یکون صادقا و لئن کان صادقا لم یحل و الله علینا الحول و فی الدنیا نصرانی یطعم الماء فقال الأسقف یا أبا القاسم إنا لا نباهلک و لکن نصالحک فصالحنا على ما ینهض به فصالحهم رسول الله ص على ألفی حلة من حلل الأواقی قیمة کل حلة أربعون درهما فما زاد أو نقص فعلى حساب ذلک و على عاریة ثلاثین درعا و ثلاثین رمحا و ثلاثین فرسا إن کان بالیمن کید و رسول الله ضامن حتى یؤدیها و کتب لهم بذلک کتابا و روی أن الأسقف قال لهم إنی لأرى وجوها لو سألوا الله أن یزیل جبلا من مکانه لأزاله فلا تبتهلوا فتهلکوا و لا یبقى على وجه الأرض نصرانی إلى یوم القیامة و

قال النبی‏ و الذی نفسی بیده لو لا عنونی لمسخوا قردة و خنازیر و لاضطرم الوادی علیهم نارا و لما حال الحول‏

مجمع البیان فى تفسیر القرآن، ج‏2، ص: 763

على النصارى حتى یهلکوا کلهم‏

قالوا فلما رجع وفد نجران لم یلبث السید و العاقب إلا یسیرا حتى رجعا إلى النبی و أهدى العاقب له حلة و عصا و قدحا و نعلین و أسلما.

مخفی نمودن این قصه از طرف برخی از اهل سنت

ولمّا کانت قضیّة المباهلة، ونزول الآیة المبارکة فی أهل البیت دون غیرهم، من أسمى‏ مناقب أمیر المؤمنین علیه السلام الدالّة على إمامته بعد رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وآله وسلّم، فقد حاول بعض المتکلّمین من مدرسة الخلفاء الإجابة عن ذلک، کما سنرى بالتفصیل.

لکنْ هناک محاولات بالنسبة إلى أصل الخبر ومتنه، الأمر الذی یدلّ على إذعان القوم بدلالة الحدیث على مذهب الإمامیّة، وبخوعهم بعدم الجدوى‏ فیما یحاولونه من المناقشة فیها...

وتلک المحاولات هی:

1- الإخفاء والتعتیم على أصل الخبر

فمن القوم من لا یذکر الخبر من أصله!! مع ما فیه من الأدلّة على النبوّة وظهور الدین الإسلامی على سائر الأدیان... أذکر منهم ابن هشام «1» وتبعه ابن سیّد الناس «2»، والذهبی «3» وهذه عبارة الثانی فی ذکر الوفود،

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 253

وهی ملخّص عبارة الأوّل:

 «ثمّ بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم خالد بن الولید فی شهر ربیع الآخر أو جُمادى الأوُلى سنة عشر، إلى بنی الحارث بن کعب بنجران، وأمره أنْ یدعوهم إلى الإسلام قبل أنْ یقاتلهم، ثلاثاً، فإنّ استجابوا فاقبل منهم وإنْ لم یفعلوا فقاتلهم.

فخرج خالد حتّى قدم علیهم، فبعث الرکبان یضربون فی کلّ وجه ویدعون إلى الإسلام، ویقولون: أیّها الناس أسلموا تسلموا، فأسلم الناس ودخلوا فی ما دعوا إلیه، فأقام فیهم خالد یعلمهم الإسلام، وکتب إلى رسول‏صلّى اللَّه علیه وسلّم بذلک.

فکتب له رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم أن یُقْبِل ویُقْبِل معه وفدهم، فأقبل وأقبل معه وفدهم، منهم قیس بن الحصین ذی الغصة... وأمّر علیهم قیس بن الحصین.

فرجعوا إلى قومهم فی بقیّة من شوّال أو فی ذی القعدة، فلم یمکثوا إلّا أربعة أشهر، حتّى توفّی رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم».

2- الإخفاء والتعتیم على حدیث المباهلة

وهذا ما حاوله آخرون، منهم:

* البخاری- تحت عنوان: قصة أهل نجران، من کتاب المغازی-:

 «حدّثنی عبّاس بن الحسین، حدّثنا یحیى بن آدم، عن إسرائیل، عن أبی إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذیفة، قال: جاء العاقب والسیّد- صاحبا نجران- إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم، یریدان أن یلاعناه.

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 254

قال: فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل، فواللَّه لئن کان نبیّاً فلاعنّا لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا. قالا: إنّا نعطیک ما سألتنا وابعث معنا رجلًا أمینا ولا تبعث معنا إلّاأمیناً، فقال: لأبعثنّ معکم رجلًا أمیناً حقّ أمین.

فاستشرف له أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم، فقال: قُم یا أبا عبیدة بن الجرّاح، فلمّا قام، قال رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم: هذا أمین هذه الأُمّة.

حدّثنا محمّد بن بشّار، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، قال:

سمعت أبا إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذیفة رضی اللَّه عنه قال: جاء أهل نجران إلى النبی صلّى اللَّه علیه وسلّم فقالوا: ابعث لنا رجلًا أمیناً. فقال: لأبعثنّ إلیکم رجلًا أمیناً حقَّ أمینٍ، فاستشرف له الناس، فبعث أبا عبیدة بن الجراح» «1».

أقول:

قد تقدّم حدیث حذیفة بن الیمان، رواه القاضی الحسکانی بنفس السند... لکنّ البخاری لم یذکر سبب الملاعنة! ولا نزول الآیة المبارکة! ولا خروج النبی صلّى اللَّه علیه وآله وسلّم بعلی وفاطمة والحسنین علیهم السلام!

ولا یخفى التحریف فی روایته، وعبارته مشوّشة جدّاً، یقول: «جاء... یریدان أن یلاعناه فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل» فقد جاءا «یریدان أن یلاعناه» فلا بُدّ وأن حَدَثَ شی‏ء؟ «فقال أحدهما لصاحبه...»

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 255

فما الذی حَدَث؟!!

لقد أشار الحافظ ابن حجر فی شرحه إلى نزول الآیة وخروج النبیّ للملاعنة بأهل البیت علیهم السلام، لکنّها إشارة مقتضبة جدّاً!!

ثمّ قال: «قالا: إنّا نعطیک ما سألتنا» والنبیّ صلّى اللَّه علیه وآله وسلّم لم یسأل شیئاً، وإنّما دعاهما إلى الإسلام وما جاء به القرآن، فأبَیا، فآذنهم بالحرب، فطلبا منه الصلح وإعطاء الجزیة، فکتب لهما بذلک وکان الکاتب علی علیه السلام.

ثمّ إنّ البخاری- بعد أن حذف حدیث المباهلة إخفاءً لفضل أهل الکساء- وضع فضیلة لأبی عبیدة، بأنهما قالا للنبیّ صلّى اللَّه علیه وآله وسلّم: «ابعث معنا رجلًا أمیناً» فبعث معهم أبا عبیدة بن الجرّاح...

لکنْ فی غیر واحدٍ من الکتب أنّ النبیّ صلّى اللَّه علیه وآله وسلّم أرسل إلیهم علیّاً علیه السلام، وهذا ما نبّه علیه الحافظ وحاول رفع التعارض، فقال: «وقد ذکر ابن إسحاق أنّ النبیّ بعث علیّاً إلى أهل نجران لیأتیه بصدقاتهم وجزیتهم، وهذه القصّة غیر قصّة أبی عبیدة، لأنّ أبا عبیدة توجّه معهم فقبض مال الصلح ورجع، وعلی أرسله النبی بعد ذلک یقبض منهم ما استحق علیهم من الجزیة ویأخذ ممن أسلم منهم ما وجب علیه من الصدقة. واللَّه أعلم» «1».

قلت:

ولم أجد فی روایات القصة إلّا أنّهما «أقرّا بالجزیة» التزما بدفع ما

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 256

تضمّنه الکتاب الذی کتبه صلّى اللَّه علیه وآله وسلّم لهم، ومن ذلک: ألفا حُلّة «فی کلّ رجبٍ ألف، وفی کلّ صفرٍ ألف» وهذه هی الجزیة، وعلیها جرى أبو بکر وعمر، حتّى جاء عثمان فوضع عنهم بعض ذلک! وکان ممّا کتب: «إنّی قد وضعت عنهم من جزیتهم مائتی حُلّة لوجه اللَّه!» «1».

ثمّ إنّ رجوعهما إلى قومهما کان فی بقیّة من شوّال أو ذی القعدة «2» فأین رجب؟! وأین صفر؟!

فما ذکره الحافظ رفعاً للتعارض ساقط.

ولعلّه من هنا لم تأتِ هذه الجملة فی روایة مسلم، فقد روى الخبر عن أبی إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذیفة، قال: «جاء أهل نجران إلى رسول‏صلّى اللَّه علیه وسلّم فقالوا: یا رسول اللَّه! ابعث إلینا رجلًا أمیناً، فقال: لأبعثنّ إلیکم رجلًا أمیناً...» «3».

ثمّ إنّه قد تعدّدت أحادیث القوم فی «أمانة أبی عبیدة» حتّى أنّهم رووا بلفظ «أمین هذه الأُمّة أبو عبیدة»، وقد تکلّمنا على هذه الأحادیث من الناحیتین- السند والدلالة- فی موضعه من کتابنا بالتفصیل «4».

* ابن سعد، فإنّه ذکر تحت عنوان «وفد نجران»: «کتب رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم إلى أهل نجران، فخرج إلیه وفدهم، أربعة عشر رجلًا من أشرافهم نصارى، فیهم العاقب وهو عبدالمسیح... ودعاهم إلى الإسلام، فأبوا، وکثر الکلام والحجاج بینهم، وتلا علیهم القرآن، وقال

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 257

رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم: إنْ أنکّرتم ما أقول لکم فهلُمّ أُباهلکم، فانصرفوا على ذلک.

فغدا عبدالمسیح ورجلان من ذوی رأیهم على رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم، فقال: قد بدا لنا أنْ لا نباهلک، فاحکم علینا بما أحببت نعطک ونصالحک، فصالحهم على...

وأشهد على ذلک شهوداً، منهم: أبو سفیان بن حرب، والأقرع بن حابس، والمغیرة بن شعبة.

فرجعوا إلى بلادهم، فلم یلبث السیّد والعاقب إلا یسیراً حتّى رجعا إلى النبی صلّى اللَّه علیه وسلّم، فأسلما، وأنزلهما دار أبی أیّوب الأنصاری.

وأقام أهل نجران على ما کتب لهم به النبیّ صلّى اللَّه علیه وسلّم حتى قبضه اللَّه...»»

.

* وقال الطبری- فی ذکر الوفود فی السنة العاشرة-: «وفیها قدم وفد العاقب والسیّد من نجران، فکتب لهما رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم کتاب الصلح» «2».

ثمّ قال فی خروج الأمراء والعمّال على الصدقات: «وبعث علیّ بن أبی طالب إلى نجران لیجمع صدقاتهم ویقدم علیه بجزیتهم» «3».

* وقال ابن الجوزی: «وفی سنة عشر من الهجرة أیضاً قدم العاقب والسیّد من نجران، وکتب لهم رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم کتاب

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 258

صلح» «1».

* وقال ابن خلدون: «وفیها قدم وفد نجران النصارى، فی سبعین راکباً، یقدمهم أمیرهم العاقب عبدالمسیح من کندة، وأُسقفهم أبو حارثة بن بکر بن وائل والسیّد الأیهم، وجادلوا عن دینهم، فنزل صدر سورة آل عمران، وآیة المباهلة، فأبَوا منها، وفرقوا وسألوا الصلح، وکتب لهم به على ألف حُلّة فی صفر وألف فی رجب، وعلى دروع ورماح وخیل وحمل ثلاثین من کلّ صنف، وطلبوا أن یبعث معهم والیاً یحکم بینهم، فبعث معهم أبا عبیدة بن الجرّاح، ثمّ جاء العاقب والسیّد وأسلما» «2».

3- الإخفاء والتعتیم على اسم علیّ!!

وحاول آخرون منهم أن یکتموا اسم علیّ علیه السلام.

* فحذفوا اسمه من الحدیث، کما فی الروایة عن جدّ سلمة بن عبدیشوع المتقدّمة.

* بل تصرّف بعضهم فی حدیث مسلم، وأسقط منه اسم «علی»، کما سیأتی عن (البحر المحیط)!!

* والبلاذری عنون فی کتابه «صلح نجران» وذکر القصة، فقال:

 «فأنزل اللَّه تعالى: «ذلک لنتلوه علیک من الآیات والذکر الحکیم* إنّ مثل عیسى عند اللَّه کمثل آدم خلقه من تراب ثمّ قال له کن فیکون- إلى قوله:- الکاذبین» فقرأها رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 259

علیهما، ثم دعاهما إلى المباهلة، وأخذ بید فاطمة والحسن والحسین، فقال أحدهما لصاحبه، اصعد الجبل ولا تباهله، فإنّک إنْ باهلته بؤت باللعنة. قال: فما ترى؟ قال: أرى أنْ نعطیه الخراج ولا نباهله...» «1».

* وابن القیّم اقتصر على روایة جدّ سلمة، ولم یورد اللفظ الموجود عند مسلم وغیره، قال: «وروینا عن أبی عبداللَّه الحاکم، عن الأصم، عن أحمد بن عبد الجبار، عن یونس بن بکیر، عن سلمة بن عبدیشوع، عن أبیه، عن جده، قال یونس- وکان نصرانیّاً فأسلم-: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم کتب إلى أهل نجران...» فحکى القصّة إلى أن قال:

 «فلمّا أصبح رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم الغد بعد ما أخبرهم الخبر، أقبل مشتملًا على الحسن والحسین رضی اللَّه عنهما فی خمیل له وفاطمة رضی اللَّه عنها تمشی عند ظهره، للمباهلة، وله یومئذٍ عدّة نسوة...» «2».

* وکذا فعل ابن کثیر فی تاریخه... «3».

* واختلف النقل عن الشعبی على أشکال:

أحدها: روایته عن جابر بن عبد اللَّه، وفیها نزول الآیة فی علیٍّ وفاطمة والحسنین.

والثانی: روایته الخبر مع حذف اسم علیٍّ!! رواه عنه جماعة، وعنهم السّیوطی، وقد تقدّم.

وجاء عند الطبری بعد الخبر عن ابن حمید، عن جریر، عن مغیرة،

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 260

عن الشعبی، ولیس فیه ذکر علیٍّ: «حدّثنا ابن حمید، قال: ثنا جریر، قال:

فقلت للمغیرة: إنّ الناس یروون فی حدیث أهل نجران أنّ علیّاً کان معهم!

فقال: أمّا الشعبی فلم یذکره، فلا أدری لسوء رأی بنی أمیّة فی علیّ، أو لم یکن فی الحدیث» «1».

والثالث: روایته الخبر مع حذف اسم علیٍّ! وإضافة «وناس من أصحابه»!! وهو ما نذکره:

4- التحریف بحذف اسم علیّ وزیادة «وناس من أصحابه»

وهذا الخبر لم أجده إلّاعند ابن شبّة، عن الشعبی، حیث قال:

 «حدّثنا أبو الولید أحمد بن عبد الرحمن القرشی، قال: حدّثنا الولید بن مسلم، قال: حدّثنا إبراهیم بن محمّد الفزاری، عن عطاء بن السائب، عن الشعبی، قال: قدم وفد نجران، فقالوا لرسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم: أخبرنا عن عیسى... قال: فأصبح رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم وغداً حسن وحسین وفاطمة وناس من أصحابه، وغدوا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم فقالوا: ما للملاعنة جئناک، ولکن جئناک لتفرض علینا شیئاً نؤدیه إلیک...» «2».

فإذا کان المراد من «وغداً حسن..» أنّهم خرجوا مع رسول اللَّه لیباهل بهم، فقد أخرج صلّى اللَّه علیه وآله وسلّم مع أهل بیته «ناسا من الصحابة»!!

وإذا کان قد خرج مع النبی «ناسٌ من أصحابه» فلماذا لم یجعل

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 261

الراوی علیّاً منهم فی الأقلّ!!

لکنّ الشعبی- إن کانت هذه التحریفات منه لا من الرواة عنه- معروف بنزعته الامویة، ولعلّ فی أحد الروایات التی نقلناها سابقاً عن تفسیر الطبری إشارة إلى ذلک... وقد کان الشعبی أمین آل مروان، وقاضی الکوفة فی زمانهم، وکان ندیماً لعبد الملک بن مروان، مقرّباً إلیه، وکلّ ذلک وغیره مذکور بترجمته فی الکتب، فلتراجع.

5- التحریف بزیادة «عائشة وحفصة»

وهذا اللفظ وجدته عند الحلبی، قال: «وفی لفظٍ: أنّهم وادعوه على الغد، فلمّا أصبح صلّى اللَّه علیه وسلّم أقبل ومعه حسن وحسین وفاطمة وعلیّ رضی اللَّه عنهم وقال: اللّهمّ هؤلاء أهلی...

وعن عمر رضی اللَّه عنه، أنّه قال للنبی صلّى اللَّه علیه وسلّم: لو لاعنتهم یا رسول اللَّه بید من کنت تأخذ؟ قال صلّى اللَّه علیه وسلّم: آخذ بید علی وفاطمة والحسن والحسین وعائشة وحفصة.

وهذا- أی زیادة عائشة وحفصة- دل علیه قوله تعالى: «ونساءنا ونساءکم» وصالحوه...» «1».

6- التحریف بحذف «فاطمة» وزیادة: «أبی بکر وولده وعمر و ولده وعثمان وولده»

وهذا لم أجده إلّاعند ابن عساکر، وبترجمة عثمان بالذات!! من

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 262

تاریخه، قال:

 «أخبرنا أبو عبداللَّه محمّد بن إبراهیم، أنبأ أبو الفضل ابن الکریدی، أنبأنا أبو الحسن العتیقی، أنا أبو الحسن الدارقطنی، نا أبو الحسین أحمد بن قاج، نا محمّد بن جریر الطبری- إملاء علینا- نا سعید بن عنبسة الرازی، نا الهیثم بن عدی، قال: سمعت جعفر بن محمّد، عن أبیه فی هذه الآیة «تعالوا ندع أبناءنا وأبناءکم ونساءنا ونساءکم وأنفسنا وأنفسکم». قال: فجاء بأبی بکر وولده، وبعمر وولده، وبعثمان وولده، وبعلی وولده» «1».

ورواه عنه: السیوطی «2» والشوکانی «3» والآلوسی «4» والمراغی «5» ساکتین عنه!! نعم قال الآلوسی: «وهذا خلاف ما رواه الجمهور».

أقول:

کانت تلک محاولات القوم فی قبال حدیث المباهلة، وتلاعباتهم فی لفظه... بغضّ النظر عن تعابیر بعضهم عن الحدیث ب «قیل» و «روی» ونحو ذلک ممّا یقصد منه الاستهانة به عادةً.

هذا، والألیق بنا ترک التکلّم على هذه التحریفات- زیادةً ونقیصةً- لوضوح کونها من أیدٍ أُمویّة، تحاول کتم المناقب العلویّة، لعلمهم بدلالتها على مزایا تقتضی الأفضلیّة، کما حاولت فی (حدیث الغدیر) و (حدیث

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 263

المنزلة) ونحوهما.

وفی (حدیث المباهلة) أرادوا کتم هذه المزیّة، ولو بترک ذِکر أصل القضیّة! أو بحذف اسم علیّ أو فاطمة الزکیّة،...

ولولا دلالة الحدیث على الأفضلیّة- کما سیأتی- لَما زاد بعضهم «عائشة وحفصة» إلى جنب فاطمة!!

بل أراد بعضهم إخراج الحدیث عن الدلالة بانحصار هذه المزیّة فی أهل البیت علیهم السلام، فوضع على لسان أحدهم- وهو الإمام الباقر، یرویه عنه الإمام الصادق- ما یدلّ على کون المشایخ الثلاثة فی مرتبة علیٍّ!! وأنّ وُلْدهم فی مرتبة وُلده!!

وضعوه على لسان الأئمّة من أهل البیت علیهم السلام لیروج على البسطاء من الناس!!

وکم فعلوا من هذا القبیل على لسان أئمّة أهل البیت علیهم السلام وأوّلًادهم، فی الأبواب المختلفة من التفسیر والفقه والفضائل «1»!

إنّ ما رواه ابن عساکر لم یخرجه أحدٌ من أرباب الصحاح والمسانید والمعاجم، ولا یُقاوم- بحسب قواعد القوم- ما أخرجه أحمد ومسلم والترمذی وغیرهم، ونص الحاکم على تواتره، وغیره على ثبوته.

بل إنّ هذا الحدیث لم یعبأ به حتى مثل ابن تیمیة المتشبث بکلّ حشیش!

إن هذا الحدیث کذبٌ محضٌ، باطلٌ سنداً ومتناً... ولنتکلّم على اثنین من رجاله:

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 264

                        1- سعید بن عنبسة الرازی‏

لیس من رجال الصحاح والسنن ونحوها، وهو کذّاب، ذکره ابن أبی حاتم فقال: «سعید بن عنبسة، أبو عثمان الخزّاز الرازی... سمع منه أبی ولم یحدّث عنه، وقال: فیه نظر.

حدّثنا عبدالرحمن، قال: سمعت علی بن الحسین، قال: سمعت یحیى بن معین- وسُئل عن سعید بن عنبسة الرازی- فقال: لا أعرفه.

فقیل: إنّه حدّث عن أبی عبیدة الحدّاد حدیث والان، فقال: هذا کذّاب.

حدّثنا عبدالرحمن، قال: سمعت علیّ بن الحسین یقول: سعید بن عنبسة کذّاب.

سمعت أبی یقول: کان لا یصدق» «1».

                        2- الهیثم بن عدی‏

وقد اتّفقوا على أنّه کذّاب.

قال ابن أبی حاتم: «سُئل یحیى بن معین عن الهیثم بن عدیّ، فقال:

کوفی ولیس بثقة، کذاب.

سألت أبی عنه، فقال: متروک الحدیث» «2».

وأورده ابن حجر الحافظ فی (لسانه) فذکر الکلمات فیه:

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 265

البخاری: لیس بثقة، کان یکذب.

یحیى بن معین: لیس بثقة، کان یکذب.

أبو داود: کذّاب.

النسائی وغیره: متروک الحدیث.

ابن المدینی: لا أرضاه فی شئ.

أبو زرعة: لیس بشئ.

العجلی: کذّاب.

الساجی: کان یکذب.

أحمد: صاحب أخبار وتدلیس.

الحاکم والنقاش: حدث عن الثقات بأحادیث منکَرة.

محمود بن غیلان: أسقطه أحمد ویحیى وأبو خیثمة.

ذکره ابن السکن وابن شاهین وابن الجارود والدارقطنی فی الضعفاء.

کذّب الحدیث- لکون الهیثم فیه- جماعة کالطحاوی فی «مشکل الحدیث» والبیهقی فی «السنن» والنقاش والجوزجانی فی ما صنّفا من الموضوعات «1».

أقول:

هَب أنّ ابن عساکر روى هذا الخبر الموضوع فی کتابه «تاریخ دمشق» فإنّ هذا الکتاب فیه موضوعات کثیرة، کما نص علیه ابن تیمیّة «2» وغیره، فما بال السیوطی ومن تبعه یذکرونه بتفسیر القرآن الکریم وبیان المراد من آیةٍ من کلام اللَّه الحکیم؟!!

روایات که مصادیق را بیان می‌کند

روایات اهل سنت

و أخرج الحاکم و صححه و ابن مردویه و أبو نعیم فی الدلائل عن جابر قال‏ قدم على النبی صلى الله علیه و سلم العاقب و السید فدعاهما إلى الإسلام فقالا أسلمنا یا محمد قال کذبتما إن شئتما أخبرتکما بما یمنعکما من الإسلام قالا فهات قال حب الصلیب و شرب الخمر و أکل لحم الخنزیر قال جابر فدعاهما إلى الملاعنة فوعداه إلى الغد فغدا رسول الله صلى الله علیه و سلم و أخذ.

الدر المنثور فى تفسیر المأثور، ج‏2، ص: 39

بید علی و فاطمة و الحسن و الحسین ثم أرسل إلیهما فأبیا أن یجیباه و أقرا له فقال و الذی بعثنی بالحق لو فعلا لأمطر الوادی علیهما نارا قال جابر فیهم نزلت‏ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ‏ الآیة قال جابر أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏ رسول الله صلى الله علیه و سلم و علی و أَبْناءَنا الحسن و الحسین‏ وَ نِساءَنا فاطمة.

 

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 157

169- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی سَعِیدٍ الْمُقْرِی‏ «1» قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِیلِ بِ «بَلْخٍ» قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ [أَخْبَرَنَا] یَزِیدُ بْنُ زُرَیْعٍ عَنِ الْکَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏ [فِی‏] قَوْلِهِ: إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ‏ فَبَلَغَنَا- وَ اللَّهُ أَعْلَمُ [کَذَا] أَنَّ وَفْدَ نَجْرَانَ قَدِمُوا عَلَى نَبِیِّ اللَّهِ وَ هُوَ بِالْمَدِینَةِ وَ مَعَهُمُ السَّیِّدُ وَ الْعَاقِبُ وَ [أَ] بُو حَنَسٍ وَ أَبُو الْحَرْثِ وَ اسْمُهُ عَبْدُ الْمَسِیحِ وَ هُوَ رَأْسُهُمْ وَ هُوَ الْأُسْقُفُّ وَ هُمْ یَوْمَئِذٍ سَادَةُ أَهْلِ نَجْرَانَ فَقَالُوا: یَا مُحَمَّدُ لِمَ تَذْکُرُ صَاحِبَنَا وَ سَاقَ نَحْوَهُ إِلَى قَوْلِهِ: وَ نَزَلَ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ: إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ‏ إِلَى [قَوْلِهِ‏] لَهُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ‏. وَ سَاقَ نَحْوَهُ إِلَى قَوْلِهِ: قَالُوا: نُلَاعِنُکَ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ مَعَهُ فَاطِمَةُ وَ حَسَنٌ وَ حُسَیْنٌ فَقَالَ: هَؤُلَاءِ أَبْنَاؤُنَا وَ نِسَاؤُنَا وَ أَنْفُسُنَا فَهَمُّوا أَنْ یُلَاعِنُوا- ثُمَّ إِنَّ أَبَا الْحَرْثِ قَالَ لِلسَّیِّدِ وَ الْعَاقِبِ: وَ اللَّهِ مَا نَصْنَعُ بِمُلَاعَنَةِ هَذَا شَیْئاً، فَصَالَحُوهُ عَلَى الْجِزْیَةِ. قَالُوا: صَدَقْتَ [یَا] أَبَا الْحَرْثِ. فَعَرَضُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ الصُّلْحَ وَ الْجِزْیَةَ فَقَبِلَهَا- وَ قَالَ: أَمَا وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ- لَوْ لَاعَنُونِی مَا أَحَالَ اللَّهُ لِیَ الْحَوْلَ وَ بِحَضْرَتِهِمْ مِنْهُمْ بَشَرٌ- إِذاً [کَذَا] لَأَهْلَکَ اللَّهُ الظَّالِمِینَ‏ «2».

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 158

170- أَخْبَرَنِی الْحَاکِمُ الْوَالِدُ، عَنْ أَبِی حَفْصِ بْنِ شَاهِینَ، قَالَ:

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَیْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ قَالَ: حَدَّثَنَا یَحْیَى بْنُ حَاتِمٍ الْعَسْکَرِیُّ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دِینَارٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِی هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِیِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ أَهْلِ نَجْرَانَ عَلَى النَّبِیِّ ص [وَ فِیهِمُ‏] الْعَاقِبُ وَ السَّیِّدُ «1» فَدَعَاهُمَا إِلَى الْإِسْلَامِ فَقَالا: أَسْلَمْنَا قَبْلَکَ. قَالَ: کَذَبْتُمَا- إِنْ شِئْتُمَا أَخْبَرْتُکُمَا بِمَا یَمْنَعُکُمَا مِنَ الْإِسْلَامِ. فَقَالا:

هَاتِ أَنْبِئْنَا. قَالَ: حُبُّ الصَّلِیبِ وَ شُرْبُ الْخَمْرِ وَ أَکْلُ لَحْمِ الْخِنْزِیرِ، فَدَعَاهُمَا إِلَى الْمُلاعَنَةِ- فَوَعَدَاهُ أَنْ یُغَادِیَانِهِ بِالْغَدَاةِ- فَغَدَا رَسُولُ اللَّهِ وَ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَیْهِمَا فَأَبَیَا أَنْ یَجِیئَا، وَ أَقَرَّا لَهُ بِالْخَرَاجِ- فَقَالَ النَّبِیُّ: وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ- لَوْ فَعَلَا لَأَمْطَرَ الْوَادِی [عَلَیْهِمَا] نَاراً «2» قَالَ جَابِرٌ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ: نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 159

وَ نِساءَکُمْ- وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏ قَالَ الشَّعْبِیُّ: أَبْنَاءَنَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ ع وَ نِسَاءَنَا فَاطِمَةُ وَ أَنْفُسَنَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ع.

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏ فِی قَوْلِهِ جَلَّ وَ عَزَّ: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ [وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ- ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْکاذِبِینَ‏] «1» [قَالَ‏] نَزَلَتْ فِی رَسُولِ اللَّهِ وَ عَلِیٍ‏ أَنْفُسَنا «2» وَ نِساءَنا فَاطِمَةُ وَ أَبْناءَنا حَسَنٌ وَ حُسَیْنٌ. وَ الدُّعَاءُ عَلَى الْکَاذِبِینَ نَزَلَتْ فِی الْعَاقِبِ وَ السَّیِّدِ وَ عَبْدِ الْمَسِیحِ وَ أَصْحَابِهِمْ. شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 160

 

173- أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ بِقِرَاءَتِی عَلَیْهِ‏ «1» قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمِیکَالِیُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَانُ الْأَهْوَازِیُّ قَالَ: حَدَّثَنَا یَحْیَى بْنُ حَاتِمٍ الْعَسْکَرِیُّ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دِینَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِی هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِیِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَدِمَ عَلَى النَّبِیِّ ص الْعَاقِبُ وَ السَّیِّدُ، فَدَعَاهُمَا إِلَى الْإِسْلَامِ فَتَلَاحَیَا «2» وَ رَدَّا عَلَیْهِ،

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 163

فَدَعَاهُمَا إِلَى الْمُلاعَنَةِ، فَوَاعَدَاهُ عَلَى أَنْ یُغَادِیَاهِ بِالْغَدَاةِ «1» فَغَدَا رَسُولُ اللَّهِ ص وَ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَیْهِمَا فَأَبَیَا أَنْ یَجِیئَا وَ أَقَرَّا لَهُ بِالْخَرَاجِ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ لَوْ فَعَلَا لَأَمْطَرَ عَلَیْهِمَا الْوَادِی نَاراً. وَ فِیهِمْ نَزَلَتْ: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏. قَالَ الشَّعْبِیُّ: قَالَ جَابِرٌ:

أَنْفُسَنا رَسُولُ اللَّهِ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ، وَ أَبْناءَنا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ، وَ نِساءَنا فَاطِمَةُ ع.

 

175- حَدَّثَنِی الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِیلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ الزَّاهِدُ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التِّرْمِذِیُّ قَالَ:

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنِ الْکَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏ فِی قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ‏ الْآیَةَ، فَزَعَمَ أَنَّ وَفْدَ نَجْرَانَ قَدِمُوا عَلَى مُحَمَّدٍ نَبِیِّ اللَّهِ الْمَدِینَةَ مِنْهُمُ السَّیِّدُ وَ الْحَارِثُ وَ عَبْدُ الْمَسِیحِ فَقَالُوا: یَا مُحَمَّدُ لِمَ تَذْکُرُ صَاحِبَنَا قَالَ:

وَ مَنْ صَاحِبُکُمْ قَالُوا: عِیسَى ابْنُ مَرْیَمَ تَزْعُمُ أَنَّهُ عَبْدٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَ رَسُولُهُ. فَقَالُوا: هَلْ رَأَیْتَ أَوْ سَمِعْتَ فِیمَنْ خَلَقَ اللَّهُ عَبْداً مِثْلَهُ! فَأَعْرَضَ نَبِیُّ اللَّهِ عَنْهُمْ وَ نَزَلَ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ: إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ‏ الْآیَةَ.

فَغَدَوْا إِلَى نَبِیِّ اللَّهِ فَقَالُوا: هَلْ سَمِعْتَ بِمِثْلِ صَاحِبِنَا قَالَ: نَعَمْ نَبِیُّ اللَّهِ آدَمُ خَلَقَهُ اللَّهُ مِنْ تُرَابٍ- ثُمَّ قَالَ لَهُ: کُنْ فَکَانَ قَالُوا: لَیْسَ کَمَا قُلْتَ.

فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِیهِ: فَمَنْ حَاجَّکَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ- فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ- وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏ الْآیَاتَ. قَالُوا:

نَعَمْ نُلَاعِنُکَ. فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِیَدَیْ ابْنِ عَمِّهِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَنٍ وَ حُسَیْنٍ [وَ] قَالَ: هَؤُلَاءِ أَبْنَاؤُنَا وَ نِسَاؤُنَا وَ أَنْفُسُنَا. فَهَمُّوا

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 165

أَنْ یُلَاعنِوُهُ ثُمَّ إِنَّ الْحَرْثَ قَالَ لِعَبْدِ الْمَسِیحِ: مَا نَصْنَعُ بِمُلَاعَنَتِهِ هَذَا شَیْئاً- لَئِنْ کَانَ کَاذِباً مَا مُلَاعَنَتُهُ بِشَیْ‏ءٍ «1» وَ لَئِنْ کَانَ صَادِقاً لَنَهْلِکَنَّ إِنْ لَاعَنَّاهُ، فَصَالَحُوهُ عَلَى أَلْفَیْ حُلَّةٍ کُلَّ عَامٍ، فَزَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ: وَ الَّذِی نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ- لَوْ لَاعَنُونِی مَا حَالَ الْحَوْلُ وَ بِحَضْرَتِهِمْ أَحَدٌ- إِلَّا أَهْلَکَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ‏ «2».

- [و] له طرق عن الکلبی، و طرق عن ابن عباس رواه عن الکلبی حبان بن علی العنزی و محمد بن فضیل و یزید بن زریع‏.

 

و قال أبو بکر بن مردویه: حدثنا سلیمان بن أحمد حدثنا أحمد بن داود المکی، حدثنا بشر بن مهران حدثنا محمد بن دینار، عن داود بن أبی هند، عن الشعبی، عن جابر، قال: قدم على النبی صلّى اللّه علیه و سلّم العاقب و الطیب، فدعاهما إلى الملاعنة فواعده على أن یلاعناه الغداة، قال: فغدا رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم، فأخذ بید علی و فاطمة و الحسن و الحسین، ثم أرسل إلیهما، فأبیا أن یجیبا و أقرا له بالخراج، قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم «و الذی بعثنی بالحق لو قالا: لا، لأمطر علیهم الوادی نارا» قال جابر، و فیهم نزلت‏ نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏ قال جابر أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏ رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم و علی بن أبی طالب و أَبْناءَنا الحسن و الحسین‏ وَ نِساءَنا فاطمة. و هکذا رواه الحاکم فی مستدرکه عن علی بن عیسى، عن أحمد بن محمد الأزهری، عن علی بن حجر، عن علی بن مسهر، عن داود بن أبی هند به بمعناه، ثم قال: صحیح على شرط مسلم، و لم یخرجاه هکذا قال و قد رواه أبو داود الطیالسی، عن شعبة، عن المغیرة عن الشعبی مرسلا، و هذا أصح، و قد روی عن ابن عباس و البراء نحو ذلک. تفسیر القرآن العظیم، ج‏2، ص: 47

روایات سعد بن وقاص: چرا علی را سبّ نمیکرد

32 - ( 2404 ) حدثنا قتیبة بن سعید ومحمد بن عباد ( وتقاربا فی اللفظ ) قالا حدثنا حاتم ( وهو ابن إسماعیل ) عن بکیر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبی وقاص عن أبیه قال :

أمر معاویة بن أبی سفیان سعدا فقال ما منعک أن تسب أبا التراب ؟ فقال أما ذکرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله علیه و سلم فلن أسبه لأن تکون لی واحدة منهن أحب إلی من حمر النعم سمعت رسول الله صلى الله علیه و سلم یقول له خلفه فی بعض مغازیه فقال له علی یا رسول الله خلفتنی مع النساء والصبیان ؟ فقال له رسول الله صلى الله علیه و سلم أما ترضى أن تکون منی بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدی وسمعته یقول یوم خیبر لأعطین الرایة رجلا یحب الله ورسوله ویحبه الله ورسوله قال فتطاولنا لها فقال ادعوا لی علیا فأتى به أرمد فبصق فی عینه ودفع الرایة إلیه ففتح الله علیه ولما نزلت هذه الآیة فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبنائکم [ 3 / آل عمران / 61 ] دعا رسول الله صلى الله علیه و سلم علیا وفاطمة وحسنا وحسینا فقال اللهم هؤلاء أهلی

 

1522 - حَدَّثَنَا قُتَیْبَةُ بْنُ سَعِیدٍ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ بُکَیْرِ بْنِ مِسْمَارٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ یَقُولُ لَهُ وَخَلَّفَهُ فِی بَعْضِ مَغَازِیهِ فَقَالَ عَلِیٌّ أَتُخَلِّفُنِی مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْیَانِ قَالَ یَا عَلِیُّ أَمَا تَرْضَى أَنْ تَکُونَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نُبُوَّةَ بَعْدِی وَسَمِعْتُهُ یَقُولُ یَوْمَ خَیْبَرَ لَأُعْطِیَنَّ الرَّایَةَ رَجُلًا یُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَیُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَتَطَاوَلْنَا لَهَا فَقَالَ ادْعُوا لِی عَلِیًّا فَأُتِیَ بِهِ أَرْمَدَ فَبَصَقَ فِی عَیْنِهِ وَدَفَعَ الرَّایَةَ إِلَیْهِ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَیْهِ وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ

{ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَکُمْ }

دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ عَلِیًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَیْنًا فَقَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِی.مسند احمدج4ص32

4090 - حَدَّثَنَا قُتَیْبَةُ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ بُکَیْرِ بْنِ مِسْمَارٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ أَمَّرَ مُعَاوِیَةُ بْنُ أَبِى سُفْیَانَ سَعْدًا فَقَالَ مَا یَمْنَعُکَ أَنْ تَسُبَّ أَبَا تُرَابٍ قَالَ أَمَّا مَا ذَکَرْتُ ثَلاَثًا قَالَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله علیه وسلم- فَلَنْ أَسُبَّهُ لأَنْ تَکُونَ لِى وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله علیه وسلم- یَقُولُ لِعَلِىٍّ وَخَلَفَهُ فِى بَعْضِ مَغَازِیهِ فَقَالَ لَهُ عَلِىٌّ یَا رَسُولَ اللَّهِ تُخَلِّفُنِى مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْیَانِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله علیه وسلم- « أَمَا تَرْضَى أَنْ تَکُونَ مِنِّى بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نُبُوَّةَ بَعْدِى ». وَسَمِعْتُهُ یَقُولُ یَوْمَ خَیْبَرَ « لأُعْطِیَنَّ الرَّایَةَ رَجُلاً یُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَیُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ». قَالَ فَتَطَاوَلْنَا لَهَا فَقَالَ « ادْعُ لِى عَلِیًّا ». فَأَتَاهُ وَبِهِ رَمَدٌ فَبَصَقَ فِى عَیْنِهِ فَدَفَعَ الرَّایَةَ إِلَیْهِ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَیْهِ. وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآیَةُ (قُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَکُمْ) الآیَةَ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله علیه وسلم- عَلِیًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَیْنًا فَقَالَ « اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلِى ».

قَالَ أَبُو عِیسَى هَذَا حَدِیثٌ حَسَنٌ صَحِیحٌ غَرِیبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. سنن الترمذى ج13ص331

2999 - حدثنا قتیبة حدثنا حاتم بن إسماعیل عن بکیر بن مسمار هو مدنی ثقة عن عامر بن سعید بن أبی وقاص عن أبیه قال : لما أنزل الله هذه الآیة { ندع أبناءنا وأبناءکم } دعا رسول الله صلى الله علیه و سلم علیا و فاطمة و حسنا و حسینا فقال اللهم هؤلاء أهلی

 قال أبو عیسى هذا حدیث حسن صحیح

قال الشیخ الألبانی : صحیح الإسناد. سنن الترمذى ج5ص225

 

3724 - حدثنا قتیبة حدثنا حاتم بن إسماعیل عن بکیر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبی وقاص عن أبیه قال : أمر معاویة بن أبی سفیان سعدا فقال ما یمنعک أن تسب أبا تراب ؟ قال أما ما ذکرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله علیه ولم فلن أسبه لأن تکون لی واحدة منهن أحب إلی من حمر النعم

 سمعت رسول الله صلى الله علیه و سلم یقول لعلی وخلفه فی بعض مغازیه فقال له علی یا رسول الله تخلفنی مع النساء والصبیان ؟ فقال رسول الله صلى الله علیه و سلم أما ترضى أن تکون منی بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدی

 وسمعته یقول یوم خیبر لأعطین الرایة رجلا یحب الله ورسوله ویحبه الله ورسوله قال فتطاولنا لها فقال ادع لی علیا فأتاه وبه رمد فبصق فی عینه فدفع الرایة إلیه ففتح الله علیه وأنزلت هذه الآیة { قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءکم } الآیة دعا رسول الله صلى الله علیه و سلم علیا و فاطمة و حسنا و حسینا فقال اللهم هؤلاء أهلی

 قال أبو عیسى هذا حدیث حسن صحیح غریب من هذا الوجه

قال الشیخ الألبانی : صحیح . سنن الترمذى ج5ص638

 

1608 - حدثنا عبد الله حدثنی أبی ثنا قتیبة بن سعید ثنا حاتم بن إسماعیل عن بکیر بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبیه قال : سمعت رسول الله صلى الله علیه و سلم یقول له وخلفة فی بعض مغازیه فقال علی رضی الله عنه أتخلفنی مع النساء والصبیان قال یا على أما ترضى ان تکون منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبوة بعدی وسمعته یقول یوم خیبر لأعطین الرایة رجلا یحب الله ورسوله ویحبه الله ورسوله فتطاولنا لها فقال ادعوا لی علیا رضی الله عنه فأتى به أرمد فبصق فی عینه ودفع الرایة إلیه ففتح الله علیه ولما نزلت هذه الآیة { ندع أبناءنا وأبناءکم } دعا رسول الله صلى الله علیه و سلم علیا وفاطمة وحسنا وحسینا رضی الله عنهم أجمعین فقال اللهم هؤلاء أهلی

تعلیق شعیب الأرنؤوط : إسناده قوی على شرط مسلم. مسند الإمام أحمد بن حنبل ج1ص185

المؤلف : أحمد بن حنبل أبو عبدالله الشیبانی

الناشر : مؤسسة قرطبة - القاهرة

عدد الأجزاء : 6

الأحادیث مذیلة بأحکام شعیب الأرنؤوط علیها

 

1717/ «1»- الشیخ فی (أمالیه) بإسناده، قال: حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبی الفوارس، قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد الصائغ، قال: حدثنا محمد بن إسحاق السراج، قال: حدثنا قتیبة بن سعید، قال: حدثنا حاتم، عن بکیر بن مسمار «1»، عن عامر بن سعد، عن أبیه، قال: سمعت رسول الله (صلى الله علیه و آله) یقول لعلی ثلاثا، لأن تکون لی واحدة منهن أحب إلی من حمر النعم‏ «2»:

سمعت رسول الله (صلى الله علیه و آله) یقول لعلی و خلفه فی بعض مغازیه، فقال: «یا رسول الله، تخلفنی مع النساء و الصبیان»؟ فقال رسول الله (صلى الله علیه و آله): «أما ترضى أن تکون منی بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبی بعدی!».

و سمعته یقول یوم خیبر: «لأعطین الرایة غدا رجلا یحب الله و رسوله، و یحبه الله و رسوله» قال: فتطاولنا لهذا، قال: «ادعوا لی علیا». فأتى علی (علیه السلام) أرمد العینین، فبصق فی عینیه و دفع إلیه الرایة ففتح الله علیه.

و لما نزلت هذه الآیة: نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏ دعا رسول الله (صلى الله علیه و آله) علیا و فاطمة و حسنا و حسینا (علیهم السلام)، و قال: «اللهم هؤلاء أهل بیتی». البرهان فى تفسیر القرآن، ج‏1، ص: 630

 

1721/ «5»- و من طریق المخالفین ما رواه موفق بن أحمد- و هو من عظماء علمائهم- قال: أخبرنا قتیبة، قال:

حدثنا حاتم بن إسماعیل، عن بکیر بن مسمار «2»، عن عامر بن سعد بن أبی وقاص، عن أبیه، قال: أمر معاویة بن أبی سفیان سعدا، فقال: ما منعک أن تسب أبا تراب؟

قال: أما ما ذکرت ثلاثا قالهن رسول الله (صلى الله علیه و آله) لأن تکون لی واحدة أحب إلی من حمر النعم:

سمعت رسول الله (صلى الله علیه و آله) یقول لعلی و خلفه فی بعض مغازیه: «تکون أنت فی بیتی إلى أن أعود» «3» فقال له علی: «یا رسول الله، تخلفنی مع النساء و الصبیان»؟ فقال رسول الله (صلى الله علیه و آله): «أما ترضى أن تکون منی بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوة بعدی!».

و سمعته یقول یوم خیبر: «لأعطین الرایة رجلا یحب الله و رسوله، و یحبه الله و رسوله». قال: فتطاولنا لها، فقال: «ادعوا لی علیا» قال: فأتى علی (علیه السلام) و به رمد، فبصق فی عینیه، و دفع الرایة إلیه، ففتح الله علیه.

و أنزلت هذه الآیة: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ‏ الآیة، و دعا رسول الله (صلى الله علیه و آله) فی المباهلة علیا و فاطمة و حسنا و حسینا (علیهم السلام)، ثم قال: «اللهم هؤلاء أهلی».

قال أبو عیسى: هذا حدیث حسن غریب صحیح من هذا الوجه.

قال (رضی الله عنه): قوله (صلى الله علیه و آله) «أما ترضى أن تکون منی بمنزلة هارون من موسى» أخرجه الشیخان فی صحیحیهما بطرق کثیرة. انتهى کلام موفق بن أحمد

البرهان فى تفسیر القرآن، ج‏1، ص:631و 632

تنبیه: سبب اختلاف در روایت سعد بن وقاص

الملاحظ أنّهم یروون کلام سعد فی جواب معاویة بأشکالٍ مختلفة،

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 238

مع أنّ السند واحد، والقضیّة واحدة!!

بل یرویه المحدّث الواحد فی الکتاب الواحد بأشکال، فاللفظ الذی ذکرناه عن النسائی هو أحد ألفاظه.

وبینما رواه بلفظٍ آخر عن بکیر بن مسمار، قال: سمعت عامر بن سعد یقول: قال معاویة لسعد بن أبی وقّاص: ما یمنعک أنْ تسبَّ ابن أبی طالب؟!

قال: لا أسبّه ما ذکرت ثلاثاً قالهنّ رسول اللَّه صلّى‏ اللَّه علیه وسلّم لأنْ یکون لی واحدة منهنّ أحبّ إلیّ من حمر النعم، لا أسبّه ما ذکرت حین نزل الوحی علیه، فأخذ علیّاً وابنیه وفاطمة، فأدخلهم تحت ثوبه ثمّ قال: ربّ هؤلاء أهل بیتی- أو: أهلی...» «1».

ورواه بلفظ ثالث: إنّ معاویة ذکر علی بن أبی طالب رضی اللَّه عنه، فقال سعد بن أبی وقّاص: واللَّه لئن لی واحدة من خلالٍ ثلاث أحبّ إلیّ من أنْ یکون لی ما طلعت علیه الشمس.

لأنْ یکون قال لی ما قاله له حین ردّه من تبوک: أما ترضى أن تکون منّی بمنزلة هارون من موسى إلّاأنّه لا نبیّ بعدی، أحبّ إلیّ من أن یکون لی ما طلعت علیه الشمس.

ولأنْ یکون قال لی ما قال له یوم خیبر: لأُعطینّ الرایة رجلًا یحبّ اللَّه ورسوله، یفتح اللَّه على یدیه، لیس بفرّار، أحبّ إلیّ من أن یکون لی ما طلعت علیه الشمس.

ولأنْ یکون لی ابنته ولی منها من الولد ما له أحبّ إلیّ من أن یکون لی ما طلعت علیه الشمس» «2».

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 239

ورواه بلفظٍ رابع عن سعد، قال: «کنت جالساً فتنقّصوا علی بن أبی طالب رضی اللَّه عنه، فقلت: لقد سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم یقول فی علیٍّ خصالًا ثلاث، لإن یکون لی واحدة منهنّ أحبّ إلیّ من حمر النعم.

سمعته یقول: إنّه منی بمنزلة هارون من موسى إلّاأنّه لا نبی بعدی.

وسمعته یقول: لأعطینّ الرایة غداً رجلًا یحبّ اللَّه ورسوله ویحبّه اللَّه ورسوله.

وسمعته یقول: مَن کنت مولاه فعلیٌّ مولاه» «1».

وهو عند ابن ماجة باللفظ الآتی: «قدم معاویة فی بعض حجّاته، فدخل علیه سعد، فذکروا علیّاً، فنال منه، فغضب سعد وقال: تقول هذا لرجلٍ سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم یقول: من کنت مولاه فعلیٌّ مولاه.

وسمعته یقول: أنت منّی بمنزلة هارون من موسى، إلّاأنّه لا نبیّ بعدی.

وسمعته یقول: لأُعطینّ الرایة الیوم رجلًا یحبّ اللَّه ورسوله» «2».

أقول:

إنّه إنْ أمکن حمل اختلاف ألفاظ الروایات فی الخصال الثلاث على وجه صحیح، ولا یکون هناک تحریفٌ کأنْ یحمل على التعدّد مثلًا، فلا ریب فی تحریف القوم للّفظ فی ناحیة أُخرى، وهی قضیّة سبّ أمیر المؤمنین علیه السلام والنیل منه، خاصّة مع السند الواحد! فإنّ أحمد

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 240

ومسلماً والترمذی والنسائی وابن عساکر «1» کلّهم اشترکوا فی الروایة بسندٍ واحدٍ، فجاء عند غیر أحمد: «أمر معاویة بن أبی سفیان سعدا فقال: ما منعک أن تسبّ أبا تراب؟! فقال: أمّا ما ذکرت ثلاثاً... سمعت...».

لکن أحمد حذف ذلک کلّه وبدأ الحدیث من «سمعت...» وکأنّه لم تکن هناک أیّة مناسبة لکلام سعدٍ هذا!!

أمّا الحاکم فیروی الخبر بنفس السند ویحذف المناسبة وخصلتین من الخصال الثلاث!!

والنسائی یحذف المناسبة فی لفظٍ، ویقول: «إنّ معاویة ذکر علیّ بن أبی طالب، فقال سعد...»!!

وفی آخر یحذفها ویضع بدلها کلمة «کنت جالساً فتنقّصوا علی بن أبی طالب...»!!

وابن ماجة، قال: «قدم معاویة فی بعض حجّاته، فدخل علیه سعد، فذکروا علیّاً، فنال منه، فغضب سعد وقال...».

فجاء ابن کثیر وحذف منه «فنال منه، فغضب سعد» «2».

وفی (الفضائل) لأحمد: «ذکر علی عند رجل وعنده سعد بن أبی وقاص، فقال له سعد: أتذکر علیّاً؟!» «3».

وأبو نعیم وبعضهم حذف القصّة من أصلها، فقال: «عن سعد بن أبی وقاص، قال: قال رسول اللَّه: فی علی ثلاث خلال...» «4».

هذا، والسبب فی ذلک کلّه معلوم! إنّهم یحاولون التغطیة على

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 241

مساوئ سادتهم ولو بالکذب والتزویر! ولقد أفصح عن ذلک بعضهم، کالنووی، حیث قال: «قال العلماء: الأحادیث الواردة التی فی ظاهرها دخل على صحابی یجب تأویلها، قالوا: ولا یقع فی روایات الثقات إلّاما یمکن تأویله، فقول معاویة هذا لیس فیه تصریح بأنّه أمر سعداً بسبه، وإنّما سأله عن السبب المانع له من السبّ، کأنّه یقول: هل امتنعت تورّعاً أو خوفاً أو غیر ذلک؟! فإنْ کان تورّعاً وإجلالًا له عن السبّ فأنت مصیب محسن، وإن کان غیر ذلک فله جواب آخر.

ولعلّ سعداً قد کان فی طائفةٍ یسبّون فلم یسبّ معهم، وعجز عن الإنکار، وأنکّر علیهم فسأله هذا السؤال.

قالوا: ویحتمل تأویلًا آخر، أنّ معناه: ما منعک أن تُخَطّئه فی رأیه واجتهاده، وتظهر للناس حسن رأینا واجتهادنا وأنّه أخطأ؟». إنتهى «1».

ونقله المبارکفوری بشرح الحدیث «2».

أقول:

وهل ترتضی- أیّها القارئ- هذا الکلام فی مثل هذا المقام؟!

أوّلًا: إن کان هناک مجالٌ لحمل کلام المتکلّم على الصحّة وتأویله على وجه مقبول، فهذا لا یختصّ بکلام الصحابی دون غیره.

وثانیاً: إذا کانت هذه قاعدة یجب اتّباعها بالنسبة إلى أقوال الصحابة، فلماذا لا یطبّقونها بالنسبة لکلّ الصحابة؟!

وثالثاً: إذا کانت هذه القاعدة للأحادیث الواردة التی فی ظاهرها دخل على صحابی! فلماذا یطبّقونها فی الأحادیث الواردة فی فضل أمیر

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 242

المؤمنین علیه السلام، فلم یأخذوا بظواهرها، بل أعرضوا عن النصوص منها؟! ومنها حدیث المباهلة، حیث لا تأویل فحسب، بل التعتیم والتحریف، کما سنرى فی الفصل الآتی.

ورابعاً: إنّ التأویل والحمل على الصحّة إنّما یکون حیث یمکن، وقولهم: «لیس فیه تصریح بأنّه أمر سعداً بسبه، وإنّما سأله» کذبٌ، فقد تقدّم فی بعض النصوص التصریح ب «الأمر» و «النیل» و «التنقیص» وهذا کلّه مع تهذیب العبارة، کما لا یخفى.

بل ذکر ابن تیمیّة: أنّ معاویة أمر بسبّ علی «1».

بل جاءت الروایة عن مسلم والترمذی على واقعها، ففی روایة القندوزی الحنفی عنهما، قال: «وعن سهل بن سعد، عن أبیه، قال: أمر معاویة بن أبی سفیان سعداً أنْ یسبّ أبا التراب، قال: أمّا ما ذکرتُ ثلاثاً...

أخرجه مسلم والترمذی» «2».

وخامساً: قولهم: «کأنّه یقول... فإنْ کان تورّعاً... فأنت مصیب محسن» یکذّبه ما جاء التصریح به فی بعض ألفاظ الخبر من أنّ سعداً خرج من مجلس معاویة غضبانَ وحلف ألّا یعود إلیه!!

وعلى کل حال... فهذا نموذج من تلاعبهم بخبر مساوئ أسیادهم، لإخفائها، وسترى- فی الفصل اللّاحق- نموذجَ تلاعبهم بفضائل علیّ علیه السلام، لإخفائها، وهذا دین القوم ودیدنهم، حشرهم اللَّه مع الّذین یدافعون عنهم ویودّونهم!!

روایاتی که بیانگر این است که پیامبر روز موعود فرمود «اللهم هؤلاء أهلی»

وروى حاتم بن اسمعیل عن بکیر بن مسمار عن عامر بن سعد عن ابیه قال لما نزلت هذه الایة (ندع ابناءنا وابناءکم ونساءنا ونساءکم) دعا رسول الله صلى الله علیه وسلم علیا وفاطمة وحسنا وحسینا فقال اللهم هؤلاء اهلی. السنن الکبرى للبیهقی ج7ص63

الحافظ الجلیل ابی بکر احمد بن الحسین بن علی البیهقی

 

4702 - أخبرنی جعفر بن محمد بن نصیر الخلدی ، ببغداد ، ثنا موسى بن هارون ، ثنا قتیبة بن سعید ، ثنا حاتم بن إسماعیل ، عن بکیر بن مسمار ، عن عامر بن سعد ، عن أبیه قال : لما نزلت هذه الآیة : ( ندع أبناءنا وأبناءکم ونساءنا ونساءکم وأنفسنا وأنفسکم (1) ) دعا رسول الله صلى الله علیه وسلم علیا وفاطمة وحسنا وحسینا رضی الله عنهم ، فقال : « اللهم هؤلاء أهلی » « هذا حدیث صحیح على شرط الشیخین ، ولم یخرجاه »المستدرک على الصحیحین للحاکمج11ص26

644 - حدثنا الربیع المرادی ، حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا حاتم بن إسماعیل ، حدثنا بکیر بن مسمار ، عن عامر بن سعد ، عن أبیه قال : لما نزلت هذه الآیة دعا رسول الله صلى الله علیه وسلم علیا ، وفاطمة ، وحسنا ، وحسینا علیهم السلام ، فقال : « اللهم هؤلاء أهلی » ففی هذا الحدیث أن المرادین بما فی هذه الآیة هم رسول الله صلى الله علیه وسلم ، وعلی ، وفاطمة ، وحسن ، وحسین. مشکل الآثار للطحاویج2ص258الطحاوی، أبو جعفر (238 - 321هـ، 852 - 933م).

 

13775- وَرَوَى حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ بُکَیْرِ بْنِ مِسْمَارٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآیَةُ ( نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَکُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَکُمْ) دَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله علیه وسلم- عَلِیًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَیْنًا فَقَالَ :« اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلِى ». حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الْخُلْدِىُّ وَأَبُو بَکْرِ بْنُ بَالُوَیْهِ قَالاَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا قُتَیْبَةُ بْنُ سَعِیدٍ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ فَذَکَرَهُ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِى الصَّحِیحِ عَنْ قُتَیْبَةَ. السنن الکبرى وفی ذیله الجوهر النقی ج2ص102

المؤلف : أبو بکر أحمد بن الحسین بن علی البیهقی البیهقی (384 - 458 هـ = 994 - 1066 م)

 

أحمد بن الحسین بن علی بن موسى أبو بکر البیهقی، من أئمة الحدیث.

ولد فی خسروجرد (من قرى بیهق، بنیسابور) ونشأ فی بیهق ورحل إلى بغداد ثم إلى الکوفة ومکة وغیرهما، وطلب إلى نیسابور، فلم یزل فیها إلى أن مات.

ونقل جثمانه إلى بلده.

قال إمام الحرمین: ما من شافعی إلا وللشافعی فضل علیه غیر البیهقی، فان له المنة والفضل على الشافعی لکثرة

تصانیفه فی نصرة مذهبه وبسط موجزه وتأیید آرائه.

وقال الذهبی: لو شاء البیهقی أن یعمل لنفسه مذهبا یجتهد فیه لکان قادرا على ذلک لسعة علومه ومعرفته بالاختلاف.

 

3269 - حَدَّثَنَا قُتَیْبَةُ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ بُکَیْرِ بْنِ مِسْمَارٍ هُوَ مَدَنِىٌّ ثِقَةٌ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآیَةَ (نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَکُمْ) دَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله علیه وسلم- عَلِیًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَیْنًا فَقَالَ « اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلِى ». قَالَ أَبُو عِیسَى هَذَا حَدِیثٌ حَسَنٌ غَرِیبٌ صَحِیحٌ. سنن الترمذى ج11ص239

المؤلف : محمد بن عیسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاک، الترمذی، أبو عیسى

و أخرج مسلم و الترمذی و ابن المنذر و الحاکم و البیهقی فی سننه عن سعد بن أبى وقاص قال‏ لما نزلت هذه الآیة فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ‏ دعا رسول الله صلى الله علیه و سلم علیا و فاطمة و حسنا و حسینا فقال اللهم هؤلاء أهلی‏. الدر المنثور فى تفسیر المأثور، ج‏2، ص: 39

172- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِیمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزَّاهِدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَیْبَةُ بْنُ سَعِیدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ، عَنْ بُکَیْرِ بْنِ مِسْمَارٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِیهِ قَالَ: وَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ: نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ‏ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَناً وَ حُسَیْناً فَقَالَ: اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِی‏.

- رواه مسلم بن الحجاج فی مسنده الصحیح‏ «2» و أبو عیسى الترمذی فی جامعه جمیعا عن قتیبة [و ذکرا] الحدیث بطوله.

و هذا مختصر «3» و الراوی هو سعد بن أبی وقاص الزهری رضی الله عنه. شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص:160و 161

روایاتی که پیامبر درآنها فرمود هَؤُلَاءِ أَبْنَاؤُنَا وَ نِسَاؤُنَا وَ أَنْفُسُنَا

نکته: طبق این روایات مقصود از انفسنا علیّ علیه السلام خواهد بود زیرا در این روایات پیامبر با این الفاظ مصدایق الفاظ در آیه را تعیین می‌کند.

169- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی سَعِیدٍ الْمُقْرِی‏ «1» قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِیلِ بِ «بَلْخٍ» قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ [أَخْبَرَنَا] یَزِیدُ بْنُ زُرَیْعٍ عَنِ الْکَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏ [فِی‏] قَوْلِهِ: إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ‏ فَبَلَغَنَا- وَ اللَّهُ أَعْلَمُ [کَذَا] أَنَّ وَفْدَ نَجْرَانَ قَدِمُوا عَلَى نَبِیِّ اللَّهِ وَ هُوَ بِالْمَدِینَةِ وَ مَعَهُمُ السَّیِّدُ وَ الْعَاقِبُ وَ [أَ] بُو حَنَسٍ وَ أَبُو الْحَرْثِ وَ اسْمُهُ عَبْدُ الْمَسِیحِ وَ هُوَ رَأْسُهُمْ وَ هُوَ الْأُسْقُفُّ وَ هُمْ یَوْمَئِذٍ سَادَةُ أَهْلِ نَجْرَانَ فَقَالُوا: یَا مُحَمَّدُ لِمَ تَذْکُرُ صَاحِبَنَا وَ سَاقَ نَحْوَهُ إِلَى قَوْلِهِ: وَ نَزَلَ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ: إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ‏ إِلَى [قَوْلِهِ‏] لَهُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ‏. وَ سَاقَ نَحْوَهُ إِلَى قَوْلِهِ: قَالُوا: نُلَاعِنُکَ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ مَعَهُ فَاطِمَةُ وَ حَسَنٌ وَ حُسَیْنٌ فَقَالَ: هَؤُلَاءِ أَبْنَاؤُنَا وَ نِسَاؤُنَا وَ أَنْفُسُنَا فَهَمُّوا أَنْ یُلَاعِنُوا- ثُمَّ إِنَّ أَبَا الْحَرْثِ قَالَ لِلسَّیِّدِ وَ الْعَاقِبِ: وَ اللَّهِ مَا نَصْنَعُ بِمُلَاعَنَةِ هَذَا شَیْئاً، فَصَالَحُوهُ عَلَى الْجِزْیَةِ. قَالُوا: صَدَقْتَ [یَا] أَبَا الْحَرْثِ. فَعَرَضُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ الصُّلْحَ وَ الْجِزْیَةَ فَقَبِلَهَا- وَ قَالَ: أَمَا وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ- لَوْ لَاعَنُونِی مَا أَحَالَ اللَّهُ لِیَ الْحَوْلَ وَ بِحَضْرَتِهِمْ مِنْهُمْ بَشَرٌ- إِذاً [کَذَا] لَأَهْلَکَ اللَّهُ الظَّالِمِینَ‏ «2». شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 157

روایاتی که مصداق انفسنا را علی ع و پیامبر می‌داند

170- أَخْبَرَنِی الْحَاکِمُ الْوَالِدُ، عَنْ أَبِی حَفْصِ بْنِ شَاهِینَ، قَالَ:

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَیْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ قَالَ: حَدَّثَنَا یَحْیَى بْنُ حَاتِمٍ الْعَسْکَرِیُّ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دِینَارٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِی هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِیِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ أَهْلِ نَجْرَانَ عَلَى النَّبِیِّ ص [وَ فِیهِمُ‏] الْعَاقِبُ وَ السَّیِّدُ «1» فَدَعَاهُمَا إِلَى الْإِسْلَامِ فَقَالا: أَسْلَمْنَا قَبْلَکَ. قَالَ: کَذَبْتُمَا- إِنْ شِئْتُمَا أَخْبَرْتُکُمَا بِمَا یَمْنَعُکُمَا مِنَ الْإِسْلَامِ. فَقَالا:

هَاتِ أَنْبِئْنَا. قَالَ: حُبُّ الصَّلِیبِ وَ شُرْبُ الْخَمْرِ وَ أَکْلُ لَحْمِ الْخِنْزِیرِ، فَدَعَاهُمَا إِلَى الْمُلاعَنَةِ- فَوَعَدَاهُ أَنْ یُغَادِیَانِهِ بِالْغَدَاةِ- فَغَدَا رَسُولُ اللَّهِ وَ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَیْهِمَا فَأَبَیَا أَنْ یَجِیئَا، وَ أَقَرَّا لَهُ بِالْخَرَاجِ- فَقَالَ النَّبِیُّ: وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ- لَوْ فَعَلَا لَأَمْطَرَ الْوَادِی [عَلَیْهِمَا] نَاراً «2» قَالَ جَابِرٌ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ: نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 159

وَ نِساءَکُمْ- وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏ قَالَ الشَّعْبِیُّ: أَبْنَاءَنَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ ع وَ نِسَاءَنَا فَاطِمَةُ وَ أَنْفُسَنَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ع.

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏ فِی قَوْلِهِ جَلَّ وَ عَزَّ: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ [وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ- ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْکاذِبِینَ‏] «1» [قَالَ‏] نَزَلَتْ فِی رَسُولِ اللَّهِ وَ عَلِیٍ‏ أَنْفُسَنا «2» وَ نِساءَنا فَاطِمَةُ وَ أَبْناءَنا حَسَنٌ وَ حُسَیْنٌ. وَ الدُّعَاءُ عَلَى الْکَاذِبِینَ نَزَلَتْ فِی الْعَاقِبِ وَ السَّیِّدِ وَ عَبْدِ الْمَسِیحِ وَ أَصْحَابِهِمْ. شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 160

روایاتی که مصداق را خلفاء و فرزندان آنها می‌داند

و أخرج ابن عساکر عن جعفر بن محمد عن أبیه‏ فی هذه الآیة تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا الآیة قال فجاء بابى بکر و ولده! و بعمر و ولده! و بعثمان و ولده! و بعلی و ولده‏. الدر المنثور فى تفسیر المأثور، ج‏2، ص: 40

43951- عن جعفر بن محمد عن أبیه : فى هذه الآیة {تعالوا ندع أبناءنا وأبناءکم ونساءنا ونساءکم وأنفسنا وأنفسکم} قال فجاء بأبى بکر وولده وبعمر وولده وبعثمان وولده وبعلى وولده (ابن عساکر) [کنز العمال 4306] جامع الأحادیث ج40ص383-المؤلف : جلال الدین السیوطی

روایات شیعه

1718/ «2»- عنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبی المفضل، قال: حدثنی أبو العباس أحمد بن محمد بن سعید ابن عبد الرحمن الهمدانی بالکوفة، قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهیم بن قیس الأشعری، قال: حدثنی علی بن حسان الواسطی، قال: حدثنی عبد الرحمن بن کثیر، عن جعفر بن محمد، عن أبیه، عن جده علی بن الحسین (علیهم السلام)، عن عمه الحسن (علیه السلام)، قال: «قال الحسن: قال الله تعالى لمحمد (صلى الله علیه و آله) حین جحده کفرة الکتاب و حاجوه: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْکاذِبِینَ‏ فأخرج رسول الله (صلى الله علیه و آله) من الأنفس معه أبی، و من البنین أنا و أخی، و من النساء فاطمة أمی من الناس جمیعا، فنحن أهله و لحمه و دمه و نفسه، و نحن منه و هو منا».

1719/ «3»- الشیخ المفید فی (الاختصاص): عن محمد بن الحسن بن أحمد- یعنی ابن الولید- عن أحمد ابن إدریس، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن إسماعیل العلوی، قال: حدثنی محمد بن الزبرقان الدامغانی الشیخ، قال: قال أبو الحسن موسى بن جعفر (علیه السلام): «اجتمعت الامة برها و فاجرها أن حدیث النجرانی حین‏

البرهان فى تفسیر القرآن، ج‏1، ص: 631

دعاه النبی (صلى الله علیه و آله) إلى المباهلة لم یکن فی الکساء إلا النبی (صلى الله علیه و آله) و علی و فاطمة و الحسن و الحسین (علیهم السلام)، فقال الله تبارک و تعالى: فَمَنْ حَاجَّکَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏ فکان تأویل أبنائنا الحسن و الحسین، و نسائنا فاطمة، و أنفسنا علی بن أبی طالب (علیهم السلام)».

1720/ «4»- الشیخ فی (مجالسه) قال: أخبرنا جماعة، عن أبی المفضل، قال: حدثنا الحسن بن علی بن زکریا العاصمی، قال: حدثنا أحمد بن عبید الله الغدانی‏ «1»، قال: حدثنا الربیع بن سیار، قال: حدثنا الأعمش، عن سالم ابن أبی الجعد، یرفعه إلى أبی ذر (رضی الله عنه): أن علیا (علیه السلام) و عثمان و طلحة و الزبیر و عبد الرحمن بن عوف و سعد بن أبی وقاص أمرهم عمر بن الخطاب أن یدخلوا بیتا و یغلقوا علیهم بابه، و یتشاوروا فی أمرهم، و أجلهم ثلاثة أیام، فإن توافق خمسة على قول واحد و أبى رجل منهم قتل ذلک الرجل، و إن توافق أربعة و أبى اثنان قتل الاثنان.

فلما توافقوا جمیعا على رأی واحد، قال لهم علی بن أبی طالب (علیه السلام): «إنی أحب أن تسمعوا منی ما أقول لکم، فإن یکن حقا فاقبلوه، و إن یکن باطلا فأنکروه» قالوا: قل. و ذکر فضائله علیهم و هم یعترفون به. فمما قال لهم: «فهل فیکم أحد أنزل الله عز و جل فیه و فی زوجته و ولدیه آیة المباهلة، و جعل الله عز و جل نفسه نفس رسوله غیری؟» قالوا: لا. البرهان فى تفسیر القرآن    ج‏1    630    

1723/ «7»- ابن بابویه، قال: حدثنا علی بن الحسین بن شاذویه المؤدب، و جعفر بن محمد بن مسرور (رضی الله عنه)، عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحمیری، عن أبیه، عن الریان بن الصلت، عن أبی الحسن الرضا (علیه السلام)، فی حدیثه (علیه السلام) مع المأمون و العلماء، فی الفرق بین العترة و الامة، و فضل العترة على الامة، و اصطفاء العترة- و ذکر الحدیث بطوله- و فی الحدیث: قالت العلماء: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء فی الکتاب؟

فقال الرضا (علیه السلام): «فسر الاصطفاء فی الظاهر سوى الباطن، فی اثنی عشر موضعا- و ذکر المواضع من القرآن و قال (علیه السلام) فیها- و أما الثالثة: حین میز الله تعالى الطاهرین من خلقه، و أمر نبیه (صلى الله علیه و آله) بالمباهلة بهم فی آیة الابتهال، فقال عز و جل: فَمَنْ حَاجَّکَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏».

قالت العلماء: عنى به نفسه.

قال أبو الحسن (علیه السلام): «غلطتم، إنما عنى به علی بن أبی طالب (علیه السلام)، و مما یدل على ذلک قول النبی (صلى الله علیه و آله) حین قال: لینتهین بنو ولیعة أو لأبعثن إلیهم رجلا کنفسی- یعنی علی بن أبی طالب (علیه السلام)- و عنى بالأبناء الحسن و الحسین، و عنى بالنساء فاطمة (علیها السلام)، فهذه خصوصیة لا یتقدم فیها أحد، و فضل لا یلحقهم فیه بشر، و شرف لا یسبقهم إلیه خلق، إذ جعل نفس علی (علیه السلام) کنفسه (صلوات الله علیه و على آله)، فهذه الثالثة، و أما الرابعة» و ذکرها و ما بعدها إلى آخر الحدیث. البرهان فى تفسیر القرآن، ج‏1، ص: 635

 

1733/ «17»- و رواه الشافعی ابن المغازلی فی کتاب (المناقب) عن الشعبی، عن جابر بن عبد الله، قال: قدم أهل نجران على رسول الله (صلى الله علیه و آله)، العاقب و السید «2»، فدعاهما إلى الإسلام، فقالا: أسلمنا- یا محمد- قبلک. قال: «کذبتما، إن شئتما أخبرتکما بما یمنعکما من الإسلام؟». قالا: هات‏ «3».

قال: «حب الصلیب، و شرب الخمر، و أکل الخنزیر» فدعاهما إلى الملاعنة، فوعداه أن یغادیاه بالغداة،

البرهان فى تفسیر القرآن، ج‏1، ص: 639

فغدا رسول الله (صلى الله علیه و آله) فأخذ بید علی و فاطمة و الحسن و الحسین (علیهم السلام)، ثم أرسل إلیهما، فأبیا أن یجیباه، فأقر الخراج علیهما «1»، فقال النبی (صلى الله علیه و آله): «و الذی بعثنی بالحق نبیا لو فعلا لأمطر الله علیهما الوادی نارا».

قال جابر: نزلت فیهم هذه الآیة فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏.

قال الشعبی: أَبْناءَنا الحسن و الحسین‏ وَ نِساءَنا فاطمة وَ أَنْفُسَنا علی بن أبی طالب (صلوات الله علیهم).

 

و استدل أصحابنا بهذه الآیة على أن أمیر المؤمنین (ع) کان أفضل الصحابة من وجهین:

أحدهما- أن موضوع المباهلة لیتمیز المحق من المبطل و ذلک لا یصح أن یفعل إلا بمن هو مأمون الباطن مقطوعاً على صحة عقیدته أفضل الناس عند اللَّه.

و الثانی- أنه (ص) جعله مثل نفسه بقوله: «وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ» لأنه أراد بقوله «أبناءنا» الحسن و الحسین (ع) بلا خلاف. و بقوله: «وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ» فاطمة (ع) و بقوله: «و أنفسنا» أراد به نفسه، و نفس علی (ع) لأنه لم یحضر غیرهما بلا خلاف، و إذا جعله مثل نفسه، وجب ألا یدانیه أحد فی الفضل، و لا یقاربه. التبیان فى تفسیر القرآن، ج‏2، ص: 485

 

.... «نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ» أجمع المفسرون على أن المراد بأبنائنا الحسن و الحسین قال أبو بکر الرازی هذا یدل على أن الحسن و الحسین ابنا رسول الله و أن ولد الابنة ابن فی الحقیقة و قال ابن أبی علان و هو أحد أئمة المعتزلة هذا یدل على أن الحسن و الحسین کانا مکلفین فی تلک الحال لأن المباهلة لا تجوز إلا مع البالغین و قال أصحابنا إن صغر السن و نقصانها عن حد بلوغ الحلم لا ینافی کمال العقل و إنما جعل بلوغ الحلم حدا لتعلق الأحکام الشرعیة و قد کان سنهما فی تلک الحال سنا لا یمتنع معها أن یکونا کاملی العقل على أن عندنا یجوز أن یخرق الله العادات للأئمة و یخصهم بما لا یشرکهم فیه غیرهم فلو صح أن کمال العقل غیر معتاد فی تلک السن لجاز ذلک فیهم إبانة لهم عمن سواهم و دلالة على مکانهم من الله تعالى و اختصاصهم و مما یؤیده‏

من الأخبار قول النبی ص‏ ابنای هذان إمامان قاما أو قعدا

«وَ نِساءَنا» اتفقوا على أن المراد به فاطمة (ع) لأنه لم یحضر المباهلة غیرها من النساء و هذا یدل على تفضیل الزهراء على جمیع‏

مجمع البیان فى تفسیر القرآن، ج‏2، ص: 764

النساء و یعضده‏

ما جاء فی الخبر أن النبی ص قال‏ فاطمة بضعة منی یریبنی ما رابها و قال إن الله یغضب لغضب فاطمة و یرضى لرضائها

و

قد صح عن حذیفة أنه قال سمعت النبی ص یقول‏ أتانی ملک فبشرنی أن فاطمة سیدة نساء أهل الجنة أو نساء أمتی‏

و

عن الشعبی عن مسروق عن عائشة قالت‏ أسر النبی إلى فاطمة شیئا فضحکت فسألتها فقالت قال لی أ لا ترضین أن تکونی سیدة نساء هذه الأمة أو نساء المؤمنین فضحکت لذلک‏

«وَ نِساءَکُمْ» أی من شئتم من نسائکم‏ «وَ أَنْفُسَنا» یعنی علیا خاصة و لا یجوز أن یکون المعنی به النبی ص لأنه هو الداعی و لا یجوز أن یدعو الإنسان نفسه و إنما یصح أن یدعو غیره و إذا کان قوله‏ «وَ أَنْفُسَنا» لا بد أن یکون إشارة إلى غیر الرسول وجب أن یکون إشارة إلى علی لأنه لا أحد یدعی دخول غیر أمیر المؤمنین علی و زوجته و ولدیه فی المباهلة و هذا یدل على غایة الفضل و علو الدرجة و البلوغ منه إلى حیث لا یبلغه أحد إذ جعله الله نفس الرسول و هذا ما لا یدانیه فیه أحد و لا یقاربه و مما یعضده من الروایات‏

ما صح عن النبی‏ إنه سأل عن بعض أصحابه فقال له قائل فعلی فقال ما سألتنی عن الناس و لم تسألنی عن نفسی‏

و

قوله لبریدة الأسلمی‏ یا بریدة لا تبغض علیا فإنه منی و أنا منه إن الناس خلقوا من شجر شتى و خلقت أنا و علی من شجرة واحدة

و

قوله (ع) بأحد و قد ظهرت نکایته فی المشرکین و وقایته إیاه بنفسه حتى قال جبرائیل إن هذا لهی المواساة فقال یا جبرائیل أنه منی و أنا منه فقال جبرائیل و أنا منکما

«وَ أَنْفُسَکُمْ» یعنی من شئتم من رجالکم‏ «ثُمَّ نَبْتَهِلْ» أی نتضرع فی الدعاء عن ابن عباس و قیل نلتعن فنقول لعن الله الکاذب‏ «فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْکاذِبِینَ» منا و فی هذه الآیة دلالة على أنهم علموا أن الحق مع النبی لأنهم امتنعوا عن المباهلة و أقروا بالذل و الخزی لقبول الجزیة فلو لم یعلموا ذلک لباهلوه فکان یظهر ما زعموا من بطلان قوله فی الحال و لو لم یکن النبی ص متیقنا بنزول العقوبة بعدوه دونه لما أدخل أولاده و خواص أهله فی ذلک مع شدة إشفاقه علیهم. مجمع البیان فى تفسیر القرآن، ج‏2، ص: 763

                       

 [ع‏] فَقَالا وَ مَنْ أَبُو عِیسَى فَسَکَتَ فَنَزَلَ الْقُرْآنُ إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ [إِلَى آخِرِ] الْآیَةِ [الْقِصَّةِ قَالَ‏] ثُمَّ نَبْتَهِلْ [فَنَبْتَهِلْ‏] فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْکاذِبِینَ فَقَالا نُبَاهِلُکَ فَتَوَاعَدُوا لِغَدٍ [الْغَدَ] فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ لَا تُلَاعِنْهُ فَوَ اللَّهِ لَئِنْ کَانَ نَبِیّاً لَا تَرْجِعُ إِلَى أَهْلِکَ وَ لَکَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَهْلٌ وَ لَا مَالٌ فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّبِیُّ ص أَخَذَ بِیَدِ عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ قَدَّمَهُمْ وَ جَعَلَ فَاطِمَةَ وَرَاءَهُمْ ثُمَّ قَالَ لَهُمَا تَعَالَیَا فَهَذَا أَبْنَاؤُنَا الْحَسَنُ [فهذان ابنانا للحسن‏] وَ الْحُسَیْنُ وَ هَذَا نِسَاؤُنَا فَاطِمَةُ [لفاطمة] وَ [هَذِهِ‏] أَنْفُسُنَا لعلی [عَلِیٌ‏] فَقَالا لَا نُلَاعِنُکَ.

65- فُرَاتٌ قَالَ حَدَّثَنِی أَحْمَدُ بْنُ یَحْیَى مُعَنْعَناً عَنِ الشَّعْبِیِّ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتِ [الْآیَةُ] فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ص یتکئ على علی و [بِیَدِ] الْحَسَنِ [ببکاء الحسن کساء فألقاه على علی و الحسن‏] وَ الْحُسَیْنِ [وَ عَلیٍ‏] وَ تَبِعَتْهُمْ فَاطِمَةُ قَالَ فَقَالَ هَذِهِ [هَؤُلَاءِ] أَبْنَاؤُنَا وَ هَذِهِ نِسَاؤُنَا وَ هَذِهِ [و هذا] أَنْفُسُنَا [ع‏] فَقَالَ رَجُلٌ لِشَرِیکٍ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِینَ یَکْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَیِّناتِ وَ الْهُدى‏ إِلَى آخِرِ الْآیَةِ قَالَ یَلْعَنُهُمْ کُلُّ شَیْ‏ءٍ حَتَّى الْخَنَافِسِ فِی جُحْرِهَا ثُمَّ غَضِبَ شَرِیکٌ وَ اسْتَشَاطَ فَقَالَ یَا مُعَافَا فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ ابْنُ الْمُقْعَدِ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّهُ لَمْ یَعْنِکَ [یفنک‏] فَقَالَ أَنْتَ [لَهُ‏] أیقع [أَنْفَعُ‏] إِنَّمَا أَرَادَنِی تَرَکْتُ ذِکْرَ عَلِیِّ [بْنِ أَبِی طَالِبٍ ع‏]. تفسیر فرات الکوفى، ص: 87

67- فُرَاتٌ قَالَ حَدَّثَنِی أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ صَبِیحٍ مُعَنْعَناً عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص‏

                        تفسیر فرات الکوفى، ص: 89

عَبْدُ الْمَسِیحِ بْنُ أَبْقَى وَ مَعَهُ الْعَاقِبُ وَ قَیْسٌ أَخُوهُ وَ مَعَهُ حَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْمَسِیحِ وَ هُوَ غُلَامٌ وَ مَعَهُ أَرْبَعُونَ حِبْراً فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ کَیْفَ تَقُولُ فِی الْمَسِیحِ فَوَ اللَّهِ إِنَّا لَنُنْکِرُ مَا [لشکرنا ما] تَقُولُ قَالَ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَیْهِ إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ قَالَ فَنَحَرَ نَحْرَةً فَقَالَ إِجْلَالًا لَهُ مِمَّا یَقُولُ بَلْ هُوَ اللَّهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فَمَنْ حَاجَّکَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ إِلَى آخِرِ الْآیَةِ فَلَمَّا سَمِعَ ذِکْرَ [بذکر] الْأَبْنَاءِ غَضِبَ غَضَباً شَدِیداً وَ دَعَا الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ ع فَأَقَامَ الْحَسَنَ عَنْ یَمِینِهِ وَ الْحُسَیْنَ عَنْ یَسَارِهِ وَ عَلِیّاً إِلَى صَدْرِهِ وَ فَاطِمَةَ إِلَى وَرَائِهِ فَقَالَ هَؤُلَاءِ أَبْنَاؤُنَا وَ نِسَاؤُنَا وَ أَنْفُسُنَا فَائْتِنَا [فَأْتِیَا] لَهُ بِأَکْفَاءٍ قَالَ فَوَثَبَ الْعَاقِبُ فَقَالَ أُذَکِّرُکَ اللَّهَ أَنْ تُلَاعِنَ هَذَا الرَّجُلَ فَوَ اللَّهِ إِنْ [لَئِنْ‏] کَانَ کَاذِباً مَا لَکَ مِنْ مُلَاعَنَتِهِ خَیْرٌ وَ إِنْ [لَئِنْ‏] کَانَ صَادِقاً لَا یَحُولُ الْحَوْلُ وَ مِنْکُمْ نَافِخُ ضَرْمَةٍ [ناصح صرمة] قَالَ فَصَالَحُوهُ کُلَّ الصُّلْحِ [وَ رَجَعَ‏].

 

روایاتی از پیامبر درباره‌ی جایگاه علیّ ع

173 . وأخبرنی شهردار هذا اجازة ، أخبرنا عبدوس هذا اجازة ، عن الشریف أبی طالب الفضل بن محمد بن طاهر الجعفری باصبهان ، عن الحافظ أبی بکر أحمد بن موسى بن مردویه بن فورک الاصبهانی ، حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالله بن زیاد ، حدثنا الحسین بن الهیثم الکسائی ، حدثنا محمد ابن الصباح الجرجرائی ، حدثنا هیثم ، عن حجاج بن أرطاة ، عن عمرو بن شعیب ، عن جده قال : قالت عائشة : من خیر الناس بعدک یا رسول الله ؟ قال : أبوبکر ، قلت : فمن خیر الناس بعد ابی بکر ؟ قال عمر فقالت فاطمة : یا رسول الله لم تقل فی علی شیئا ؟ قال : على نفسی ، فمن رأیتیه یقول فی نفسه شیئا

 174 ) 1 ( وبهذا الاسناد عن الحافظ أبی بکر أحمد بن موسى بن مردویه بن فورک الاصبهانی هذا ، حدثنى محمد بمن الحسین ، حدثنا هیثم بن خلف ، حدثنا أحمد بن محمد بن یزید بن سلیم مولى بنی هاشم حدثنا حسین الاشقر ، حدثنا قیس بن الربی، عن أبی هاشم ولیث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله علیه وآله : علی منی منزلة رأسی من بدنی. المناقب الخوارزمی ج1 ص129

مناقب على بن ابى طالب علیه السلام، ص: 108

ه. قوله صلّى اللّه علیه و آله: علیّ کنفسی‏

120. ابن مردویه، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زیاد، حدّثنا الحسین ابن الهیثم الکسائی، حدّثنا محمّد بن الصباح الجرجانی، حدّثنا هیثم، عن حجاج ابن أرطاة، عن عمرو بن شعیب، عن جدّه، قال: قالت عائشة: من خیر الناس بعدک یا رسول اللّه؟ قال: «أبو بکر»، قلت: فمن خیر الناس بعد أبی بکر؟ قال: «عمر»، فقالت فاطمة: یا رسول اللّه لم تقل فی علیّ شیئا؟

قال: «علیّ نفسی، فمن رأیتیه یقول فی نفسه شیئا». «1» 121. ابن مردویه، عن جابر بن عبد اللّه، قال: بعث النبیّ صلّى اللّه علیه و سلّم الولید بن عقبة إلى بنی ولیعة، و کان بینهم شحناء فی الجاهلیّة، فلمّا بلغ بنی ولیعة استقبلوه لینظروا ما فی نفسه، قال: فخشی القوم، فرجع إلى رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم فقال: إنّ بنی ولیعة أرادوا قتلی و منعوا الصدقة.

فلمّا بلغ بنی ولیعة الّذی قال عنهم الولید لرسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم، أتوا رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم، فقالوا: یا رسول اللّه، لقد کذب الولید، و لکنّه قد کانت بیننا و بینه شحناء، فخشینا أن یعاقبنا بالّذی کان بیننا.

فقال رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم: «لتنتهن یا بنی ولیعة، أو لأبعثن إلیکم رجلا عندی کنفسی، یقتل مقاتلیکم، و یسبی ذراریکم، و هو هذا خیر من ترون»- و ضرب على کتف علیّ بن أبی طالب-، فأنزل اللّه تعالى فی الولید بن عقبة:

یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِنْ جاءَکُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَیَّنُوا أَنْ تُصِیبُوا قَوْماً

مناقب على بن ابى طالب علیه السلام، ص: 109

بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى‏ ما فَعَلْتُمْ نادِمِینَ‏.

مناقب على بن ابى طالب علیه السلام‏

نویسنده: ابن مردویه اصفهانى، احمد بن موسى‏/موضوع: روایى سنى‏/قرن: 5/مذهب: شیعى‏

 

نکاتی از این آیه

نکته اول:

تمام مفسرین، مانند بیضاوی آورده‌اند که این آیه، دلالت می‌کند بر این‌که محبوب‌ترین انسان‌ها در نزد پیامبر اکرم (صلی الله علیه و آله و سلم)، امیرالمؤمنین (علیه السلام) است.

تفسیر بیضاوی، ج3، ص32 - ج2، ص47

خود محبوب بودن، مستلزم أفضلیت است. آقایانی که برای تعیین خلیفه در سقیفه جمع شده بودند، وقتی میان مهاجرین و انصار اختلاف شد و به کتک‌کاری و درگیری انجامید، ابوبکر گفت:

ما شایسته هستیم که خلیفه پیامبر (صلی الله علیه و سلم) باشیم. چون ما نزدیک به پیامبر (صلی الله علیه و سلم) و از خویشان پیامبر (صلی الله علیه و سلم) هستیم.

اگر ملاک أفضلیت این باشد، به تعبیر جناب زمخشری، هیچ فضیلتی بالاتر از این نیست که قرآن، علی بن أبی طالب (علیه السلام) را نازل منزله پیامبر اکرم (صلی الله علیه و آله و سلم) قرار داده است. زمخشری از علمای بزرگ اهل سنت می‌گوید:

و فیه دلیل لا شیء أقوی منه علی فضل أصحاب الکساء‌.

این آیه، بالاترین و قوی‌ترین دلیل برای فضیلت أصحاب کساء است. الکشاف عن حقائق التنزیل و عیون الأقاویل للزمخشری، ج1، ص434

 

نکته دوم:

خداوند در این آیه، حضرت علی (علیه السلام) را نفس پیامبر اکرم (صلی الله علیه و آله و سلم) قرار داده است. البته مراد از آن، نفْس حقیقی و عین پیامبر اکرم (صلی الله علیه و آله و سلم) بودن نیست و مراد از این آیه، این است که آقا امیرالمؤمنین (علیه السلام) با جان گرامی نبی مکرم (صلی الله علیه و آله و سلم) برابر است در همه جهات؛ مگر در مسئله نبوت که در حدیث شریف منزلت هم آمده است:

أنت منی بمنزلة هارون من موسی إلا أنه لا نبی بعدی.

صحیح البخاری، ج5، ص129 - صحیح مسلم، ج7، ص120

پس:

1-   عصمت علی(ع) همچون عصمت پیامبر(ص) می شود- امیرالمؤمنین (علیه السلام) در تمام فضائلی که برای پیامبر اکرم (صلی الله علیه و آله و سلم) است، هم‌سطح پیامبر اکرم (صلی الله علیه و آله و سلم) است؛ غیر از مسئله نبوت و دریافت وحی از خداوند و این دلالت می‌کند بر عصمت علی بن أبی طالب (علیه السلام).

چون پیامبر اکرم (صلی الله علیه و آله و سلم) هم معصوم بوده است و غیر معصوم را نمی‌شود نفس معصوم قرار داد.

2- علی(ع) مثل پیامبر(ص)، أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ می شود- این‌که پیامبر اکرم (صلی الله علیه و آله و سلم):

النَّبِیُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ (سوره أحزاب/آیه6)

است و ولایت تامّه بر جان و مال مؤمنین داشته، حضرت علی (علیه السلام) هم این ولایت را دارد.

3-   علی(ع) هم افضل بر تمام انبیاءبه غیر از رسول الله(ص) می شود - پیامبر اکرم (صلی الله علیه و آله و سلم) أفضل همه خلائق - حتی أنبیاء (علیهم السلام) و ملائکه - بوده است و امیرالمؤمنین (علیه السلام) هم طبق آیه شریفه مباهله، از همه أنبیاء (علیهم السلام) و ملائکه برتر است؛ چون مساوی أکمل، خود هم أکمل است.

 

 

آیه مباهله در منابع اهل سنت و شیعه

روایات شرح واقعه

الدر المنثور فى تفسیر المأثور    ج‏2    38    

و أخرج البخاری و مسلم و الترمذی و النسائی و أبو نعیم فی الدلائل عن حذیفة ان العاقب و السید أتیا رسول الله صلى الله علیه و سلم فأراد أن یلاعنهما فقال أحدهما لصاحبه لا تلاعنه فو الله لئن کان نبیا فلاعننا لا نفلح نحن و لا عقبنا من بعدنا فقالوا له نعطیک ما سألت فابعث معنا رجلا أمینا فقال قم یا أبا عبیدة فلما قفا قال هذا أمین هذه الامة.

و أخرج الحاکم و صححه و ابن مردویه و أبو نعیم فی الدلائل عن جابر قال‏ قدم على النبی صلى الله علیه و سلم العاقب و السید فدعاهما إلى الإسلام فقالا أسلمنا یا محمد قال کذبتما إن شئتما أخبرتکما بما یمنعکما من الإسلام قالا فهات قال حب الصلیب و شرب الخمر و أکل لحم الخنزیر قال جابر فدعاهما إلى الملاعنة فوعداه إلى الغد فغدا رسول الله صلى الله علیه و سلم و أخذ

الدر المنثور فى تفسیر المأثور، ج‏2، ص: 39

بید علی و فاطمة و الحسن و الحسین ثم أرسل إلیهما فأبیا أن یجیباه و أقرا له فقال و الذی بعثنی بالحق لو فعلا لأمطر الوادی علیهما نارا قال جابر فیهم نزلت‏ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ‏ الآیة قال جابر أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏ رسول الله صلى الله علیه و سلم و علی و أَبْناءَنا الحسن و الحسین‏ وَ نِساءَنا فاطمة

و أخرج الحاکم و صححه عن جابر ان وفد نجران أتوا النبی صلى الله علیه و سلم فقالوا ما تقول فی عیسى فقال هو روح الله و کلمته و عبد الله و رسوله قالوا له هل لک أن نلاعنک انه لیس کذلک قال و ذاک أحب إلیکم قالوا نعم قال فإذا شئتم فجاء و جمع ولده الحسن و الحسین فقال رئیسهم لا تلاعنوا هذا الرجل فو الله لئن لاعنتموه لیخسفن بأحد الفریقین فجاءوا فقالوا یا أبا القاسم انما أراد أن یلاعنک سفهاؤنا و انا نحب أن تعفینا قال قد أعفیتکم ثم قال ان العذاب قد أظل نجران‏

و أخرج أبو نعیم فی الدلائل من طریق الکلبی عن أبى صالح عن ابن عباس‏ ان وفد نجران من النصارى قدموا على رسول الله صلى الله علیه و سلم وهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم منهم السید و هو الکبیر و العاقب و هو الذی یکون بعده و صاحب رأیهم فقال رسول الله صلى الله علیه و سلم لهما أسلما قالا أسلمنا قال ما أسلمتما قالا بلى قد أسلمنا قبلک قال کذبتما یمنعکم من الإسلام ثلاث فیکما عبادتکما الصلیب و أکلکما الخنزیر و زعمکما ان لله ولدا و نزل‏ إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ‏ الآیة فلما قرأها علیهم قالوا ما نعرف ما تقول و نزل‏ فَمَنْ حَاجَّکَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ‏ یقول من جادلک فی أمر عیسى من بعد ما جاءک من العلم من القرآن‏ فَقُلْ تَعالَوْا إلى قوله‏ ثُمَّ نَبْتَهِلْ‏ یقول نجتهد فی الدعاء ان الذی جاء به محمد هو الحق و ان الذی یقولون هو الباطل فقال لهم ان الله قد أمرنی ان لم تقبلوا هذا أن أباهلکم فقالوا یا أبا القاسم بل نرجع فننظر فی أمرنا ثم نأتیک فخلا بعضهم ببعض و تصادقوا فیما بینهم قال السید للعاقب قد و الله علمتم أن الرجل نبی مرسل و لئن لاعنتموه إنه لیستأصلکم و ما لاعن قوم قط نبیا فبقى کبیرهم و لا نبت صغیرهم فإن أنتم إن تتبعوه و أبیتم إلا إلف دینکم فوادعوه و ارجعوا إلى بلادکم و قد کان رسول الله صلى الله علیه و سلم خرج و معه علی و الحسن و الحسین و فاطمة فقال رسول الله صلى الله علیه و سلم ان أنا دعوت فأمنوا أنتم فأبوا أن یلاعنوه و صالحوه على الجزیة

و أخرج أبو نعیم فی الدلائل من طریق عطاء و الضحاک عن ابن عباس‏ ان ثمانیة من أساقف العرب من أهل نجران قدموا على رسول الله صلى الله علیه و سلم منهم العاقب و السید فأنزل الله‏ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا إلى قوله‏ ثُمَّ نَبْتَهِلْ‏ یرید ندع الله باللعنة على الکاذب فقالوا أخرنا ثلاثة أیام فذهبوا إلى بنى قریظة و النضیر و بنى قینقاع فاستشاروهم فأشاروا علیهم ان یصالحوه و لا یلاعنوه و هو النبی الذی نجده فی التوراة فصالحوا النبی صلى الله علیه و سلم على ألف حلة فی صفر و ألف فی رجب و دراهم‏

و أخرج عبد بن حمید و ابن جریر و أبو نعیم فی الدلائل عن قتادة فَمَنْ حَاجَّکَ فِیهِ‏ فی عیسى‏ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا الآیة فدعا النبی صلى الله علیه و سلم لذلک وفد نجران وهم الذین حاجوه فی عیسى فنکصوا و أبوا و ذکر لنا ان النبی صلى الله علیه و سلم قال ان کان العذاب لقد نزل على أهل نجران و لو فعلوا لاستؤصلوا عن جدید الأرض‏

و أخرج ابن أبى شیبة و سعید بن منصور و عبد بن حمید و ابن جریر و أبو نعیم عن الشعبی قال‏ کان أهل نجران أعظم قوم من النصارى قولا فی عیسى بن مریم فکانوا یجادلون النبی صلى الله علیه و سلم فیه فانزل الله هذه الآیات فی سورة آل عمران‏ إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ‏ إلى قوله‏ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْکاذِبِینَ‏ فأمر بملاعنتهم فواعدوه لغد فغد النبی صلى الله علیه و سلم و معه الحسن و الحسین و فاطمة فأبوا أن یلاعنوه و صالحوه على الجزیة فقال النبی صلى الله علیه و سلم لقد أتانى البشیر بهلکة أهل نجران حتى الطیر على الشجر لو تموا على الملاعنة

و أخرج عبد الرزاق و البخاری و الترمذی و النسائی و ابن جریر و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن مردویه و أبو نعیم فی الدلائل عن ابن عباس قال‏ لو باهل أهل نجران رسول الله صلى الله علیه و سلم لرجعوا لا یجدون أهلا و لا مالا

.....

و أخرج ابن جریر عن علباء بن أحمر الیشکری قال‏ لما نزلت هذه الآیة فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ‏ الآیة أرسل رسول الله صلى الله علیه و سلم إلى على و فاطمة و ابنیهما الحسن‏

الدر المنثور فى تفسیر المأثور، ج‏2، ص: 40

و الحسین و دعا الیهود لیلاعنهم فقال شاب من الیهود ویحکم ألیس عهدکم بالأمس إخوانکم الذین مسخوا قردة و خنازیر لا تلاعنوا فانتهوا

 

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 155

و فیها [نزل أیضا] قوله عز اسمه:

فَمَنْ حَاجَّکَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ- فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ- وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا [وَ أَنْفُسَکُمْ- ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْکاذِبِینَ‏]

168- حَدَّثَنِی الْحَاکِمُ الْوَالِدُ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ أَبِی حَفْصِ بْنِ شَاهِینٍ فِی تَفْسِیرِهِ [عَنْ‏] مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ [عَنْ‏] مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِی أَبِی قَالَ: حَدَّثَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِیُّ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ جُبَیْرَةَ عَنْ حُصَیْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ «1» قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ نَجْرَانَ الْعَاقِبُ وَ السَّیِّدُ فَقَالا: یَا مُحَمَّدُ إِنَّکَ تَذْکُرُ صَاحِبَنَا فَقَالَ النَّبِیُّ ص: وَ مَنْ صَاحِبُکُمْ قَالُوا: عِیسَى ابْنُ مَرْیَمَ. فَقَالَ النَّبِیُّ: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَ رَسُولُهُ‏ «2» فَقَالَ النَّبِیُّ [ص‏]:

هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَ نَبِیُّهُ [وَ رَسُولُهُ‏]. قَالا: فَأَرِنَا فِیمَنْ خَلَقَ اللَّهُ مِثْلَهُ وَ فِیمَا رَأَیْتَ وَ سَمِعْتَ. فَأَعْرَضَ النَّبِیُّ ص عَنْهُمَا

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 157

169- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی سَعِیدٍ الْمُقْرِی‏ «1» قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِیلِ بِ «بَلْخٍ» قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ [أَخْبَرَنَا] یَزِیدُ بْنُ زُرَیْعٍ عَنِ الْکَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏ [فِی‏] قَوْلِهِ: إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ‏ فَبَلَغَنَا- وَ اللَّهُ أَعْلَمُ [کَذَا] أَنَّ وَفْدَ نَجْرَانَ قَدِمُوا عَلَى نَبِیِّ اللَّهِ وَ هُوَ بِالْمَدِینَةِ وَ مَعَهُمُ السَّیِّدُ وَ الْعَاقِبُ وَ [أَ] بُو حَنَسٍ وَ أَبُو الْحَرْثِ وَ اسْمُهُ عَبْدُ الْمَسِیحِ وَ هُوَ رَأْسُهُمْ وَ هُوَ الْأُسْقُفُّ وَ هُمْ یَوْمَئِذٍ سَادَةُ أَهْلِ نَجْرَانَ فَقَالُوا: یَا مُحَمَّدُ لِمَ تَذْکُرُ صَاحِبَنَا وَ سَاقَ نَحْوَهُ إِلَى قَوْلِهِ: وَ نَزَلَ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ: إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ‏ إِلَى [قَوْلِهِ‏] لَهُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ‏. وَ سَاقَ نَحْوَهُ إِلَى قَوْلِهِ: قَالُوا: نُلَاعِنُکَ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ مَعَهُ فَاطِمَةُ وَ حَسَنٌ وَ حُسَیْنٌ فَقَالَ: هَؤُلَاءِ أَبْنَاؤُنَا وَ نِسَاؤُنَا وَ أَنْفُسُنَا فَهَمُّوا أَنْ یُلَاعِنُوا- ثُمَّ إِنَّ أَبَا الْحَرْثِ قَالَ لِلسَّیِّدِ وَ الْعَاقِبِ: وَ اللَّهِ مَا نَصْنَعُ بِمُلَاعَنَةِ هَذَا شَیْئاً، فَصَالَحُوهُ عَلَى الْجِزْیَةِ. قَالُوا: صَدَقْتَ [یَا] أَبَا الْحَرْثِ. فَعَرَضُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ الصُّلْحَ وَ الْجِزْیَةَ فَقَبِلَهَا- وَ قَالَ: أَمَا وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ- لَوْ لَاعَنُونِی مَا أَحَالَ اللَّهُ لِیَ الْحَوْلَ وَ بِحَضْرَتِهِمْ مِنْهُمْ بَشَرٌ- إِذاً [کَذَا] لَأَهْلَکَ اللَّهُ الظَّالِمِینَ‏ «2».

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 158

170- أَخْبَرَنِی الْحَاکِمُ الْوَالِدُ، عَنْ أَبِی حَفْصِ بْنِ شَاهِینَ، قَالَ:

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَیْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ قَالَ: حَدَّثَنَا یَحْیَى بْنُ حَاتِمٍ الْعَسْکَرِیُّ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دِینَارٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِی هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِیِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ أَهْلِ نَجْرَانَ عَلَى النَّبِیِّ ص [وَ فِیهِمُ‏] الْعَاقِبُ وَ السَّیِّدُ «1» فَدَعَاهُمَا إِلَى الْإِسْلَامِ فَقَالا: أَسْلَمْنَا قَبْلَکَ. قَالَ: کَذَبْتُمَا- إِنْ شِئْتُمَا أَخْبَرْتُکُمَا بِمَا یَمْنَعُکُمَا مِنَ الْإِسْلَامِ. فَقَالا:

هَاتِ أَنْبِئْنَا. قَالَ: حُبُّ الصَّلِیبِ وَ شُرْبُ الْخَمْرِ وَ أَکْلُ لَحْمِ الْخِنْزِیرِ، فَدَعَاهُمَا إِلَى الْمُلاعَنَةِ- فَوَعَدَاهُ أَنْ یُغَادِیَانِهِ بِالْغَدَاةِ- فَغَدَا رَسُولُ اللَّهِ وَ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَیْهِمَا فَأَبَیَا أَنْ یَجِیئَا، وَ أَقَرَّا لَهُ بِالْخَرَاجِ- فَقَالَ النَّبِیُّ: وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ- لَوْ فَعَلَا لَأَمْطَرَ الْوَادِی [عَلَیْهِمَا] نَاراً «2» قَالَ جَابِرٌ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ: نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 159

وَ نِساءَکُمْ- وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏ قَالَ الشَّعْبِیُّ: أَبْنَاءَنَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ ع وَ نِسَاءَنَا فَاطِمَةُ وَ أَنْفُسَنَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ع.

171- أَخْبَرَنَا الْحَاکِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قِرَاءَةً عَلَیْهِ وَ إِمْلَاءً قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَیْنِ عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَاتِی الدِّهْقَانُ‏ «1» بِالْکُوفَةِ مِنْ أَصْلِ کِتَابِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ الْحَکَمِ الْحِبَرِیُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَیْنٍ الْعُرَنِیُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ عَلِیٍّ الْعَنَزِیُّ عَنِ الْکَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ:

...

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 162

173- أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ بِقِرَاءَتِی عَلَیْهِ‏ «1» قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمِیکَالِیُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَانُ الْأَهْوَازِیُّ قَالَ: حَدَّثَنَا یَحْیَى بْنُ حَاتِمٍ الْعَسْکَرِیُّ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دِینَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِی هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِیِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَدِمَ عَلَى النَّبِیِّ ص الْعَاقِبُ وَ السَّیِّدُ، فَدَعَاهُمَا إِلَى الْإِسْلَامِ فَتَلَاحَیَا «2» وَ رَدَّا عَلَیْهِ،

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 163

فَدَعَاهُمَا إِلَى الْمُلاعَنَةِ، فَوَاعَدَاهُ عَلَى أَنْ یُغَادِیَاهِ بِالْغَدَاةِ «1» فَغَدَا رَسُولُ اللَّهِ ص وَ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَیْهِمَا فَأَبَیَا أَنْ یَجِیئَا وَ أَقَرَّا لَهُ بِالْخَرَاجِ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ لَوْ فَعَلَا لَأَمْطَرَ عَلَیْهِمَا الْوَادِی نَاراً. وَ فِیهِمْ نَزَلَتْ: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏. قَالَ الشَّعْبِیُّ: قَالَ جَابِرٌ:

أَنْفُسَنا رَسُولُ اللَّهِ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ، وَ أَبْناءَنا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ، وَ نِساءَنا فَاطِمَةُ ع.

- و رواه [أیضا] عن یحیى بن حاتم أبو بکر بن أبی داود «2»- [و ورد أیضا عن حذیفة بن الیمان کما] فی تفسیر السبیعی و فی [التفسیر] العتیق [أیضا:].

174- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَیْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُکَیْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا یَحْیَى بْنُ زَکَرِیَّا بْنِ أَبِی زَائِدَةَ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ السَّبِیعِیِّ عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ «3» عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ الْیَمَانِ قَالَ: جَاءَ الْعَاقِبُ وَ السَّیِّدُ أُسْقُفَّا نَجْرَانَ یَدْعُوَانِ النَّبِیَّ ص إِلَى الْمُلاعَنَةِ، فَقَالَ الْعَاقِبُ لِلسَّیِّدِ: إِنْ لَاعَنَ بِأَصْحَابِهِ فَلَیْسَ بِنَبِیٍّ- وَ إِنْ لَاعَنَ بِأَهْلِ بَیْتِهِ فَهُوَ نَبِیٌّ! فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَدَعَا عَلِیّاً فَأَقَامَهُ عَنْ یَمِینِهِ- ثُمَ‏

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 164

دَعَا الْحَسَنَ فَأَقَامَهُ عَنْ یَسَارِهِ- ثُمَّ دَعَا الْحُسَیْنَ فَأَقَامَهُ عَنْ یَمِینِ عَلِیٍّ ثُمَّ دَعَا فَاطِمَةَ فَأَقَامَهَا خَلْفَهُ فَقَالَ الْعَاقِبُ لِلسَّیِّدِ: لَا تُلَاعِنْهُ إِنَّکَ إِنْ لَاعَنْتَهُ لَا نُفْلِحُ نَحْنُ وَ لَا أَعْقَابُنَا! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: لَوْ لَاعَنُونِی مَا بَقِیَتْ بِنَجْرَانَ عَیْنٌ تَطْرِفُ.

175- حَدَّثَنِی الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِیلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ الزَّاهِدُ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التِّرْمِذِیُّ قَالَ:

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنِ الْکَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏ فِی قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ‏ الْآیَةَ، فَزَعَمَ أَنَّ وَفْدَ نَجْرَانَ قَدِمُوا عَلَى مُحَمَّدٍ نَبِیِّ اللَّهِ الْمَدِینَةَ مِنْهُمُ السَّیِّدُ وَ الْحَارِثُ وَ عَبْدُ الْمَسِیحِ فَقَالُوا: یَا مُحَمَّدُ لِمَ تَذْکُرُ صَاحِبَنَا قَالَ:

وَ مَنْ صَاحِبُکُمْ قَالُوا: عِیسَى ابْنُ مَرْیَمَ تَزْعُمُ أَنَّهُ عَبْدٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَ رَسُولُهُ. فَقَالُوا: هَلْ رَأَیْتَ أَوْ سَمِعْتَ فِیمَنْ خَلَقَ اللَّهُ عَبْداً مِثْلَهُ! فَأَعْرَضَ نَبِیُّ اللَّهِ عَنْهُمْ وَ نَزَلَ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ: إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ‏ الْآیَةَ.

فَغَدَوْا إِلَى نَبِیِّ اللَّهِ فَقَالُوا: هَلْ سَمِعْتَ بِمِثْلِ صَاحِبِنَا قَالَ: نَعَمْ نَبِیُّ اللَّهِ آدَمُ خَلَقَهُ اللَّهُ مِنْ تُرَابٍ- ثُمَّ قَالَ لَهُ: کُنْ فَکَانَ قَالُوا: لَیْسَ کَمَا قُلْتَ.

فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِیهِ: فَمَنْ حَاجَّکَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ- فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ- وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏ الْآیَاتَ. قَالُوا:

نَعَمْ نُلَاعِنُکَ. فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِیَدَیْ ابْنِ عَمِّهِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَنٍ وَ حُسَیْنٍ [وَ] قَالَ: هَؤُلَاءِ أَبْنَاؤُنَا وَ نِسَاؤُنَا وَ أَنْفُسُنَا. فَهَمُّوا

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 165

أَنْ یُلَاعنِوُهُ ثُمَّ إِنَّ الْحَرْثَ قَالَ لِعَبْدِ الْمَسِیحِ: مَا نَصْنَعُ بِمُلَاعَنَتِهِ هَذَا شَیْئاً- لَئِنْ کَانَ کَاذِباً مَا مُلَاعَنَتُهُ بِشَیْ‏ءٍ «1» وَ لَئِنْ کَانَ صَادِقاً لَنَهْلِکَنَّ إِنْ لَاعَنَّاهُ، فَصَالَحُوهُ عَلَى أَلْفَیْ حُلَّةٍ کُلَّ عَامٍ، فَزَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ: وَ الَّذِی نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ- لَوْ لَاعَنُونِی مَا حَالَ الْحَوْلُ وَ بِحَضْرَتِهِمْ أَحَدٌ- إِلَّا أَهْلَکَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ‏ «2».

- [و] له طرق عن الکلبی، و طرق عن ابن عباس رواه عن الکلبی حبان بن علی العنزی و محمد بن فضیل و یزید بن زریع‏.

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 166

176- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِیمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ‏ «1» قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَیْبَةُ بْنُ سَعِیدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِیُّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِی الْبَخْتَرِیِ‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص أَرَادَ أَنْ یُلَاعِنَ أَهْلَ نَجْرَانَ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ فَاطِمَةَ ع [کَذَا].

و الأولى أن یستقصیه [من أراد] ما عنى الآیة فی تفسیر القرآن و فی کتاب الإرشاد- إلى إثبات نسب الأحفاد، فذلک اختصرته فی هذا الکتاب‏ «2» فمن أحب الوقوف علیه رجع [إلیه‏] إن شاء الله‏ «3».

 

تفسیر القرآن العظیم    ج‏2    42    

قال ابن إسحاق فی سیرته‏ «1» المشهورة و غیره: قدم على رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم وفد نصارى نجران ستون راکبا، فیهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم یؤول أمرهم إلیهم و هم: العاقب و اسمه عبد المسیح، و السید و هو الأیهم، و أبو حارثة بن علقمة أخو «2» بکر بن وائل، و أویس بن الحارث، و زید، و قیس، و یزید و نبیه، و خویلد، و عمرو، و خالد، و عبد اللّه، و یحنّس، و أمر هؤلاء یؤول إلى ثلاثة منهم و هم العاقب، و کان أمیر القوم و ذا رأیهم و صاحب مشورتهم، و الذی لا یصدرون إلا عن رأیه، و السید و کان عالمهم و صاحب رحلهم و مجتمعهم، و أبو حارثة بن علقمة و کان أسقفهم و حبرهم و إمامهم و صاحب مدارسهم‏ «3»، و کان رجلا من العرب من بنی بکر بن وائل، و لکنه تنصر فعظمته الروم و ملوکها و شرفوه، و بنوا له الکنائس و أخدموه لما یعلمونه من صلابته فی دینهم، و قد کان یعرف أمر رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم و صفته و شأنه مما علمه من الکتب المتقدمة، و لکن حمله جهله على الاستمرار فی النصرانیة لما یرى من تعظیمه فیها و جاهه عند أهلها.

قال ابن إسحاق: و حدثنی محمد بن جعفر بن الزبیر، قال: قدموا على رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم المدینة، فدخلوا علیه مسجده حین صلى العصر، علیهم ثیاب الحبرات‏ «4» جبب و أردیة فی‏

تفسیر القرآن العظیم، ج‏2، ص: 43

جمال رجال بنی الحارث بن کعب، قال: یقول من رآهم من أصحاب النبی صلّى اللّه علیه و سلّم: ما رأینا بعدهم وفدا مثلهم؛ و قد حانت صلاتهم فقاموا فی مسجد رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم یصلّون، فقال رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم «دعوهم» فصلوا إلى المشرق، قال: فکلم رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم منهم أبو حارثة بن علقمة، و العاقب عبد المسیح، و السید الأیهم و هم من النصرانیة على دین الملک مع اختلاف من أمرهم یقولون: هو اللّه، و یقولون: هو ولد اللّه، و یقولون: هو ثالث ثلاثة، تعالى اللّه عن قولهم علوا کبیرا. و کذلک قول النصرانیة.

فهم یحتجون فی قولهم هو اللّه، بأنه کان یحیی الموتى و یبرئ الأکمه و الأبرص و الأسقام، و یخبر بالغیوب، و یخلق من الطین کهیئة الطیر فینفخ فیه فیکون طیرا، و ذلک کله بأمر اللّه. و لیجعله اللّه آیة للناس، و یحتجون على قولهم بأنه ابن اللّه یقولون: لم یکن له أب یعلم، و قد تکلم فی المهد بشی‏ء لم یسمعه أحد من بنی آدم قبله‏ «1»، و یحتجون على قولهم بأنه ثالث ثلاثة بقول اللّه تعالى: فعلنا و أمرنا و خلقنا و قضینا فیقولون: لو کان واحدا ما قال إلا فعلت و أمرت و قضیت و خلقت، و لکنه هو و عیسى و مریم- تعالى اللّه و تقدس و تنزه عما یقول الظالمون و الجاحدون علوا کبیرا- ففی کل ذلک من قولهم قد نزل القرآن، فلما کلمه الحبران، قال لهما رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم «أسلما» قالا: قد أسلمنا، قال: «إنکما لم تسلما فأسلما». قالا: بلى قد أسلمنا قبلک. قال: «کذبتما یمنعکما من الإسلام ادعاؤکما للّه ولدا و عبادتکما الصلیب و أکلکما الخنزیر». قالا: فمن أبوه یا محمد؟ فصمت رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم عنهما فلم یجبهما، فأنزل اللّه فی ذلک من قولهم و اختلاف أمرهم صدر سورة آل عمران إلى بضع و ثمانین آیة منها.

ثم تکلم ابن إسحاق على تفسیرها «2» إلى أن قال: فلما أتى رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم الخبر من اللّه و الفصل من القضاء بینه و بینهم و أمر بما أمر به من ملاعنتهم إن ردوا ذلک علیه دعاهم إلى ذلک، فقالوا: یا أبا القاسم، دعنا ننظر فی أمرنا ثم نأتیک بما نرید أن نفعل فیما دعوتنا إلیه، ثم انصرفوا عنه، ثم خلوا بالعاقب، و کان ذا رأیهم فقالوا: یا عبد المسیح ماذا ترى؟ فقال: و اللّه یا معشر النصارى لقد عرفتم أن محمدا لنبی مرسل، و لقد جاءکم بالفصل من خبر صاحبکم، و لقد علمتم أنه ما لا عن قوم نبیا قط، فبقی کبیرهم و لا نبت صغیرهم، و إنه الاستئصال منکم إن فعلتم، فإن کنتم أبیتم إلا إلف دینکم و الإقامة على ما أنتم علیه من القول فی صاحبکم، فوادعوا الرجل و انصرفوا إلى بلادکم، فأتوا النبی صلّى اللّه علیه و سلّم فقالوا: یا أبا القاسم، قد رأینا أن لا نلاعنک و أن نترکک على دینک و نرجع على دیننا و لکن ابعث معنا رجلا من أصحابک ترضاه لنا یحکم بیننا فی أشیاء اختلفنا فیها فی أموالنا، فإنکم عندنا رضا.

تفسیر القرآن العظیم، ج‏2، ص: 44

قال محمد بن جعفر: فقال رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم «ائتونی العشیة أبعث معکم القوی الأمین» فکان عمر بن الخطاب رضی اللّه عنه یقول: ما أحببت الإمارة قط حبی إیاها یومئذ، رجاء أن أکون صاحبها، فرحت إلى الظهر مهجرا، فلما صلى رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم الظهر، سلم ثم نظر عن یمینه و شماله، فجعلت أتطاول له لیرانی فلم یزل یلتمس ببصره حتى رأى أبا عبیدة بن الجراح فدعاه، فقال «اخرج معهم فاقض بینهم بالحق فیما اختلفوا فیه». قال عمر: فذهب بها أبو عبیدة رضی اللّه عنه.

و قد روى ابن مردویه من طریق محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبید، عن رافع بن خدیج: أن وفد أهل نجران قدموا على رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم، فذکر نحوه، إلا أنه قال فی الأشراف: کانوا اثنی عشر، و ذکر بقیته بأطول من هذا السیاق، و زیادات أخر.

و قال البخاری‏ «1»: حدثنا عباس بن الحسین، حدثنا یحیى بن آدم، عن إسرائیل، عن أبی إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذیفة رضی اللّه عنه، قال: جاء العاقب و السید صاحبا نجران إلى رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم یریدان أن یلاعناه، قال: فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل فو اللّه لئن کان نبیا فلاعناه لا نفلح نحن و لا عقبنا من بعدنا، قالا: إنا نعطیک ما سألتنا و ابعث معنا رجلا أمینا و لا تبعث معنا إلا أمینا، فقال «لأبعثن معکم رجلا أمینا حق أمین» فاستشرف لها أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم، فقال «قم یا أبا عبیدة بن الجراح» فلما قام، قال رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم هذا أمین هذه الأمة» رواه البخاری و مسلم و الترمذی و النسائی و ابن ماجة «2» من طرق عن أبی إسحاق السبیعی عن صلة، عن حذیفة، بنحوه و قد رواه أحمد «3» و النسائی و ابن ماجة من حدیث إسرائیل عن أبی إسحاق، عن صلة، عن ابن مسعود بنحوه و قال البخاری: حدثنا أبو الولید حدثنا شعبة عن خالد، عن أبی قلابة، عن أنس، عن رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم، قال «لکل أمة أمین، و أمین هذه الأمة أبو عبیدة بن الجراح» «4» و قال الإمام أحمد «5»: حدثنا إسماعیل بن یزید الرقی أبو یزید، حدثنا فرات عن عبد الکریم بن مالک الجزری، عن عکرمة، عن ابن عباس، قال:

قال أبو جهل قبحه اللّه: إن رأیت محمدا یصلی عند الکعبة لآتینه حتى أطأ على رقبته، قال:

فقال «لو فعل لأخذته الملائکة عیانا، و لو أن الیهود تمنوا الموت لماتوا و لرأوا مقاعدهم من النار، و لو خرج الذین یباهلون رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم لرجعوا لا یجدون مالا و لا أهلا»، و قد رواه‏

تفسیر القرآن العظیم، ج‏2، ص: 45

الترمذی و النسائی من حدیث عبد الرزاق، عن معمر، عن عبد الکریم به، و قال الترمذی:

حسن صحیح.

و قد روى البیهقی فی دلائل النبوة قصة وفد نجران مطولة جدا، و لنذکره فإن فیه فوائد کثیرة، و فیه غرابة، و فیه مناسبة لهذا المقام، قال البیهقی: حدثنا أبو عبد اللّه الحافظ و أبو سعید محمد بن موسى بن الفضل، قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن یعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا یونس بن بکیر، عن سلمة بن عبد یسوع، عن أبیه، عن جده، قال یونس- و کان نصرانیا فأسلم-: إن رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم، کتب إلى أهل نجران قبل أن ینزل علیه طس سلیمان «باسم إله إبراهیم و إسحاق و یعقوب، من محمد النبی رسول اللّه إلى أسقف نجران و أهل نجران سلم أنتم، فإنی أحمد إلیکم إله إبراهیم و إسحاق و یعقوب. أما بعد فإنی أدعوکم إلى عبادة اللّه من عبادة العباد، و أدعوکم إلى ولایة اللّه من ولایة العباد، فإن أبیتم فالجزیة، فإن أبیتم فقد آذنتکم بحرب، و السلام». فلما أتى الأسقف الکتاب و قرأه فظع به‏ «1»، و ذعره ذعرا شدیدا، و بعث إلى رجل من أهل نجران یقال له شرحبیل بن وداعة، و کان من همدان، و لم یکن أحد یدعى إذا نزلت معضلة قبله لا الأیهم و لا السید و لا العقاب، فدفع الأسقف کتاب رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم إلى شرحبیل فقرأه، فقال الأسقف: یا أبا مریم ما رأیک؟ فقال شرحبیل: قد علمت ما وعد اللّه إبراهیم فی ذریة إسماعیل من النبوة، فما یؤمن أن یکون هذا هو ذاک الرجل، لیس لی فی أمر النبوة رأی، و لو کان فی أمر من أمور الدنیا لأشرت علیک فیه برأیی و اجتهدت لک، فقال الأسقف: تنح فاجلس، فتنحى شرحبیل فجلس ناحیة، فبعث الأسقف إلى رجل من أهل نجران یقال له عبد اللّه بن شرحبیل، و هو من ذی أصبح من حمیر، فأقرأه الکتاب و سأله عن الرأی فیه فقال له مثل قول شرحبیل، فقال له الأسقف: تنح فاجلس، فتنحى عبد اللّه فجلس ناحیة، فبعث الأسقف إلى رجل من أهل نجران یقال له جبار بن فیض من بنی الحارث بن کعب أحد بنی الحماس، فأقرأه الکتاب، و سأله عن الرأی فیه، فقال له مثل قول شرحبیل و عبد اللّه، فأمره الأسقف، فتنحى فجلس ناحیة، فلما اجتمع الرأی منهم على تلک المقالة جمیعا، أمر الأسقف بالناقوس فضرب به، و رفعت النیران و المسوح فی الصوامع، و کذلک کانوا یفعلون إذا فزعوا بالنهار، و إذا کان فزعهم لیلا ضربوا بالناقوس و رفعت النیران فی الصوامع، فاجتمعوا حین ضرب بالناقوس و رفعت المسوح، أهل الوادی أعلاه و أسفله.

و طول الوادی مسیرة یوم للراکب السریع، و فیه ثلاث و سبعون قریة و عشرون و مائة ألف مقاتل، فقرأ علیهم کتاب رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم، و سألهم عن الرأی فیه، فاجتمع رأی أهل الرأی منهم على أن یبعثوا شرحبیل بن وداعة الهمدانی و عبد اللّه بن شرحبیل الأصبحی و جبار بن فیض الحارثی، فیأتونهم بخبر رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم.

تفسیر القرآن العظیم، ج‏2، ص: 46

فانطلق الوفد حتى إذا کانوا بالمدینة وضعوا ثیاب السفر عنهم، و لبسوا حللا لهم یجرونها من حبرة و خواتیم الذهب، ثم انطلقوا حتى أتوا رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم فسلموا علیه، فلم یرد علیهم، و تصدوا لکلامه نهارا طویلا، فلم یکلمهم و علیهم تلک الحلل و خواتیم الذهب، فانطلقوا یتبعون عثمان بن عفان و عبد الرحمن بن عوف، و کانا معرفة لهم، فوجدوهما فی ناس من المهاجرین و الأنصار فی مجلس، فقالوا: یا عثمان و یا عبد الرحمن، إن نبیکم کتب إلینا کتابا فأقبلنا مجیبین له، فأتیناه فسلمنا علیه فلم یرد سلامنا، و تصدینا لکلامه نهارا طویلا، فأعیانا أن یکلمنا، فما الرأی منکما، أ ترون أن نرجع؟ فقالا لعلی بن أبی طالب و هو فی القوم: ما ترى یا أبا الحسن فی هؤلاء القوم؟ فقال علی لعثمان و عبد الرحمن: أرى أن یضعوا حللهم هذه و خواتیمهم، و یلبسوا ثیاب سفرهم ثم یعودون إلیه، ففعلوا فسلموا علیه فرد سلامهم، ثم قال «و الذی بعثنی بالحق، لقد أتونی المرة الأولى و إن إبلیس لمعهم». ثم ساءلهم و ساءلوه، فلم تزل به و بهم المسألة حتى قالوا له: ما تقول فی عیسى، فإنا نرجع إلى قومنا و نحن نصارى، یسرنا إن کنت نبیا أن نسمع ما تقول فیه؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم «ما عندی فیه شی‏ء یومی هذا، فأقیموا حتى أخبرکم بما یقول لی ربی فی عیسى» فأصبح الغد و قد أنزل اللّه هذه الآیة إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ‏- إلى قوله- الْکاذِبِینَ‏ فأبوا أن یقروا بذلک.

فلما أصبح رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم الغد بعد ما أخبرهم الخبر، أقبل مشتملا على الحسن و الحسین فی خمیل له، و فاطمة تمشی عند ظهره للملاعنة، و له یومئذ عدة نسوة، فقال شرحبیل لصاحبیه: لقد علمتما أن الوادی إذا اجتمع أعلاه و أسفله لم یردوا و لم یصدروا إلا عن رأیی، و إنی و اللّه أرى أمرا ثقیلا، و اللّه لئن کان هذا الرجل ملکا مبعوثا فکنا أول العرب طعنا فی عینیه وردا علیه أمره، لا یذهب لنا من صدره و لا من صدور أصحابه حتى یصیبونا بجائحة، و إنا لأدنى العرب منهم جوارا، و لئن کان هذا الرجل نبیا مرسلا فلاعناه، لا یبقى منا على وجه الأرض شعر و لا ظفر إلا هلک، فقال له صاحباه: فلما الرأی یا أبا مریم؟ فقال: أرى أن أحکمه، فإنی أرى رجلا لا یحکم شططا أبدا، فقالا له: أنت و ذاک، قال: فلقی شرحبیل رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم، فقال له: إنی قد رأیت خیرا من ملاعنتک. فقال: و ما هو؟ فقال: حکمک الیوم إلى اللیل و لیلتک إلى الصباح، فمهما حکمت فینا فهو جائز، فقال رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم «لعل وراءک أحدا یثرب‏ «1» علیک»؟ فقال شرحبیل: سل صاحبی، فسألهما فقالا: ما یرد الوادی و لا یصدر إلا عن رأی شرحبیل. فرجع رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم فلم یلاعنهم حتى إذا کان من الغد أتوه، فکتب لهم هذا الکتاب «بسم اللّه الرحمن الرحیم هذا ما کتب النبی محمد رسول اللّه لنجران- إن کان علیهم حکمه- فی کل ثمرة و کل صفراء و بیضاء و سوداء و رقیق فاضل علیهم، و ترک ذلک کله لهم على ألفی حلة، فی کل رجب ألف حلة، و فی کل صفر ألف حلة» و ذکر تمام‏

تفسیر القرآن العظیم، ج‏2، ص: 47

الشروط و بقیة السیاق.

و الغرض أن وفودهم کان فی سنة تسع، لأن الزهری قال: کان أهل نجران أول من أدى الجزیة إلى رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم، و آیة الجزیة إنما أنزلت بعد الفتح، و هی قوله تعالى: قاتِلُوا الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لا بِالْیَوْمِ الْآخِرِ [التوبة: 29]، و قال أبو بکر بن مردویه: حدثنا سلیمان بن أحمد حدثنا أحمد بن داود المکی، حدثنا بشر بن مهران حدثنا محمد بن دینار، عن داود بن أبی هند، عن الشعبی، عن جابر، قال: قدم على النبی صلّى اللّه علیه و سلّم العاقب و الطیب، فدعاهما إلى الملاعنة فواعده على أن یلاعناه الغداة، قال: فغدا رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم، فأخذ بید علی و فاطمة و الحسن و الحسین، ثم أرسل إلیهما، فأبیا أن یجیبا و أقرا له بالخراج، قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم «و الذی بعثنی بالحق لو قالا: لا، لأمطر علیهم الوادی نارا» قال جابر، و فیهم نزلت‏ نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏ قال جابر أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏ رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم و علی بن أبی طالب و أَبْناءَنا الحسن و الحسین‏ وَ نِساءَنا فاطمة. و هکذا رواه الحاکم فی مستدرکه عن علی بن عیسى، عن أحمد بن محمد الأزهری، عن علی بن حجر، عن علی بن مسهر، عن داود بن أبی هند به بمعناه، ثم قال: صحیح على شرط مسلم، و لم یخرجاه هکذا قال و قد رواه أبو داود الطیالسی، عن شعبة، عن المغیرة عن الشعبی مرسلا، و هذا أصح، و قد روی عن ابن عباس و البراء نحو ذلک.

البرهان فى تفسیر القرآن، ج‏1، ص: 632

1722/ «6»- الشیخ المفید فی کتاب (الاختصاص) قال: حدثنی أبو بکر محمد بن إبراهیم العلاف الهمدانی بهمدان، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن شاذان البزاز «1»، قال: حدثنا أبو عبد الله الحسین بن محمد بن سعید البزاز- المعروف بابن المطبقی- و جعفر الدقاق، قالا: حدثنا أبو الحسن محمد بن الفیض بن فیاض الدمشقی بدمشق، قال: حدثنا إبراهیم بن عبد الله بن أخی عبد الرزاق، قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام الصنعانی، قال: حدثنا معمر بن راشد، قال: حدثنا محمد بن المنکدر، عن أبیه، عن جده، قال: لما قدم السید و العاقب أسقفا نجران فی سبعین راکبا و فدا على النبی (صلى الله علیه و آله) کنت معهم، فبینا کزز یسیر- و کزز صاحب نفقاتهم- إذ عثرت بغلته، فقال: تعس من تأتیه- یعنی النبی (صلى الله علیه و آله)- فقال له صاحبه، و هو العاقب: [بل تعست و انتکست‏]، فقال: و لم ذلک؟

قال: لأنک أتعست النبی الأمی أحمد.

قال: و ما علمک بذلک؟

قال: أما تقرأ من المفتاح‏ «2» الرابع من الوحی إلى المسیح: أن قل لبنی إسرائیل: ما أجهلکم، تتطیبون بالطیب لتطیبوا به فی الدنیا عند أهلها و أهلکم، و أجوافکم عندی کجیفة المیتة «3»؟! یا بنی إسرائیل، آمنوا برسولی النبی الأمی الذی یکون فی آخر الزمان، صاحب الوجه الأقمر، و الجمل و الأحمر، المشرب بالنور، ذی الجناب‏ «4» الحسن، و الثیاب الخشن، سید الماضین عندی و أکرم الباقین علی، المستن بسنتی، و الصائر فی دار جنتی، و المجاهد بیده المشرکین من أجلی، فبشر به بنی إسرائیل، و مر بنی إسرائیل أن یعزروه، و أن ینصروه.

قال عیسى (صلى الله علیه و آله): قدوس قدوس، من هذا العبد الصالح الذی قد أحبه قلبی و لم تره عینی؟

قال: هو منک و أنت منه، و هو صهرک على أمک، قلیل الأولاد کثیر الأزواج، یسکن مکة من موضع أساس وطئ‏ «5» إبراهیم، نسله من مبارکة، و هی ضرة أمک فی الجنة، له شأن من الشأن، تنام عیناه و لا ینام قلبه، یأکل‏

البرهان فى تفسیر القرآن، ج‏1، ص: 633

الهدیة و لا یقبل الصدقة، له حوض من شفیر زمزم إلى مغیب الشمس، یدفق فیه میزابان‏ «1» من الرحیق و التسنیم؛ فیه أکاویب عدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لم یظمأ بعدها أبدا، و ذلک بتفضیلی إیاه على سائر المرسلین‏ «2»، یوافق قوله فعله، و سریرته علانیته، فطوبى له و طوبى لامته الذین على ملته یحیون، و على سنته یموتون، و مع أهل بیته یمیلون، آمنین مؤمنین، مطمئنین مبارکین، یظهر فی زمن قحط و جدب، فیدعونی فترخی السماء عزالیها «3» حتى یرى أثر برکاتها فی أکنافها، و أبارک فیما یضع فیه یده.

قال: إلهی سمه؟ قال: نعم، هو أحمد، و هو محمد، رسولی إلى الخلق کافة، و أقربهم منی منزلة، و أخصصهم‏ «4» عندی شفاعة، لا یأمر إلا بما أحب و ینهى لما أکره.

قال له صاحبه: فأنى تقدم بنا «5» على من هذه صفته؟ قال: نشهد أحواله و ننظر آیاته‏ «6»، فإن یکن هو ساعدناه بالمسألة، و نکفه بأموالنا عن أهل دیننا من حیث لا یشعر بنا، و إن یک کاذبا کفیناه بکذبه على الله عز و جل.

قال: و لم- إذا رأیت العلامة- لا تتبعه؟ قال: أما رأیت ما فعل بنا هؤلاء القوم؟ أکرمونا و مولونا، و نصبوا لنا الکنائس و أعلوا فیها ذکرنا، فکیف تطیب النفس بالدخول فی دین یستوی فیه الشریف و الوضیع؟

فلما قدموا المدینة، قال من رآهم من أصحاب رسول الله (صلى الله علیه و آله): ما رأینا و فدا من وفود العرب کانوا أجمل منهم، لهم شعور و علیهم ثیاب الحبر، و کان رسول الله (صلى الله علیه و آله) متناء عن المسجد، و حضرت صلاتهم، فقاموا فصلوا فی مسجد رسول الله (صلى الله علیه و آله) تلقاء المشرق، فهم بهم رجال من أصحاب رسول الله (صلى الله علیه و آله) تمنعهم، فأقبل رسول الله (صلى الله علیه و آله)، فقال: «دعوهم» فلما قضوا صلاتهم جلسوا إلیه و ناظروه، فقالوا: یا أبا القاسم، حاجنا فی عیسى؟ قال: «هو عبد الله، و رسوله، و کلمته ألقاها إلى مریم، و روح منه».

فقال أحدهم: بل هو ولده و ثانی اثنین. و قال آخر: بل هو ثالث ثلاثة، أب و ابن و روح القدس، و قد سمعناه فی قرآن نزل علیک یقول: فعلنا و جعلنا و خلقنا، و لو کان واحدا لقال: خلقت و جعلت و فعلت. فتغشى النبی (صلى الله علیه و آله) الوحی فنزل علیه صدر سورة آل عمران إلى قوله رأس الستین منها: فَمَنْ حَاجَّکَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏ إلى آخر الآیة.

فقص علیهم رسول الله (صلى الله علیه و آله) [القصة و تلا] القرآن، فقال بعضهم لبعض: قد- و الله- أتاکم بالفصل من خبر صاحبکم. فقال لهم رسول الله (صلى الله علیه و آله): «إن الله عز و جل قد أمرنی بمباهلتکم».

البرهان فى تفسیر القرآن، ج‏1، ص: 634

فقالوا: إذا کان غدا باهلناک، فقال القوم بعضهم لبعض: حتى ننظر بما یباهلنا غدا بکثرة أتباعه من أوباش الناس، أم بالقلة «1» من أهل الصفوة و الطهارة، فإنهم وشیج‏ «2» الأنبیاء، و موضع نهلهم.

فلما کان من الغد غدا النبی (صلى الله علیه و آله) بیمینه علی، و بیساره الحسن و الحسین، و من ورائهم فاطمة (صلى الله علیهم)، علیهم النمار النجرانیة «3»، و على کتف رسول الله (صلى الله علیه و آله) کساء قطوانی‏ «4» رقیق خشن لیس بکثیف و لا لین، فأمر بشجرتین فکسح ما بینهما، و نشر الکساء علیهما، و أدخلهم تحت الکساء، و أدخل منکبه الأیسر معهم تحت الکساء معتمدا على قوسه النبع، و رفع یده الیمنى إلى السماء للمباهلة، و أشرف‏ «5» الناس ینظرون و اصفر لون السید و العاقب و زلزلا «6» حتى کادا أن تطیش عقولهما.

فقال أحدهما لصاحبه: أ نباهله؟ قال: أو ما علمت أنه ما باهل قوم قط نبیا فنشأ صغیرهم أو بقی کبیرهم؟

و لکن أره أنک غیر مکترث، و أعطه من المال و السلاح ما أراد، فإن الرجل محارب، و قل له: أ بهؤلاء تباهلنا؟ لئلا یرى أنه قد تقدمت معرفتنا بفضله و فضل أهل بیته.

فلما رفع النبی (صلى الله علیه و آله) یده إلى السماء للمباهلة، قال أحدهما لصاحبه: و أی رهبانیة؟ دارک الرجل، فإنه إن فاه ببهلة لم نرجع إلى أهل و لا مال. فقالا: یا أبا القاسم، أ فبهؤلاء تباهلنا؟ قال: «نعم، هؤلاء أوجه من على وجه الأرض بعدی إلى الله عز و جل وجیهة، و أقربهم إلیه وسیلة».

قال: فبصبصا- یعنی ارتعدا و کرا- و قالا له: یا أبا القاسم، نعطیک ألف سیف، و ألف درع، و ألف حجفة «7» و ألف دینار کل عام، على أن الدرع و السیف و الحجفة عندک إعارة حتى یأتی من ورائنا من قومنا فنعلمهم بالذی رأینا و شاهدنا، فیکون الأمر على ملأ منهم، فإما الإسلام، و إما الجزیة، و إما المقاطعة فی کل عام.

فقال النبی (صلى الله علیه و آله): «قد قبلت ذلک منکما، أما و الذی بعثنی بالکرامة، لو باهلتمونی بمن تحت الکساء لأضرم الله عز و جل علیکم الوادی نارا تأجج تأججا، حتى یساقها إلى من ورائکم فی أسرع من طرفة عین فأحرقتهم تأججا».

فهبط علیه جبرئیل الروح الأمین (علیه السلام)، فقال: یا محمد، إن الله یقرئک السلام، و یقول لک: و عزتی و جلالی و ارتفاع مکانی لو باهلت بمن تحت الکساء أهل السماوات و أهل الأرض لتساقطت السماء کسفا متهافتة،

البرهان فى تفسیر القرآن، ج‏1، ص: 635

و لتقطعت الأرضون زبرا سابحة «1»، فلم یستقر علیها بعد ذلک، فرفع النبی (صلى الله علیه و آله) یدیه حتى رؤی بیاض إبطیه. ثم قال: «و على من ظلمکم حقکم، و بخسنی‏ «2» الأجر الذی افترضه الله فیکم علیهم، بهلة الله تتابع إلى یوم القیامة».

 

البرهان فى تفسیر القرآن، ج‏1، ص: 638

1732/ «16»- و رواه الثعلبی فی تفسیر هذه الآیة، عن مقاتل و الکلبی، قال: لما قرأ رسول الله (صلى الله علیه و آله) هذه الآیة على وفد نجران و دعاهم إلى المباهلة، فقالوا: نرجع و ننظر فی أمرنا و نأتیک غدا. فخلا بعضهم إلى بعض، فقالوا للعاقب و کان دیانهم و ذا رأیهم: یا عبد المسیح، ما ترى؟

فقال: و الله لقد عرفتم- یا معاشر النصارى- أن محمدا نبی مرسل، و لقد جاءکم بالفضل من أمر صاحبکم، و الله ما لاعن قوم قط نبیا فعاش کبیرهم، و لا نبت صغیرهم، و لئن فعلتم ذلک لتهلکن، و إن أبیتم إلا دینکم و الإقامة على ما أنتم علیه من القول فی صاحبکم، فوادعوا الرجل و انصرفوا إلى بلادکم.

فأتوا رسول الله (صلى الله علیه و آله) و قد غدا محتضنا للحسن و آخذا بید الحسین و فاطمة تمشی خلفه و علی یمشی خلفها، و هو یقول لهم: «إذا أنا دعوت فأمنوا» فقال اسقف نجران: یا معاشر النصارى، إنی لأرى وجوها لو أقسموا على الله أن یزیل جبلا لأزاله، فلا تباهلوا فتهلکوا، و لا یبقى على وجه الأرض نصرانی إلى یوم القیامة.

فقالوا: یا أبا القاسم، لقد رأینا أننا لا نباهلک، و أن نترکک على دینک و نثبت على دیننا.

فقال رسول الله (صلى الله علیه و آله): «فإن أبیتم المباهلة فأسلموا، یکن لکم ما للمسلمین و علیکم ما علیهم». فأبوا، فقال: «إنی أنابذکم للحرب» فقالوا: ما لنا بحرب العرب طاقة، و لکن نصالحک على أن لا تغزونا، و لا تخیفنا، و لا تردنا عن دیننا، على أن نؤدی إلیک فی کل عام ألفی حلة: ألفا فی صفر، و ألفا فی رجب. فصالحهم النبی (صلى الله علیه و آله) على ذلک.

و رواه أیضا أبو بکر بن مردویه بأکمل من هذه الألفاظ و هذه المعانی، عن ابن عباس و الحسن و الشعبی و السدی.

و فی روایة الثعلبی زیادة، و هی: قال: «و الذی نفسی بیده إن العذاب قد تدلى على أهل نجران، و لو لاعنوا لمسخوا قردة و خنازیر، و لاضطرم الوادی علیهم نارا، و لاستأصل الله نجران و أهله حتى الطیر على رؤوس الشجر، و ما حال الحول على النصارى حتى هلکوا». فأنزل الله تعالى: إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَ ما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ‏ «1» الآیة.

1733/ «17»- و رواه الشافعی ابن المغازلی فی کتاب (المناقب) عن الشعبی، عن جابر بن عبد الله، قال: قدم أهل نجران على رسول الله (صلى الله علیه و آله)، العاقب و السید «2»، فدعاهما إلى الإسلام، فقالا: أسلمنا- یا محمد- قبلک. قال: «کذبتما، إن شئتما أخبرتکما بما یمنعکما من الإسلام؟». قالا: هات‏ «3».

قال: «حب الصلیب، و شرب الخمر، و أکل الخنزیر» فدعاهما إلى الملاعنة، فوعداه أن یغادیاه بالغداة،

البرهان فى تفسیر القرآن، ج‏1، ص: 639

فغدا رسول الله (صلى الله علیه و آله) فأخذ بید علی و فاطمة و الحسن و الحسین (علیهم السلام)، ثم أرسل إلیهما، فأبیا أن یجیباه، فأقر الخراج علیهما «1»، فقال النبی (صلى الله علیه و آله): «و الذی بعثنی بالحق نبیا لو فعلا لأمطر الله علیهما الوادی نارا».

قال جابر: نزلت فیهم هذه الآیة فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏.

قال الشعبی: أَبْناءَنا الحسن و الحسین‏ وَ نِساءَنا فاطمة وَ أَنْفُسَنا علی بن أبی طالب (صلوات الله علیهم).

 

التبیان فى تفسیر القرآن    ج‏2    485    

قوله تعالى: [سورة آل‏عمران (3): آیة 61]

فَمَنْ حَاجَّکَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْکاذِبِینَ (61)

آیة بلا خلاف.

المعنى:

الهاء فی قوله: «فیه» یحتمل أن تکون عائدة إلى أحد أمرین:

أحدهما- إلى عیسى فی قوله: «إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ» فی قول قتادة.

الثانی- أن تکون عائدة على الحق فی قوله‏ «الْحَقُّ مِنْ رَبِّکَ». و الذین دعاهم النبی (ص) فی المباهلة نصارى نجران، و لما نزلت الآیة أخذ النبی (ص) بید علی و فاطمة و الحسن و الحسین علیهم السلام، ثم دعا النصارى إلى المباهلة، فاحجموا عنها، و أقروا بالذلة و الجزیة. و یقال: إن بعضهم قال لبعض إن باهلتموه اضطرم الوادی ناراً علیکم و لم یبق نصرانی و لا نصرانیة إلى یوم القیامة.

و روی أن النبی (ص) قال لأصحابه: مثل ذلک. و لا خلاف بین أهل العلم أنهم لم یجیبوا إلى المباهلة.

 

مجمع البیان فى تفسیر القرآن    ج‏2    762    

النزول‏

قیل نزلت الآیات فی وفد نجران العاقب و السید و من معهما قالوا لرسول الله هل رأیت ولدا من غیر ذکر فنزل‏ «إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ» الآیات فقرأها علیهم عن ابن عباس و قتادة و الحسن فلما دعاهم رسول الله إلى المباهلة استنظروه إلى صبیحة عد من یومهم ذلک فلما رجعوا إلى رجالهم قال لهم الأسقف انظروا محمدا فی غد فإن غدا بولده و أهله فاحذروا مباهلته و إن غدا بأصحابه فباهلوه فإنه على غیر شی‏ء فلما کان الغد جاء النبی ص آخذا بید علی بن أبی طالب (ع) و الحسن (ع) و الحسین (ع) بین یدیه یمشیان و فاطمة (ع) تمشی خلفه و خرج النصارى یقدمهم أسقفهم فلما رأى النبی ص قد أقبل بمن معه سأل عنهم فقیل له هذا ابن عمه و زوج ابنته و أحب الخلق إلیه و هذان ابنا بنته من علی (ع) و هذه الجاریة بنته فاطمة أعز الناس علیه و أقربهم إلى قلبه و تقدم رسول الله ص فجشا على رکبتیه قال أبو حارثة الأسقف جثا و الله کما جثا الأنبیاء للمباهلة فکع و لم یقدم على المباهلة فقال السید ادن یا أبا حارثة للمباهلة فقال لا إنی لأرى رجلا جریئا على المباهلة و أنا أخاف أن یکون صادقا و لئن کان صادقا لم یحل و الله علینا الحول و فی الدنیا نصرانی یطعم الماء فقال الأسقف یا أبا القاسم إنا لا نباهلک و لکن نصالحک فصالحنا على ما ینهض به فصالحهم رسول الله ص على ألفی حلة من حلل الأواقی قیمة کل حلة أربعون درهما فما زاد أو نقص فعلى حساب ذلک و على عاریة ثلاثین درعا و ثلاثین رمحا و ثلاثین فرسا إن کان بالیمن کید و رسول الله ضامن حتى یؤدیها و کتب لهم بذلک کتابا و روی أن الأسقف قال لهم إنی لأرى وجوها لو سألوا الله أن یزیل جبلا من مکانه لأزاله فلا تبتهلوا فتهلکوا و لا یبقى على وجه الأرض نصرانی إلى یوم القیامة و

قال النبی‏ و الذی نفسی بیده لو لا عنونی لمسخوا قردة و خنازیر و لاضطرم الوادی علیهم نارا و لما حال الحول‏

مجمع البیان فى تفسیر القرآن، ج‏2، ص: 763

على النصارى حتى یهلکوا کلهم‏

قالوا فلما رجع وفد نجران لم یلبث السید و العاقب إلا یسیرا حتى رجعا إلى النبی و أهدى العاقب له حلة و عصا و قدحا و نعلین و أسلما.

مخفی نمودن این قصه از طرف برخی از اهل سنت

ولمّا کانت قضیّة المباهلة، ونزول الآیة المبارکة فی أهل البیت دون غیرهم، من أسمى‏ مناقب أمیر المؤمنین علیه السلام الدالّة على إمامته بعد رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وآله وسلّم، فقد حاول بعض المتکلّمین من مدرسة الخلفاء الإجابة عن ذلک، کما سنرى بالتفصیل.

لکنْ هناک محاولات بالنسبة إلى أصل الخبر ومتنه، الأمر الذی یدلّ على إذعان القوم بدلالة الحدیث على مذهب الإمامیّة، وبخوعهم بعدم الجدوى‏ فیما یحاولونه من المناقشة فیها...

وتلک المحاولات هی:

1- الإخفاء والتعتیم على أصل الخبر

فمن القوم من لا یذکر الخبر من أصله!! مع ما فیه من الأدلّة على النبوّة وظهور الدین الإسلامی على سائر الأدیان... أذکر منهم ابن هشام «1» وتبعه ابن سیّد الناس «2»، والذهبی «3» وهذه عبارة الثانی فی ذکر الوفود،

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 253

وهی ملخّص عبارة الأوّل:

 «ثمّ بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم خالد بن الولید فی شهر ربیع الآخر أو جُمادى الأوُلى سنة عشر، إلى بنی الحارث بن کعب بنجران، وأمره أنْ یدعوهم إلى الإسلام قبل أنْ یقاتلهم، ثلاثاً، فإنّ استجابوا فاقبل منهم وإنْ لم یفعلوا فقاتلهم.

فخرج خالد حتّى قدم علیهم، فبعث الرکبان یضربون فی کلّ وجه ویدعون إلى الإسلام، ویقولون: أیّها الناس أسلموا تسلموا، فأسلم الناس ودخلوا فی ما دعوا إلیه، فأقام فیهم خالد یعلمهم الإسلام، وکتب إلى رسول‏صلّى اللَّه علیه وسلّم بذلک.

فکتب له رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم أن یُقْبِل ویُقْبِل معه وفدهم، فأقبل وأقبل معه وفدهم، منهم قیس بن الحصین ذی الغصة... وأمّر علیهم قیس بن الحصین.

فرجعوا إلى قومهم فی بقیّة من شوّال أو فی ذی القعدة، فلم یمکثوا إلّا أربعة أشهر، حتّى توفّی رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم».

2- الإخفاء والتعتیم على حدیث المباهلة

وهذا ما حاوله آخرون، منهم:

* البخاری- تحت عنوان: قصة أهل نجران، من کتاب المغازی-:

 «حدّثنی عبّاس بن الحسین، حدّثنا یحیى بن آدم، عن إسرائیل، عن أبی إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذیفة، قال: جاء العاقب والسیّد- صاحبا نجران- إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم، یریدان أن یلاعناه.

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 254

قال: فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل، فواللَّه لئن کان نبیّاً فلاعنّا لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا. قالا: إنّا نعطیک ما سألتنا وابعث معنا رجلًا أمینا ولا تبعث معنا إلّاأمیناً، فقال: لأبعثنّ معکم رجلًا أمیناً حقّ أمین.

فاستشرف له أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم، فقال: قُم یا أبا عبیدة بن الجرّاح، فلمّا قام، قال رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم: هذا أمین هذه الأُمّة.

حدّثنا محمّد بن بشّار، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، قال:

سمعت أبا إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذیفة رضی اللَّه عنه قال: جاء أهل نجران إلى النبی صلّى اللَّه علیه وسلّم فقالوا: ابعث لنا رجلًا أمیناً. فقال: لأبعثنّ إلیکم رجلًا أمیناً حقَّ أمینٍ، فاستشرف له الناس، فبعث أبا عبیدة بن الجراح» «1».

أقول:

قد تقدّم حدیث حذیفة بن الیمان، رواه القاضی الحسکانی بنفس السند... لکنّ البخاری لم یذکر سبب الملاعنة! ولا نزول الآیة المبارکة! ولا خروج النبی صلّى اللَّه علیه وآله وسلّم بعلی وفاطمة والحسنین علیهم السلام!

ولا یخفى التحریف فی روایته، وعبارته مشوّشة جدّاً، یقول: «جاء... یریدان أن یلاعناه فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل» فقد جاءا «یریدان أن یلاعناه» فلا بُدّ وأن حَدَثَ شی‏ء؟ «فقال أحدهما لصاحبه...»

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 255

فما الذی حَدَث؟!!

لقد أشار الحافظ ابن حجر فی شرحه إلى نزول الآیة وخروج النبیّ للملاعنة بأهل البیت علیهم السلام، لکنّها إشارة مقتضبة جدّاً!!

ثمّ قال: «قالا: إنّا نعطیک ما سألتنا» والنبیّ صلّى اللَّه علیه وآله وسلّم لم یسأل شیئاً، وإنّما دعاهما إلى الإسلام وما جاء به القرآن، فأبَیا، فآذنهم بالحرب، فطلبا منه الصلح وإعطاء الجزیة، فکتب لهما بذلک وکان الکاتب علی علیه السلام.

ثمّ إنّ البخاری- بعد أن حذف حدیث المباهلة إخفاءً لفضل أهل الکساء- وضع فضیلة لأبی عبیدة، بأنهما قالا للنبیّ صلّى اللَّه علیه وآله وسلّم: «ابعث معنا رجلًا أمیناً» فبعث معهم أبا عبیدة بن الجرّاح...

لکنْ فی غیر واحدٍ من الکتب أنّ النبیّ صلّى اللَّه علیه وآله وسلّم أرسل إلیهم علیّاً علیه السلام، وهذا ما نبّه علیه الحافظ وحاول رفع التعارض، فقال: «وقد ذکر ابن إسحاق أنّ النبیّ بعث علیّاً إلى أهل نجران لیأتیه بصدقاتهم وجزیتهم، وهذه القصّة غیر قصّة أبی عبیدة، لأنّ أبا عبیدة توجّه معهم فقبض مال الصلح ورجع، وعلی أرسله النبی بعد ذلک یقبض منهم ما استحق علیهم من الجزیة ویأخذ ممن أسلم منهم ما وجب علیه من الصدقة. واللَّه أعلم» «1».

قلت:

ولم أجد فی روایات القصة إلّا أنّهما «أقرّا بالجزیة» التزما بدفع ما

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 256

تضمّنه الکتاب الذی کتبه صلّى اللَّه علیه وآله وسلّم لهم، ومن ذلک: ألفا حُلّة «فی کلّ رجبٍ ألف، وفی کلّ صفرٍ ألف» وهذه هی الجزیة، وعلیها جرى أبو بکر وعمر، حتّى جاء عثمان فوضع عنهم بعض ذلک! وکان ممّا کتب: «إنّی قد وضعت عنهم من جزیتهم مائتی حُلّة لوجه اللَّه!» «1».

ثمّ إنّ رجوعهما إلى قومهما کان فی بقیّة من شوّال أو ذی القعدة «2» فأین رجب؟! وأین صفر؟!

فما ذکره الحافظ رفعاً للتعارض ساقط.

ولعلّه من هنا لم تأتِ هذه الجملة فی روایة مسلم، فقد روى الخبر عن أبی إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذیفة، قال: «جاء أهل نجران إلى رسول‏صلّى اللَّه علیه وسلّم فقالوا: یا رسول اللَّه! ابعث إلینا رجلًا أمیناً، فقال: لأبعثنّ إلیکم رجلًا أمیناً...» «3».

ثمّ إنّه قد تعدّدت أحادیث القوم فی «أمانة أبی عبیدة» حتّى أنّهم رووا بلفظ «أمین هذه الأُمّة أبو عبیدة»، وقد تکلّمنا على هذه الأحادیث من الناحیتین- السند والدلالة- فی موضعه من کتابنا بالتفصیل «4».

* ابن سعد، فإنّه ذکر تحت عنوان «وفد نجران»: «کتب رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم إلى أهل نجران، فخرج إلیه وفدهم، أربعة عشر رجلًا من أشرافهم نصارى، فیهم العاقب وهو عبدالمسیح... ودعاهم إلى الإسلام، فأبوا، وکثر الکلام والحجاج بینهم، وتلا علیهم القرآن، وقال

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 257

رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم: إنْ أنکّرتم ما أقول لکم فهلُمّ أُباهلکم، فانصرفوا على ذلک.

فغدا عبدالمسیح ورجلان من ذوی رأیهم على رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم، فقال: قد بدا لنا أنْ لا نباهلک، فاحکم علینا بما أحببت نعطک ونصالحک، فصالحهم على...

وأشهد على ذلک شهوداً، منهم: أبو سفیان بن حرب، والأقرع بن حابس، والمغیرة بن شعبة.

فرجعوا إلى بلادهم، فلم یلبث السیّد والعاقب إلا یسیراً حتّى رجعا إلى النبی صلّى اللَّه علیه وسلّم، فأسلما، وأنزلهما دار أبی أیّوب الأنصاری.

وأقام أهل نجران على ما کتب لهم به النبیّ صلّى اللَّه علیه وسلّم حتى قبضه اللَّه...»»

.

* وقال الطبری- فی ذکر الوفود فی السنة العاشرة-: «وفیها قدم وفد العاقب والسیّد من نجران، فکتب لهما رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم کتاب الصلح» «2».

ثمّ قال فی خروج الأمراء والعمّال على الصدقات: «وبعث علیّ بن أبی طالب إلى نجران لیجمع صدقاتهم ویقدم علیه بجزیتهم» «3».

* وقال ابن الجوزی: «وفی سنة عشر من الهجرة أیضاً قدم العاقب والسیّد من نجران، وکتب لهم رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم کتاب

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 258

صلح» «1».

* وقال ابن خلدون: «وفیها قدم وفد نجران النصارى، فی سبعین راکباً، یقدمهم أمیرهم العاقب عبدالمسیح من کندة، وأُسقفهم أبو حارثة بن بکر بن وائل والسیّد الأیهم، وجادلوا عن دینهم، فنزل صدر سورة آل عمران، وآیة المباهلة، فأبَوا منها، وفرقوا وسألوا الصلح، وکتب لهم به على ألف حُلّة فی صفر وألف فی رجب، وعلى دروع ورماح وخیل وحمل ثلاثین من کلّ صنف، وطلبوا أن یبعث معهم والیاً یحکم بینهم، فبعث معهم أبا عبیدة بن الجرّاح، ثمّ جاء العاقب والسیّد وأسلما» «2».

3- الإخفاء والتعتیم على اسم علیّ!!

وحاول آخرون منهم أن یکتموا اسم علیّ علیه السلام.

* فحذفوا اسمه من الحدیث، کما فی الروایة عن جدّ سلمة بن عبدیشوع المتقدّمة.

* بل تصرّف بعضهم فی حدیث مسلم، وأسقط منه اسم «علی»، کما سیأتی عن (البحر المحیط)!!

* والبلاذری عنون فی کتابه «صلح نجران» وذکر القصة، فقال:

 «فأنزل اللَّه تعالى: «ذلک لنتلوه علیک من الآیات والذکر الحکیم* إنّ مثل عیسى عند اللَّه کمثل آدم خلقه من تراب ثمّ قال له کن فیکون- إلى قوله:- الکاذبین» فقرأها رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 259

علیهما، ثم دعاهما إلى المباهلة، وأخذ بید فاطمة والحسن والحسین، فقال أحدهما لصاحبه، اصعد الجبل ولا تباهله، فإنّک إنْ باهلته بؤت باللعنة. قال: فما ترى؟ قال: أرى أنْ نعطیه الخراج ولا نباهله...» «1».

* وابن القیّم اقتصر على روایة جدّ سلمة، ولم یورد اللفظ الموجود عند مسلم وغیره، قال: «وروینا عن أبی عبداللَّه الحاکم، عن الأصم، عن أحمد بن عبد الجبار، عن یونس بن بکیر، عن سلمة بن عبدیشوع، عن أبیه، عن جده، قال یونس- وکان نصرانیّاً فأسلم-: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم کتب إلى أهل نجران...» فحکى القصّة إلى أن قال:

 «فلمّا أصبح رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم الغد بعد ما أخبرهم الخبر، أقبل مشتملًا على الحسن والحسین رضی اللَّه عنهما فی خمیل له وفاطمة رضی اللَّه عنها تمشی عند ظهره، للمباهلة، وله یومئذٍ عدّة نسوة...» «2».

* وکذا فعل ابن کثیر فی تاریخه... «3».

* واختلف النقل عن الشعبی على أشکال:

أحدها: روایته عن جابر بن عبد اللَّه، وفیها نزول الآیة فی علیٍّ وفاطمة والحسنین.

والثانی: روایته الخبر مع حذف اسم علیٍّ!! رواه عنه جماعة، وعنهم السّیوطی، وقد تقدّم.

وجاء عند الطبری بعد الخبر عن ابن حمید، عن جریر، عن مغیرة،

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 260

عن الشعبی، ولیس فیه ذکر علیٍّ: «حدّثنا ابن حمید، قال: ثنا جریر، قال:

فقلت للمغیرة: إنّ الناس یروون فی حدیث أهل نجران أنّ علیّاً کان معهم!

فقال: أمّا الشعبی فلم یذکره، فلا أدری لسوء رأی بنی أمیّة فی علیّ، أو لم یکن فی الحدیث» «1».

والثالث: روایته الخبر مع حذف اسم علیٍّ! وإضافة «وناس من أصحابه»!! وهو ما نذکره:

4- التحریف بحذف اسم علیّ وزیادة «وناس من أصحابه»

وهذا الخبر لم أجده إلّاعند ابن شبّة، عن الشعبی، حیث قال:

 «حدّثنا أبو الولید أحمد بن عبد الرحمن القرشی، قال: حدّثنا الولید بن مسلم، قال: حدّثنا إبراهیم بن محمّد الفزاری، عن عطاء بن السائب، عن الشعبی، قال: قدم وفد نجران، فقالوا لرسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم: أخبرنا عن عیسى... قال: فأصبح رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم وغداً حسن وحسین وفاطمة وناس من أصحابه، وغدوا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم فقالوا: ما للملاعنة جئناک، ولکن جئناک لتفرض علینا شیئاً نؤدیه إلیک...» «2».

فإذا کان المراد من «وغداً حسن..» أنّهم خرجوا مع رسول اللَّه لیباهل بهم، فقد أخرج صلّى اللَّه علیه وآله وسلّم مع أهل بیته «ناسا من الصحابة»!!

وإذا کان قد خرج مع النبی «ناسٌ من أصحابه» فلماذا لم یجعل

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 261

الراوی علیّاً منهم فی الأقلّ!!

لکنّ الشعبی- إن کانت هذه التحریفات منه لا من الرواة عنه- معروف بنزعته الامویة، ولعلّ فی أحد الروایات التی نقلناها سابقاً عن تفسیر الطبری إشارة إلى ذلک... وقد کان الشعبی أمین آل مروان، وقاضی الکوفة فی زمانهم، وکان ندیماً لعبد الملک بن مروان، مقرّباً إلیه، وکلّ ذلک وغیره مذکور بترجمته فی الکتب، فلتراجع.

5- التحریف بزیادة «عائشة وحفصة»

وهذا اللفظ وجدته عند الحلبی، قال: «وفی لفظٍ: أنّهم وادعوه على الغد، فلمّا أصبح صلّى اللَّه علیه وسلّم أقبل ومعه حسن وحسین وفاطمة وعلیّ رضی اللَّه عنهم وقال: اللّهمّ هؤلاء أهلی...

وعن عمر رضی اللَّه عنه، أنّه قال للنبی صلّى اللَّه علیه وسلّم: لو لاعنتهم یا رسول اللَّه بید من کنت تأخذ؟ قال صلّى اللَّه علیه وسلّم: آخذ بید علی وفاطمة والحسن والحسین وعائشة وحفصة.

وهذا- أی زیادة عائشة وحفصة- دل علیه قوله تعالى: «ونساءنا ونساءکم» وصالحوه...» «1».

6- التحریف بحذف «فاطمة» وزیادة: «أبی بکر وولده وعمر و ولده وعثمان وولده»

وهذا لم أجده إلّاعند ابن عساکر، وبترجمة عثمان بالذات!! من

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 262

تاریخه، قال:

 «أخبرنا أبو عبداللَّه محمّد بن إبراهیم، أنبأ أبو الفضل ابن الکریدی، أنبأنا أبو الحسن العتیقی، أنا أبو الحسن الدارقطنی، نا أبو الحسین أحمد بن قاج، نا محمّد بن جریر الطبری- إملاء علینا- نا سعید بن عنبسة الرازی، نا الهیثم بن عدی، قال: سمعت جعفر بن محمّد، عن أبیه فی هذه الآیة «تعالوا ندع أبناءنا وأبناءکم ونساءنا ونساءکم وأنفسنا وأنفسکم». قال: فجاء بأبی بکر وولده، وبعمر وولده، وبعثمان وولده، وبعلی وولده» «1».

ورواه عنه: السیوطی «2» والشوکانی «3» والآلوسی «4» والمراغی «5» ساکتین عنه!! نعم قال الآلوسی: «وهذا خلاف ما رواه الجمهور».

أقول:

کانت تلک محاولات القوم فی قبال حدیث المباهلة، وتلاعباتهم فی لفظه... بغضّ النظر عن تعابیر بعضهم عن الحدیث ب «قیل» و «روی» ونحو ذلک ممّا یقصد منه الاستهانة به عادةً.

هذا، والألیق بنا ترک التکلّم على هذه التحریفات- زیادةً ونقیصةً- لوضوح کونها من أیدٍ أُمویّة، تحاول کتم المناقب العلویّة، لعلمهم بدلالتها على مزایا تقتضی الأفضلیّة، کما حاولت فی (حدیث الغدیر) و (حدیث

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 263

المنزلة) ونحوهما.

وفی (حدیث المباهلة) أرادوا کتم هذه المزیّة، ولو بترک ذِکر أصل القضیّة! أو بحذف اسم علیّ أو فاطمة الزکیّة،...

ولولا دلالة الحدیث على الأفضلیّة- کما سیأتی- لَما زاد بعضهم «عائشة وحفصة» إلى جنب فاطمة!!

بل أراد بعضهم إخراج الحدیث عن الدلالة بانحصار هذه المزیّة فی أهل البیت علیهم السلام، فوضع على لسان أحدهم- وهو الإمام الباقر، یرویه عنه الإمام الصادق- ما یدلّ على کون المشایخ الثلاثة فی مرتبة علیٍّ!! وأنّ وُلْدهم فی مرتبة وُلده!!

وضعوه على لسان الأئمّة من أهل البیت علیهم السلام لیروج على البسطاء من الناس!!

وکم فعلوا من هذا القبیل على لسان أئمّة أهل البیت علیهم السلام وأوّلًادهم، فی الأبواب المختلفة من التفسیر والفقه والفضائل «1»!

إنّ ما رواه ابن عساکر لم یخرجه أحدٌ من أرباب الصحاح والمسانید والمعاجم، ولا یُقاوم- بحسب قواعد القوم- ما أخرجه أحمد ومسلم والترمذی وغیرهم، ونص الحاکم على تواتره، وغیره على ثبوته.

بل إنّ هذا الحدیث لم یعبأ به حتى مثل ابن تیمیة المتشبث بکلّ حشیش!

إن هذا الحدیث کذبٌ محضٌ، باطلٌ سنداً ومتناً... ولنتکلّم على اثنین من رجاله:

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 264

                        1- سعید بن عنبسة الرازی‏

لیس من رجال الصحاح والسنن ونحوها، وهو کذّاب، ذکره ابن أبی حاتم فقال: «سعید بن عنبسة، أبو عثمان الخزّاز الرازی... سمع منه أبی ولم یحدّث عنه، وقال: فیه نظر.

حدّثنا عبدالرحمن، قال: سمعت علی بن الحسین، قال: سمعت یحیى بن معین- وسُئل عن سعید بن عنبسة الرازی- فقال: لا أعرفه.

فقیل: إنّه حدّث عن أبی عبیدة الحدّاد حدیث والان، فقال: هذا کذّاب.

حدّثنا عبدالرحمن، قال: سمعت علیّ بن الحسین یقول: سعید بن عنبسة کذّاب.

سمعت أبی یقول: کان لا یصدق» «1».

                        2- الهیثم بن عدی‏

وقد اتّفقوا على أنّه کذّاب.

قال ابن أبی حاتم: «سُئل یحیى بن معین عن الهیثم بن عدیّ، فقال:

کوفی ولیس بثقة، کذاب.

سألت أبی عنه، فقال: متروک الحدیث» «2».

وأورده ابن حجر الحافظ فی (لسانه) فذکر الکلمات فیه:

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 265

البخاری: لیس بثقة، کان یکذب.

یحیى بن معین: لیس بثقة، کان یکذب.

أبو داود: کذّاب.

النسائی وغیره: متروک الحدیث.

ابن المدینی: لا أرضاه فی شئ.

أبو زرعة: لیس بشئ.

العجلی: کذّاب.

الساجی: کان یکذب.

أحمد: صاحب أخبار وتدلیس.

الحاکم والنقاش: حدث عن الثقات بأحادیث منکَرة.

محمود بن غیلان: أسقطه أحمد ویحیى وأبو خیثمة.

ذکره ابن السکن وابن شاهین وابن الجارود والدارقطنی فی الضعفاء.

کذّب الحدیث- لکون الهیثم فیه- جماعة کالطحاوی فی «مشکل الحدیث» والبیهقی فی «السنن» والنقاش والجوزجانی فی ما صنّفا من الموضوعات «1».

أقول:

هَب أنّ ابن عساکر روى هذا الخبر الموضوع فی کتابه «تاریخ دمشق» فإنّ هذا الکتاب فیه موضوعات کثیرة، کما نص علیه ابن تیمیّة «2» وغیره، فما بال السیوطی ومن تبعه یذکرونه بتفسیر القرآن الکریم وبیان المراد من آیةٍ من کلام اللَّه الحکیم؟!!

روایات که مصادیق را بیان می‌کند

روایات اهل سنت

و أخرج الحاکم و صححه و ابن مردویه و أبو نعیم فی الدلائل عن جابر قال‏ قدم على النبی صلى الله علیه و سلم العاقب و السید فدعاهما إلى الإسلام فقالا أسلمنا یا محمد قال کذبتما إن شئتما أخبرتکما بما یمنعکما من الإسلام قالا فهات قال حب الصلیب و شرب الخمر و أکل لحم الخنزیر قال جابر فدعاهما إلى الملاعنة فوعداه إلى الغد فغدا رسول الله صلى الله علیه و سلم و أخذ.

الدر المنثور فى تفسیر المأثور، ج‏2، ص: 39

بید علی و فاطمة و الحسن و الحسین ثم أرسل إلیهما فأبیا أن یجیباه و أقرا له فقال و الذی بعثنی بالحق لو فعلا لأمطر الوادی علیهما نارا قال جابر فیهم نزلت‏ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ‏ الآیة قال جابر أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏ رسول الله صلى الله علیه و سلم و علی و أَبْناءَنا الحسن و الحسین‏ وَ نِساءَنا فاطمة.

 

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 157

169- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی سَعِیدٍ الْمُقْرِی‏ «1» قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِیلِ بِ «بَلْخٍ» قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ [أَخْبَرَنَا] یَزِیدُ بْنُ زُرَیْعٍ عَنِ الْکَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏ [فِی‏] قَوْلِهِ: إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ‏ فَبَلَغَنَا- وَ اللَّهُ أَعْلَمُ [کَذَا] أَنَّ وَفْدَ نَجْرَانَ قَدِمُوا عَلَى نَبِیِّ اللَّهِ وَ هُوَ بِالْمَدِینَةِ وَ مَعَهُمُ السَّیِّدُ وَ الْعَاقِبُ وَ [أَ] بُو حَنَسٍ وَ أَبُو الْحَرْثِ وَ اسْمُهُ عَبْدُ الْمَسِیحِ وَ هُوَ رَأْسُهُمْ وَ هُوَ الْأُسْقُفُّ وَ هُمْ یَوْمَئِذٍ سَادَةُ أَهْلِ نَجْرَانَ فَقَالُوا: یَا مُحَمَّدُ لِمَ تَذْکُرُ صَاحِبَنَا وَ سَاقَ نَحْوَهُ إِلَى قَوْلِهِ: وَ نَزَلَ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ: إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ‏ إِلَى [قَوْلِهِ‏] لَهُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ‏. وَ سَاقَ نَحْوَهُ إِلَى قَوْلِهِ: قَالُوا: نُلَاعِنُکَ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ مَعَهُ فَاطِمَةُ وَ حَسَنٌ وَ حُسَیْنٌ فَقَالَ: هَؤُلَاءِ أَبْنَاؤُنَا وَ نِسَاؤُنَا وَ أَنْفُسُنَا فَهَمُّوا أَنْ یُلَاعِنُوا- ثُمَّ إِنَّ أَبَا الْحَرْثِ قَالَ لِلسَّیِّدِ وَ الْعَاقِبِ: وَ اللَّهِ مَا نَصْنَعُ بِمُلَاعَنَةِ هَذَا شَیْئاً، فَصَالَحُوهُ عَلَى الْجِزْیَةِ. قَالُوا: صَدَقْتَ [یَا] أَبَا الْحَرْثِ. فَعَرَضُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ الصُّلْحَ وَ الْجِزْیَةَ فَقَبِلَهَا- وَ قَالَ: أَمَا وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ- لَوْ لَاعَنُونِی مَا أَحَالَ اللَّهُ لِیَ الْحَوْلَ وَ بِحَضْرَتِهِمْ مِنْهُمْ بَشَرٌ- إِذاً [کَذَا] لَأَهْلَکَ اللَّهُ الظَّالِمِینَ‏ «2».

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 158

170- أَخْبَرَنِی الْحَاکِمُ الْوَالِدُ، عَنْ أَبِی حَفْصِ بْنِ شَاهِینَ، قَالَ:

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَیْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ قَالَ: حَدَّثَنَا یَحْیَى بْنُ حَاتِمٍ الْعَسْکَرِیُّ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دِینَارٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِی هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِیِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ أَهْلِ نَجْرَانَ عَلَى النَّبِیِّ ص [وَ فِیهِمُ‏] الْعَاقِبُ وَ السَّیِّدُ «1» فَدَعَاهُمَا إِلَى الْإِسْلَامِ فَقَالا: أَسْلَمْنَا قَبْلَکَ. قَالَ: کَذَبْتُمَا- إِنْ شِئْتُمَا أَخْبَرْتُکُمَا بِمَا یَمْنَعُکُمَا مِنَ الْإِسْلَامِ. فَقَالا:

هَاتِ أَنْبِئْنَا. قَالَ: حُبُّ الصَّلِیبِ وَ شُرْبُ الْخَمْرِ وَ أَکْلُ لَحْمِ الْخِنْزِیرِ، فَدَعَاهُمَا إِلَى الْمُلاعَنَةِ- فَوَعَدَاهُ أَنْ یُغَادِیَانِهِ بِالْغَدَاةِ- فَغَدَا رَسُولُ اللَّهِ وَ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَیْهِمَا فَأَبَیَا أَنْ یَجِیئَا، وَ أَقَرَّا لَهُ بِالْخَرَاجِ- فَقَالَ النَّبِیُّ: وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ- لَوْ فَعَلَا لَأَمْطَرَ الْوَادِی [عَلَیْهِمَا] نَاراً «2» قَالَ جَابِرٌ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ: نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 159

وَ نِساءَکُمْ- وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏ قَالَ الشَّعْبِیُّ: أَبْنَاءَنَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ ع وَ نِسَاءَنَا فَاطِمَةُ وَ أَنْفُسَنَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ع.

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏ فِی قَوْلِهِ جَلَّ وَ عَزَّ: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ [وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ- ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْکاذِبِینَ‏] «1» [قَالَ‏] نَزَلَتْ فِی رَسُولِ اللَّهِ وَ عَلِیٍ‏ أَنْفُسَنا «2» وَ نِساءَنا فَاطِمَةُ وَ أَبْناءَنا حَسَنٌ وَ حُسَیْنٌ. وَ الدُّعَاءُ عَلَى الْکَاذِبِینَ نَزَلَتْ فِی الْعَاقِبِ وَ السَّیِّدِ وَ عَبْدِ الْمَسِیحِ وَ أَصْحَابِهِمْ. شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 160

 

173- أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ بِقِرَاءَتِی عَلَیْهِ‏ «1» قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمِیکَالِیُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَانُ الْأَهْوَازِیُّ قَالَ: حَدَّثَنَا یَحْیَى بْنُ حَاتِمٍ الْعَسْکَرِیُّ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دِینَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِی هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِیِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَدِمَ عَلَى النَّبِیِّ ص الْعَاقِبُ وَ السَّیِّدُ، فَدَعَاهُمَا إِلَى الْإِسْلَامِ فَتَلَاحَیَا «2» وَ رَدَّا عَلَیْهِ،

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 163

فَدَعَاهُمَا إِلَى الْمُلاعَنَةِ، فَوَاعَدَاهُ عَلَى أَنْ یُغَادِیَاهِ بِالْغَدَاةِ «1» فَغَدَا رَسُولُ اللَّهِ ص وَ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَیْهِمَا فَأَبَیَا أَنْ یَجِیئَا وَ أَقَرَّا لَهُ بِالْخَرَاجِ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ لَوْ فَعَلَا لَأَمْطَرَ عَلَیْهِمَا الْوَادِی نَاراً. وَ فِیهِمْ نَزَلَتْ: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏. قَالَ الشَّعْبِیُّ: قَالَ جَابِرٌ:

أَنْفُسَنا رَسُولُ اللَّهِ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ، وَ أَبْناءَنا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ، وَ نِساءَنا فَاطِمَةُ ع.

 

175- حَدَّثَنِی الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِیلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ الزَّاهِدُ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التِّرْمِذِیُّ قَالَ:

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنِ الْکَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏ فِی قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ‏ الْآیَةَ، فَزَعَمَ أَنَّ وَفْدَ نَجْرَانَ قَدِمُوا عَلَى مُحَمَّدٍ نَبِیِّ اللَّهِ الْمَدِینَةَ مِنْهُمُ السَّیِّدُ وَ الْحَارِثُ وَ عَبْدُ الْمَسِیحِ فَقَالُوا: یَا مُحَمَّدُ لِمَ تَذْکُرُ صَاحِبَنَا قَالَ:

وَ مَنْ صَاحِبُکُمْ قَالُوا: عِیسَى ابْنُ مَرْیَمَ تَزْعُمُ أَنَّهُ عَبْدٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَ رَسُولُهُ. فَقَالُوا: هَلْ رَأَیْتَ أَوْ سَمِعْتَ فِیمَنْ خَلَقَ اللَّهُ عَبْداً مِثْلَهُ! فَأَعْرَضَ نَبِیُّ اللَّهِ عَنْهُمْ وَ نَزَلَ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ: إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ‏ الْآیَةَ.

فَغَدَوْا إِلَى نَبِیِّ اللَّهِ فَقَالُوا: هَلْ سَمِعْتَ بِمِثْلِ صَاحِبِنَا قَالَ: نَعَمْ نَبِیُّ اللَّهِ آدَمُ خَلَقَهُ اللَّهُ مِنْ تُرَابٍ- ثُمَّ قَالَ لَهُ: کُنْ فَکَانَ قَالُوا: لَیْسَ کَمَا قُلْتَ.

فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِیهِ: فَمَنْ حَاجَّکَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ- فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ- وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏ الْآیَاتَ. قَالُوا:

نَعَمْ نُلَاعِنُکَ. فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِیَدَیْ ابْنِ عَمِّهِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَنٍ وَ حُسَیْنٍ [وَ] قَالَ: هَؤُلَاءِ أَبْنَاؤُنَا وَ نِسَاؤُنَا وَ أَنْفُسُنَا. فَهَمُّوا

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 165

أَنْ یُلَاعنِوُهُ ثُمَّ إِنَّ الْحَرْثَ قَالَ لِعَبْدِ الْمَسِیحِ: مَا نَصْنَعُ بِمُلَاعَنَتِهِ هَذَا شَیْئاً- لَئِنْ کَانَ کَاذِباً مَا مُلَاعَنَتُهُ بِشَیْ‏ءٍ «1» وَ لَئِنْ کَانَ صَادِقاً لَنَهْلِکَنَّ إِنْ لَاعَنَّاهُ، فَصَالَحُوهُ عَلَى أَلْفَیْ حُلَّةٍ کُلَّ عَامٍ، فَزَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ: وَ الَّذِی نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ- لَوْ لَاعَنُونِی مَا حَالَ الْحَوْلُ وَ بِحَضْرَتِهِمْ أَحَدٌ- إِلَّا أَهْلَکَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ‏ «2».

- [و] له طرق عن الکلبی، و طرق عن ابن عباس رواه عن الکلبی حبان بن علی العنزی و محمد بن فضیل و یزید بن زریع‏.

 

و قال أبو بکر بن مردویه: حدثنا سلیمان بن أحمد حدثنا أحمد بن داود المکی، حدثنا بشر بن مهران حدثنا محمد بن دینار، عن داود بن أبی هند، عن الشعبی، عن جابر، قال: قدم على النبی صلّى اللّه علیه و سلّم العاقب و الطیب، فدعاهما إلى الملاعنة فواعده على أن یلاعناه الغداة، قال: فغدا رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم، فأخذ بید علی و فاطمة و الحسن و الحسین، ثم أرسل إلیهما، فأبیا أن یجیبا و أقرا له بالخراج، قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم «و الذی بعثنی بالحق لو قالا: لا، لأمطر علیهم الوادی نارا» قال جابر، و فیهم نزلت‏ نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏ قال جابر أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏ رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم و علی بن أبی طالب و أَبْناءَنا الحسن و الحسین‏ وَ نِساءَنا فاطمة. و هکذا رواه الحاکم فی مستدرکه عن علی بن عیسى، عن أحمد بن محمد الأزهری، عن علی بن حجر، عن علی بن مسهر، عن داود بن أبی هند به بمعناه، ثم قال: صحیح على شرط مسلم، و لم یخرجاه هکذا قال و قد رواه أبو داود الطیالسی، عن شعبة، عن المغیرة عن الشعبی مرسلا، و هذا أصح، و قد روی عن ابن عباس و البراء نحو ذلک. تفسیر القرآن العظیم، ج‏2، ص: 47

روایات سعد بن وقاص: چرا علی را سبّ نمیکرد

32 - ( 2404 ) حدثنا قتیبة بن سعید ومحمد بن عباد ( وتقاربا فی اللفظ ) قالا حدثنا حاتم ( وهو ابن إسماعیل ) عن بکیر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبی وقاص عن أبیه قال :

أمر معاویة بن أبی سفیان سعدا فقال ما منعک أن تسب أبا التراب ؟ فقال أما ذکرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله علیه و سلم فلن أسبه لأن تکون لی واحدة منهن أحب إلی من حمر النعم سمعت رسول الله صلى الله علیه و سلم یقول له خلفه فی بعض مغازیه فقال له علی یا رسول الله خلفتنی مع النساء والصبیان ؟ فقال له رسول الله صلى الله علیه و سلم أما ترضى أن تکون منی بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدی وسمعته یقول یوم خیبر لأعطین الرایة رجلا یحب الله ورسوله ویحبه الله ورسوله قال فتطاولنا لها فقال ادعوا لی علیا فأتى به أرمد فبصق فی عینه ودفع الرایة إلیه ففتح الله علیه ولما نزلت هذه الآیة فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبنائکم [ 3 / آل عمران / 61 ] دعا رسول الله صلى الله علیه و سلم علیا وفاطمة وحسنا وحسینا فقال اللهم هؤلاء أهلی

 

1522 - حَدَّثَنَا قُتَیْبَةُ بْنُ سَعِیدٍ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ بُکَیْرِ بْنِ مِسْمَارٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ یَقُولُ لَهُ وَخَلَّفَهُ فِی بَعْضِ مَغَازِیهِ فَقَالَ عَلِیٌّ أَتُخَلِّفُنِی مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْیَانِ قَالَ یَا عَلِیُّ أَمَا تَرْضَى أَنْ تَکُونَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نُبُوَّةَ بَعْدِی وَسَمِعْتُهُ یَقُولُ یَوْمَ خَیْبَرَ لَأُعْطِیَنَّ الرَّایَةَ رَجُلًا یُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَیُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَتَطَاوَلْنَا لَهَا فَقَالَ ادْعُوا لِی عَلِیًّا فَأُتِیَ بِهِ أَرْمَدَ فَبَصَقَ فِی عَیْنِهِ وَدَفَعَ الرَّایَةَ إِلَیْهِ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَیْهِ وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ

{ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَکُمْ }

دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ عَلِیًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَیْنًا فَقَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِی.مسند احمدج4ص32

4090 - حَدَّثَنَا قُتَیْبَةُ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ بُکَیْرِ بْنِ مِسْمَارٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ أَمَّرَ مُعَاوِیَةُ بْنُ أَبِى سُفْیَانَ سَعْدًا فَقَالَ مَا یَمْنَعُکَ أَنْ تَسُبَّ أَبَا تُرَابٍ قَالَ أَمَّا مَا ذَکَرْتُ ثَلاَثًا قَالَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله علیه وسلم- فَلَنْ أَسُبَّهُ لأَنْ تَکُونَ لِى وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله علیه وسلم- یَقُولُ لِعَلِىٍّ وَخَلَفَهُ فِى بَعْضِ مَغَازِیهِ فَقَالَ لَهُ عَلِىٌّ یَا رَسُولَ اللَّهِ تُخَلِّفُنِى مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْیَانِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله علیه وسلم- « أَمَا تَرْضَى أَنْ تَکُونَ مِنِّى بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نُبُوَّةَ بَعْدِى ». وَسَمِعْتُهُ یَقُولُ یَوْمَ خَیْبَرَ « لأُعْطِیَنَّ الرَّایَةَ رَجُلاً یُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَیُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ». قَالَ فَتَطَاوَلْنَا لَهَا فَقَالَ « ادْعُ لِى عَلِیًّا ». فَأَتَاهُ وَبِهِ رَمَدٌ فَبَصَقَ فِى عَیْنِهِ فَدَفَعَ الرَّایَةَ إِلَیْهِ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَیْهِ. وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآیَةُ (قُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَکُمْ) الآیَةَ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله علیه وسلم- عَلِیًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَیْنًا فَقَالَ « اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلِى ».

قَالَ أَبُو عِیسَى هَذَا حَدِیثٌ حَسَنٌ صَحِیحٌ غَرِیبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. سنن الترمذى ج13ص331

2999 - حدثنا قتیبة حدثنا حاتم بن إسماعیل عن بکیر بن مسمار هو مدنی ثقة عن عامر بن سعید بن أبی وقاص عن أبیه قال : لما أنزل الله هذه الآیة { ندع أبناءنا وأبناءکم } دعا رسول الله صلى الله علیه و سلم علیا و فاطمة و حسنا و حسینا فقال اللهم هؤلاء أهلی

 قال أبو عیسى هذا حدیث حسن صحیح

قال الشیخ الألبانی : صحیح الإسناد. سنن الترمذى ج5ص225

 

3724 - حدثنا قتیبة حدثنا حاتم بن إسماعیل عن بکیر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبی وقاص عن أبیه قال : أمر معاویة بن أبی سفیان سعدا فقال ما یمنعک أن تسب أبا تراب ؟ قال أما ما ذکرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله علیه ولم فلن أسبه لأن تکون لی واحدة منهن أحب إلی من حمر النعم

 سمعت رسول الله صلى الله علیه و سلم یقول لعلی وخلفه فی بعض مغازیه فقال له علی یا رسول الله تخلفنی مع النساء والصبیان ؟ فقال رسول الله صلى الله علیه و سلم أما ترضى أن تکون منی بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدی

 وسمعته یقول یوم خیبر لأعطین الرایة رجلا یحب الله ورسوله ویحبه الله ورسوله قال فتطاولنا لها فقال ادع لی علیا فأتاه وبه رمد فبصق فی عینه فدفع الرایة إلیه ففتح الله علیه وأنزلت هذه الآیة { قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءکم } الآیة دعا رسول الله صلى الله علیه و سلم علیا و فاطمة و حسنا و حسینا فقال اللهم هؤلاء أهلی

 قال أبو عیسى هذا حدیث حسن صحیح غریب من هذا الوجه

قال الشیخ الألبانی : صحیح . سنن الترمذى ج5ص638

 

1608 - حدثنا عبد الله حدثنی أبی ثنا قتیبة بن سعید ثنا حاتم بن إسماعیل عن بکیر بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبیه قال : سمعت رسول الله صلى الله علیه و سلم یقول له وخلفة فی بعض مغازیه فقال علی رضی الله عنه أتخلفنی مع النساء والصبیان قال یا على أما ترضى ان تکون منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبوة بعدی وسمعته یقول یوم خیبر لأعطین الرایة رجلا یحب الله ورسوله ویحبه الله ورسوله فتطاولنا لها فقال ادعوا لی علیا رضی الله عنه فأتى به أرمد فبصق فی عینه ودفع الرایة إلیه ففتح الله علیه ولما نزلت هذه الآیة { ندع أبناءنا وأبناءکم } دعا رسول الله صلى الله علیه و سلم علیا وفاطمة وحسنا وحسینا رضی الله عنهم أجمعین فقال اللهم هؤلاء أهلی

تعلیق شعیب الأرنؤوط : إسناده قوی على شرط مسلم. مسند الإمام أحمد بن حنبل ج1ص185

المؤلف : أحمد بن حنبل أبو عبدالله الشیبانی

الناشر : مؤسسة قرطبة - القاهرة

عدد الأجزاء : 6

الأحادیث مذیلة بأحکام شعیب الأرنؤوط علیها

 

1717/ «1»- الشیخ فی (أمالیه) بإسناده، قال: حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبی الفوارس، قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد الصائغ، قال: حدثنا محمد بن إسحاق السراج، قال: حدثنا قتیبة بن سعید، قال: حدثنا حاتم، عن بکیر بن مسمار «1»، عن عامر بن سعد، عن أبیه، قال: سمعت رسول الله (صلى الله علیه و آله) یقول لعلی ثلاثا، لأن تکون لی واحدة منهن أحب إلی من حمر النعم‏ «2»:

سمعت رسول الله (صلى الله علیه و آله) یقول لعلی و خلفه فی بعض مغازیه، فقال: «یا رسول الله، تخلفنی مع النساء و الصبیان»؟ فقال رسول الله (صلى الله علیه و آله): «أما ترضى أن تکون منی بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبی بعدی!».

و سمعته یقول یوم خیبر: «لأعطین الرایة غدا رجلا یحب الله و رسوله، و یحبه الله و رسوله» قال: فتطاولنا لهذا، قال: «ادعوا لی علیا». فأتى علی (علیه السلام) أرمد العینین، فبصق فی عینیه و دفع إلیه الرایة ففتح الله علیه.

و لما نزلت هذه الآیة: نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏ دعا رسول الله (صلى الله علیه و آله) علیا و فاطمة و حسنا و حسینا (علیهم السلام)، و قال: «اللهم هؤلاء أهل بیتی». البرهان فى تفسیر القرآن، ج‏1، ص: 630

 

1721/ «5»- و من طریق المخالفین ما رواه موفق بن أحمد- و هو من عظماء علمائهم- قال: أخبرنا قتیبة، قال:

حدثنا حاتم بن إسماعیل، عن بکیر بن مسمار «2»، عن عامر بن سعد بن أبی وقاص، عن أبیه، قال: أمر معاویة بن أبی سفیان سعدا، فقال: ما منعک أن تسب أبا تراب؟

قال: أما ما ذکرت ثلاثا قالهن رسول الله (صلى الله علیه و آله) لأن تکون لی واحدة أحب إلی من حمر النعم:

سمعت رسول الله (صلى الله علیه و آله) یقول لعلی و خلفه فی بعض مغازیه: «تکون أنت فی بیتی إلى أن أعود» «3» فقال له علی: «یا رسول الله، تخلفنی مع النساء و الصبیان»؟ فقال رسول الله (صلى الله علیه و آله): «أما ترضى أن تکون منی بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوة بعدی!».

و سمعته یقول یوم خیبر: «لأعطین الرایة رجلا یحب الله و رسوله، و یحبه الله و رسوله». قال: فتطاولنا لها، فقال: «ادعوا لی علیا» قال: فأتى علی (علیه السلام) و به رمد، فبصق فی عینیه، و دفع الرایة إلیه، ففتح الله علیه.

و أنزلت هذه الآیة: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ‏ الآیة، و دعا رسول الله (صلى الله علیه و آله) فی المباهلة علیا و فاطمة و حسنا و حسینا (علیهم السلام)، ثم قال: «اللهم هؤلاء أهلی».

قال أبو عیسى: هذا حدیث حسن غریب صحیح من هذا الوجه.

قال (رضی الله عنه): قوله (صلى الله علیه و آله) «أما ترضى أن تکون منی بمنزلة هارون من موسى» أخرجه الشیخان فی صحیحیهما بطرق کثیرة. انتهى کلام موفق بن أحمد

البرهان فى تفسیر القرآن، ج‏1، ص:631و 632

تنبیه: سبب اختلاف در روایت سعد بن وقاص

الملاحظ أنّهم یروون کلام سعد فی جواب معاویة بأشکالٍ مختلفة،

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 238

مع أنّ السند واحد، والقضیّة واحدة!!

بل یرویه المحدّث الواحد فی الکتاب الواحد بأشکال، فاللفظ الذی ذکرناه عن النسائی هو أحد ألفاظه.

وبینما رواه بلفظٍ آخر عن بکیر بن مسمار، قال: سمعت عامر بن سعد یقول: قال معاویة لسعد بن أبی وقّاص: ما یمنعک أنْ تسبَّ ابن أبی طالب؟!

قال: لا أسبّه ما ذکرت ثلاثاً قالهنّ رسول اللَّه صلّى‏ اللَّه علیه وسلّم لأنْ یکون لی واحدة منهنّ أحبّ إلیّ من حمر النعم، لا أسبّه ما ذکرت حین نزل الوحی علیه، فأخذ علیّاً وابنیه وفاطمة، فأدخلهم تحت ثوبه ثمّ قال: ربّ هؤلاء أهل بیتی- أو: أهلی...» «1».

ورواه بلفظ ثالث: إنّ معاویة ذکر علی بن أبی طالب رضی اللَّه عنه، فقال سعد بن أبی وقّاص: واللَّه لئن لی واحدة من خلالٍ ثلاث أحبّ إلیّ من أنْ یکون لی ما طلعت علیه الشمس.

لأنْ یکون قال لی ما قاله له حین ردّه من تبوک: أما ترضى أن تکون منّی بمنزلة هارون من موسى إلّاأنّه لا نبیّ بعدی، أحبّ إلیّ من أن یکون لی ما طلعت علیه الشمس.

ولأنْ یکون قال لی ما قال له یوم خیبر: لأُعطینّ الرایة رجلًا یحبّ اللَّه ورسوله، یفتح اللَّه على یدیه، لیس بفرّار، أحبّ إلیّ من أن یکون لی ما طلعت علیه الشمس.

ولأنْ یکون لی ابنته ولی منها من الولد ما له أحبّ إلیّ من أن یکون لی ما طلعت علیه الشمس» «2».

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 239

ورواه بلفظٍ رابع عن سعد، قال: «کنت جالساً فتنقّصوا علی بن أبی طالب رضی اللَّه عنه، فقلت: لقد سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم یقول فی علیٍّ خصالًا ثلاث، لإن یکون لی واحدة منهنّ أحبّ إلیّ من حمر النعم.

سمعته یقول: إنّه منی بمنزلة هارون من موسى إلّاأنّه لا نبی بعدی.

وسمعته یقول: لأعطینّ الرایة غداً رجلًا یحبّ اللَّه ورسوله ویحبّه اللَّه ورسوله.

وسمعته یقول: مَن کنت مولاه فعلیٌّ مولاه» «1».

وهو عند ابن ماجة باللفظ الآتی: «قدم معاویة فی بعض حجّاته، فدخل علیه سعد، فذکروا علیّاً، فنال منه، فغضب سعد وقال: تقول هذا لرجلٍ سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه علیه وسلّم یقول: من کنت مولاه فعلیٌّ مولاه.

وسمعته یقول: أنت منّی بمنزلة هارون من موسى، إلّاأنّه لا نبیّ بعدی.

وسمعته یقول: لأُعطینّ الرایة الیوم رجلًا یحبّ اللَّه ورسوله» «2».

أقول:

إنّه إنْ أمکن حمل اختلاف ألفاظ الروایات فی الخصال الثلاث على وجه صحیح، ولا یکون هناک تحریفٌ کأنْ یحمل على التعدّد مثلًا، فلا ریب فی تحریف القوم للّفظ فی ناحیة أُخرى، وهی قضیّة سبّ أمیر المؤمنین علیه السلام والنیل منه، خاصّة مع السند الواحد! فإنّ أحمد

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 240

ومسلماً والترمذی والنسائی وابن عساکر «1» کلّهم اشترکوا فی الروایة بسندٍ واحدٍ، فجاء عند غیر أحمد: «أمر معاویة بن أبی سفیان سعدا فقال: ما منعک أن تسبّ أبا تراب؟! فقال: أمّا ما ذکرت ثلاثاً... سمعت...».

لکن أحمد حذف ذلک کلّه وبدأ الحدیث من «سمعت...» وکأنّه لم تکن هناک أیّة مناسبة لکلام سعدٍ هذا!!

أمّا الحاکم فیروی الخبر بنفس السند ویحذف المناسبة وخصلتین من الخصال الثلاث!!

والنسائی یحذف المناسبة فی لفظٍ، ویقول: «إنّ معاویة ذکر علیّ بن أبی طالب، فقال سعد...»!!

وفی آخر یحذفها ویضع بدلها کلمة «کنت جالساً فتنقّصوا علی بن أبی طالب...»!!

وابن ماجة، قال: «قدم معاویة فی بعض حجّاته، فدخل علیه سعد، فذکروا علیّاً، فنال منه، فغضب سعد وقال...».

فجاء ابن کثیر وحذف منه «فنال منه، فغضب سعد» «2».

وفی (الفضائل) لأحمد: «ذکر علی عند رجل وعنده سعد بن أبی وقاص، فقال له سعد: أتذکر علیّاً؟!» «3».

وأبو نعیم وبعضهم حذف القصّة من أصلها، فقال: «عن سعد بن أبی وقاص، قال: قال رسول اللَّه: فی علی ثلاث خلال...» «4».

هذا، والسبب فی ذلک کلّه معلوم! إنّهم یحاولون التغطیة على

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 241

مساوئ سادتهم ولو بالکذب والتزویر! ولقد أفصح عن ذلک بعضهم، کالنووی، حیث قال: «قال العلماء: الأحادیث الواردة التی فی ظاهرها دخل على صحابی یجب تأویلها، قالوا: ولا یقع فی روایات الثقات إلّاما یمکن تأویله، فقول معاویة هذا لیس فیه تصریح بأنّه أمر سعداً بسبه، وإنّما سأله عن السبب المانع له من السبّ، کأنّه یقول: هل امتنعت تورّعاً أو خوفاً أو غیر ذلک؟! فإنْ کان تورّعاً وإجلالًا له عن السبّ فأنت مصیب محسن، وإن کان غیر ذلک فله جواب آخر.

ولعلّ سعداً قد کان فی طائفةٍ یسبّون فلم یسبّ معهم، وعجز عن الإنکار، وأنکّر علیهم فسأله هذا السؤال.

قالوا: ویحتمل تأویلًا آخر، أنّ معناه: ما منعک أن تُخَطّئه فی رأیه واجتهاده، وتظهر للناس حسن رأینا واجتهادنا وأنّه أخطأ؟». إنتهى «1».

ونقله المبارکفوری بشرح الحدیث «2».

أقول:

وهل ترتضی- أیّها القارئ- هذا الکلام فی مثل هذا المقام؟!

أوّلًا: إن کان هناک مجالٌ لحمل کلام المتکلّم على الصحّة وتأویله على وجه مقبول، فهذا لا یختصّ بکلام الصحابی دون غیره.

وثانیاً: إذا کانت هذه قاعدة یجب اتّباعها بالنسبة إلى أقوال الصحابة، فلماذا لا یطبّقونها بالنسبة لکلّ الصحابة؟!

وثالثاً: إذا کانت هذه القاعدة للأحادیث الواردة التی فی ظاهرها دخل على صحابی! فلماذا یطبّقونها فی الأحادیث الواردة فی فضل أمیر

                        نفحات الازهار، ج‏20، ص: 242

المؤمنین علیه السلام، فلم یأخذوا بظواهرها، بل أعرضوا عن النصوص منها؟! ومنها حدیث المباهلة، حیث لا تأویل فحسب، بل التعتیم والتحریف، کما سنرى فی الفصل الآتی.

ورابعاً: إنّ التأویل والحمل على الصحّة إنّما یکون حیث یمکن، وقولهم: «لیس فیه تصریح بأنّه أمر سعداً بسبه، وإنّما سأله» کذبٌ، فقد تقدّم فی بعض النصوص التصریح ب «الأمر» و «النیل» و «التنقیص» وهذا کلّه مع تهذیب العبارة، کما لا یخفى.

بل ذکر ابن تیمیّة: أنّ معاویة أمر بسبّ علی «1».

بل جاءت الروایة عن مسلم والترمذی على واقعها، ففی روایة القندوزی الحنفی عنهما، قال: «وعن سهل بن سعد، عن أبیه، قال: أمر معاویة بن أبی سفیان سعداً أنْ یسبّ أبا التراب، قال: أمّا ما ذکرتُ ثلاثاً...

أخرجه مسلم والترمذی» «2».

وخامساً: قولهم: «کأنّه یقول... فإنْ کان تورّعاً... فأنت مصیب محسن» یکذّبه ما جاء التصریح به فی بعض ألفاظ الخبر من أنّ سعداً خرج من مجلس معاویة غضبانَ وحلف ألّا یعود إلیه!!

وعلى کل حال... فهذا نموذج من تلاعبهم بخبر مساوئ أسیادهم، لإخفائها، وسترى- فی الفصل اللّاحق- نموذجَ تلاعبهم بفضائل علیّ علیه السلام، لإخفائها، وهذا دین القوم ودیدنهم، حشرهم اللَّه مع الّذین یدافعون عنهم ویودّونهم!!

روایاتی که بیانگر این است که پیامبر روز موعود فرمود «اللهم هؤلاء أهلی»

وروى حاتم بن اسمعیل عن بکیر بن مسمار عن عامر بن سعد عن ابیه قال لما نزلت هذه الایة (ندع ابناءنا وابناءکم ونساءنا ونساءکم) دعا رسول الله صلى الله علیه وسلم علیا وفاطمة وحسنا وحسینا فقال اللهم هؤلاء اهلی. السنن الکبرى للبیهقی ج7ص63

الحافظ الجلیل ابی بکر احمد بن الحسین بن علی البیهقی

 

4702 - أخبرنی جعفر بن محمد بن نصیر الخلدی ، ببغداد ، ثنا موسى بن هارون ، ثنا قتیبة بن سعید ، ثنا حاتم بن إسماعیل ، عن بکیر بن مسمار ، عن عامر بن سعد ، عن أبیه قال : لما نزلت هذه الآیة : ( ندع أبناءنا وأبناءکم ونساءنا ونساءکم وأنفسنا وأنفسکم (1) ) دعا رسول الله صلى الله علیه وسلم علیا وفاطمة وحسنا وحسینا رضی الله عنهم ، فقال : « اللهم هؤلاء أهلی » « هذا حدیث صحیح على شرط الشیخین ، ولم یخرجاه »المستدرک على الصحیحین للحاکمج11ص26

644 - حدثنا الربیع المرادی ، حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا حاتم بن إسماعیل ، حدثنا بکیر بن مسمار ، عن عامر بن سعد ، عن أبیه قال : لما نزلت هذه الآیة دعا رسول الله صلى الله علیه وسلم علیا ، وفاطمة ، وحسنا ، وحسینا علیهم السلام ، فقال : « اللهم هؤلاء أهلی » ففی هذا الحدیث أن المرادین بما فی هذه الآیة هم رسول الله صلى الله علیه وسلم ، وعلی ، وفاطمة ، وحسن ، وحسین. مشکل الآثار للطحاویج2ص258الطحاوی، أبو جعفر (238 - 321هـ، 852 - 933م).

 

13775- وَرَوَى حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ بُکَیْرِ بْنِ مِسْمَارٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآیَةُ ( نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَکُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَکُمْ) دَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله علیه وسلم- عَلِیًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَیْنًا فَقَالَ :« اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلِى ». حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الْخُلْدِىُّ وَأَبُو بَکْرِ بْنُ بَالُوَیْهِ قَالاَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا قُتَیْبَةُ بْنُ سَعِیدٍ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ فَذَکَرَهُ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِى الصَّحِیحِ عَنْ قُتَیْبَةَ. السنن الکبرى وفی ذیله الجوهر النقی ج2ص102

المؤلف : أبو بکر أحمد بن الحسین بن علی البیهقی البیهقی (384 - 458 هـ = 994 - 1066 م)

 

أحمد بن الحسین بن علی بن موسى أبو بکر البیهقی، من أئمة الحدیث.

ولد فی خسروجرد (من قرى بیهق، بنیسابور) ونشأ فی بیهق ورحل إلى بغداد ثم إلى الکوفة ومکة وغیرهما، وطلب إلى نیسابور، فلم یزل فیها إلى أن مات.

ونقل جثمانه إلى بلده.

قال إمام الحرمین: ما من شافعی إلا وللشافعی فضل علیه غیر البیهقی، فان له المنة والفضل على الشافعی لکثرة

تصانیفه فی نصرة مذهبه وبسط موجزه وتأیید آرائه.

وقال الذهبی: لو شاء البیهقی أن یعمل لنفسه مذهبا یجتهد فیه لکان قادرا على ذلک لسعة علومه ومعرفته بالاختلاف.

 

3269 - حَدَّثَنَا قُتَیْبَةُ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ بُکَیْرِ بْنِ مِسْمَارٍ هُوَ مَدَنِىٌّ ثِقَةٌ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآیَةَ (نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَکُمْ) دَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله علیه وسلم- عَلِیًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَیْنًا فَقَالَ « اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلِى ». قَالَ أَبُو عِیسَى هَذَا حَدِیثٌ حَسَنٌ غَرِیبٌ صَحِیحٌ. سنن الترمذى ج11ص239

المؤلف : محمد بن عیسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاک، الترمذی، أبو عیسى

و أخرج مسلم و الترمذی و ابن المنذر و الحاکم و البیهقی فی سننه عن سعد بن أبى وقاص قال‏ لما نزلت هذه الآیة فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ‏ دعا رسول الله صلى الله علیه و سلم علیا و فاطمة و حسنا و حسینا فقال اللهم هؤلاء أهلی‏. الدر المنثور فى تفسیر المأثور، ج‏2، ص: 39

172- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِیمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزَّاهِدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَیْبَةُ بْنُ سَعِیدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ، عَنْ بُکَیْرِ بْنِ مِسْمَارٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِیهِ قَالَ: وَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ: نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ‏ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَناً وَ حُسَیْناً فَقَالَ: اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِی‏.

- رواه مسلم بن الحجاج فی مسنده الصحیح‏ «2» و أبو عیسى الترمذی فی جامعه جمیعا عن قتیبة [و ذکرا] الحدیث بطوله.

و هذا مختصر «3» و الراوی هو سعد بن أبی وقاص الزهری رضی الله عنه. شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص:160و 161

روایاتی که پیامبر درآنها فرمود هَؤُلَاءِ أَبْنَاؤُنَا وَ نِسَاؤُنَا وَ أَنْفُسُنَا

نکته: طبق این روایات مقصود از انفسنا علیّ علیه السلام خواهد بود زیرا در این روایات پیامبر با این الفاظ مصدایق الفاظ در آیه را تعیین می‌کند.

169- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی سَعِیدٍ الْمُقْرِی‏ «1» قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِیلِ بِ «بَلْخٍ» قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ [أَخْبَرَنَا] یَزِیدُ بْنُ زُرَیْعٍ عَنِ الْکَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏ [فِی‏] قَوْلِهِ: إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ‏ فَبَلَغَنَا- وَ اللَّهُ أَعْلَمُ [کَذَا] أَنَّ وَفْدَ نَجْرَانَ قَدِمُوا عَلَى نَبِیِّ اللَّهِ وَ هُوَ بِالْمَدِینَةِ وَ مَعَهُمُ السَّیِّدُ وَ الْعَاقِبُ وَ [أَ] بُو حَنَسٍ وَ أَبُو الْحَرْثِ وَ اسْمُهُ عَبْدُ الْمَسِیحِ وَ هُوَ رَأْسُهُمْ وَ هُوَ الْأُسْقُفُّ وَ هُمْ یَوْمَئِذٍ سَادَةُ أَهْلِ نَجْرَانَ فَقَالُوا: یَا مُحَمَّدُ لِمَ تَذْکُرُ صَاحِبَنَا وَ سَاقَ نَحْوَهُ إِلَى قَوْلِهِ: وَ نَزَلَ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ: إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ‏ إِلَى [قَوْلِهِ‏] لَهُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ‏. وَ سَاقَ نَحْوَهُ إِلَى قَوْلِهِ: قَالُوا: نُلَاعِنُکَ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ مَعَهُ فَاطِمَةُ وَ حَسَنٌ وَ حُسَیْنٌ فَقَالَ: هَؤُلَاءِ أَبْنَاؤُنَا وَ نِسَاؤُنَا وَ أَنْفُسُنَا فَهَمُّوا أَنْ یُلَاعِنُوا- ثُمَّ إِنَّ أَبَا الْحَرْثِ قَالَ لِلسَّیِّدِ وَ الْعَاقِبِ: وَ اللَّهِ مَا نَصْنَعُ بِمُلَاعَنَةِ هَذَا شَیْئاً، فَصَالَحُوهُ عَلَى الْجِزْیَةِ. قَالُوا: صَدَقْتَ [یَا] أَبَا الْحَرْثِ. فَعَرَضُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ الصُّلْحَ وَ الْجِزْیَةَ فَقَبِلَهَا- وَ قَالَ: أَمَا وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ- لَوْ لَاعَنُونِی مَا أَحَالَ اللَّهُ لِیَ الْحَوْلَ وَ بِحَضْرَتِهِمْ مِنْهُمْ بَشَرٌ- إِذاً [کَذَا] لَأَهْلَکَ اللَّهُ الظَّالِمِینَ‏ «2». شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 157

روایاتی که مصداق انفسنا را علی ع و پیامبر می‌داند

170- أَخْبَرَنِی الْحَاکِمُ الْوَالِدُ، عَنْ أَبِی حَفْصِ بْنِ شَاهِینَ، قَالَ:

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَیْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ قَالَ: حَدَّثَنَا یَحْیَى بْنُ حَاتِمٍ الْعَسْکَرِیُّ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دِینَارٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِی هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِیِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ أَهْلِ نَجْرَانَ عَلَى النَّبِیِّ ص [وَ فِیهِمُ‏] الْعَاقِبُ وَ السَّیِّدُ «1» فَدَعَاهُمَا إِلَى الْإِسْلَامِ فَقَالا: أَسْلَمْنَا قَبْلَکَ. قَالَ: کَذَبْتُمَا- إِنْ شِئْتُمَا أَخْبَرْتُکُمَا بِمَا یَمْنَعُکُمَا مِنَ الْإِسْلَامِ. فَقَالا:

هَاتِ أَنْبِئْنَا. قَالَ: حُبُّ الصَّلِیبِ وَ شُرْبُ الْخَمْرِ وَ أَکْلُ لَحْمِ الْخِنْزِیرِ، فَدَعَاهُمَا إِلَى الْمُلاعَنَةِ- فَوَعَدَاهُ أَنْ یُغَادِیَانِهِ بِالْغَدَاةِ- فَغَدَا رَسُولُ اللَّهِ وَ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَیْهِمَا فَأَبَیَا أَنْ یَجِیئَا، وَ أَقَرَّا لَهُ بِالْخَرَاجِ- فَقَالَ النَّبِیُّ: وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ- لَوْ فَعَلَا لَأَمْطَرَ الْوَادِی [عَلَیْهِمَا] نَاراً «2» قَالَ جَابِرٌ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ: نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا

شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 159

وَ نِساءَکُمْ- وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏ قَالَ الشَّعْبِیُّ: أَبْنَاءَنَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ ع وَ نِسَاءَنَا فَاطِمَةُ وَ أَنْفُسَنَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ع.

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏ فِی قَوْلِهِ جَلَّ وَ عَزَّ: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ [وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ- ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْکاذِبِینَ‏] «1» [قَالَ‏] نَزَلَتْ فِی رَسُولِ اللَّهِ وَ عَلِیٍ‏ أَنْفُسَنا «2» وَ نِساءَنا فَاطِمَةُ وَ أَبْناءَنا حَسَنٌ وَ حُسَیْنٌ. وَ الدُّعَاءُ عَلَى الْکَاذِبِینَ نَزَلَتْ فِی الْعَاقِبِ وَ السَّیِّدِ وَ عَبْدِ الْمَسِیحِ وَ أَصْحَابِهِمْ. شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏1، ص: 160

روایاتی که مصداق را خلفاء و فرزندان آنها می‌داند

و أخرج ابن عساکر عن جعفر بن محمد عن أبیه‏ فی هذه الآیة تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا الآیة قال فجاء بابى بکر و ولده! و بعمر و ولده! و بعثمان و ولده! و بعلی و ولده‏. الدر المنثور فى تفسیر المأثور، ج‏2، ص: 40

43951- عن جعفر بن محمد عن أبیه : فى هذه الآیة {تعالوا ندع أبناءنا وأبناءکم ونساءنا ونساءکم وأنفسنا وأنفسکم} قال فجاء بأبى بکر وولده وبعمر وولده وبعثمان وولده وبعلى وولده (ابن عساکر) [کنز العمال 4306] جامع الأحادیث ج40ص383-المؤلف : جلال الدین السیوطی

روایات شیعه

1718/ «2»- عنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبی المفضل، قال: حدثنی أبو العباس أحمد بن محمد بن سعید ابن عبد الرحمن الهمدانی بالکوفة، قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهیم بن قیس الأشعری، قال: حدثنی علی بن حسان الواسطی، قال: حدثنی عبد الرحمن بن کثیر، عن جعفر بن محمد، عن أبیه، عن جده علی بن الحسین (علیهم السلام)، عن عمه الحسن (علیه السلام)، قال: «قال الحسن: قال الله تعالى لمحمد (صلى الله علیه و آله) حین جحده کفرة الکتاب و حاجوه: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْکاذِبِینَ‏ فأخرج رسول الله (صلى الله علیه و آله) من الأنفس معه أبی، و من البنین أنا و أخی، و من النساء فاطمة أمی من الناس جمیعا، فنحن أهله و لحمه و دمه و نفسه، و نحن منه و هو منا».

1719/ «3»- الشیخ المفید فی (الاختصاص): عن محمد بن الحسن بن أحمد- یعنی ابن الولید- عن أحمد ابن إدریس، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن إسماعیل العلوی، قال: حدثنی محمد بن الزبرقان الدامغانی الشیخ، قال: قال أبو الحسن موسى بن جعفر (علیه السلام): «اجتمعت الامة برها و فاجرها أن حدیث النجرانی حین‏

البرهان فى تفسیر القرآن، ج‏1، ص: 631

دعاه النبی (صلى الله علیه و آله) إلى المباهلة لم یکن فی الکساء إلا النبی (صلى الله علیه و آله) و علی و فاطمة و الحسن و الحسین (علیهم السلام)، فقال الله تبارک و تعالى: فَمَنْ حَاجَّکَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏ فکان تأویل أبنائنا الحسن و الحسین، و نسائنا فاطمة، و أنفسنا علی بن أبی طالب (علیهم السلام)».

1720/ «4»- الشیخ فی (مجالسه) قال: أخبرنا جماعة، عن أبی المفضل، قال: حدثنا الحسن بن علی بن زکریا العاصمی، قال: حدثنا أحمد بن عبید الله الغدانی‏ «1»، قال: حدثنا الربیع بن سیار، قال: حدثنا الأعمش، عن سالم ابن أبی الجعد، یرفعه إلى أبی ذر (رضی الله عنه): أن علیا (علیه السلام) و عثمان و طلحة و الزبیر و عبد الرحمن بن عوف و سعد بن أبی وقاص أمرهم عمر بن الخطاب أن یدخلوا بیتا و یغلقوا علیهم بابه، و یتشاوروا فی أمرهم، و أجلهم ثلاثة أیام، فإن توافق خمسة على قول واحد و أبى رجل منهم قتل ذلک الرجل، و إن توافق أربعة و أبى اثنان قتل الاثنان.

فلما توافقوا جمیعا على رأی واحد، قال لهم علی بن أبی طالب (علیه السلام): «إنی أحب أن تسمعوا منی ما أقول لکم، فإن یکن حقا فاقبلوه، و إن یکن باطلا فأنکروه» قالوا: قل. و ذکر فضائله علیهم و هم یعترفون به. فمما قال لهم: «فهل فیکم أحد أنزل الله عز و جل فیه و فی زوجته و ولدیه آیة المباهلة، و جعل الله عز و جل نفسه نفس رسوله غیری؟» قالوا: لا. البرهان فى تفسیر القرآن    ج‏1    630    

1723/ «7»- ابن بابویه، قال: حدثنا علی بن الحسین بن شاذویه المؤدب، و جعفر بن محمد بن مسرور (رضی الله عنه)، عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحمیری، عن أبیه، عن الریان بن الصلت، عن أبی الحسن الرضا (علیه السلام)، فی حدیثه (علیه السلام) مع المأمون و العلماء، فی الفرق بین العترة و الامة، و فضل العترة على الامة، و اصطفاء العترة- و ذکر الحدیث بطوله- و فی الحدیث: قالت العلماء: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء فی الکتاب؟

فقال الرضا (علیه السلام): «فسر الاصطفاء فی الظاهر سوى الباطن، فی اثنی عشر موضعا- و ذکر المواضع من القرآن و قال (علیه السلام) فیها- و أما الثالثة: حین میز الله تعالى الطاهرین من خلقه، و أمر نبیه (صلى الله علیه و آله) بالمباهلة بهم فی آیة الابتهال، فقال عز و جل: فَمَنْ حَاجَّکَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏».

قالت العلماء: عنى به نفسه.

قال أبو الحسن (علیه السلام): «غلطتم، إنما عنى به علی بن أبی طالب (علیه السلام)، و مما یدل على ذلک قول النبی (صلى الله علیه و آله) حین قال: لینتهین بنو ولیعة أو لأبعثن إلیهم رجلا کنفسی- یعنی علی بن أبی طالب (علیه السلام)- و عنى بالأبناء الحسن و الحسین، و عنى بالنساء فاطمة (علیها السلام)، فهذه خصوصیة لا یتقدم فیها أحد، و فضل لا یلحقهم فیه بشر، و شرف لا یسبقهم إلیه خلق، إذ جعل نفس علی (علیه السلام) کنفسه (صلوات الله علیه و على آله)، فهذه الثالثة، و أما الرابعة» و ذکرها و ما بعدها إلى آخر الحدیث. البرهان فى تفسیر القرآن، ج‏1، ص: 635

 

1733/ «17»- و رواه الشافعی ابن المغازلی فی کتاب (المناقب) عن الشعبی، عن جابر بن عبد الله، قال: قدم أهل نجران على رسول الله (صلى الله علیه و آله)، العاقب و السید «2»، فدعاهما إلى الإسلام، فقالا: أسلمنا- یا محمد- قبلک. قال: «کذبتما، إن شئتما أخبرتکما بما یمنعکما من الإسلام؟». قالا: هات‏ «3».

قال: «حب الصلیب، و شرب الخمر، و أکل الخنزیر» فدعاهما إلى الملاعنة، فوعداه أن یغادیاه بالغداة،

البرهان فى تفسیر القرآن، ج‏1، ص: 639

فغدا رسول الله (صلى الله علیه و آله) فأخذ بید علی و فاطمة و الحسن و الحسین (علیهم السلام)، ثم أرسل إلیهما، فأبیا أن یجیباه، فأقر الخراج علیهما «1»، فقال النبی (صلى الله علیه و آله): «و الذی بعثنی بالحق نبیا لو فعلا لأمطر الله علیهما الوادی نارا».

قال جابر: نزلت فیهم هذه الآیة فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ‏.

قال الشعبی: أَبْناءَنا الحسن و الحسین‏ وَ نِساءَنا فاطمة وَ أَنْفُسَنا علی بن أبی طالب (صلوات الله علیهم).

 

و استدل أصحابنا بهذه الآیة على أن أمیر المؤمنین (ع) کان أفضل الصحابة من وجهین:

أحدهما- أن موضوع المباهلة لیتمیز المحق من المبطل و ذلک لا یصح أن یفعل إلا بمن هو مأمون الباطن مقطوعاً على صحة عقیدته أفضل الناس عند اللَّه.

و الثانی- أنه (ص) جعله مثل نفسه بقوله: «وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ» لأنه أراد بقوله «أبناءنا» الحسن و الحسین (ع) بلا خلاف. و بقوله: «وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ» فاطمة (ع) و بقوله: «و أنفسنا» أراد به نفسه، و نفس علی (ع) لأنه لم یحضر غیرهما بلا خلاف، و إذا جعله مثل نفسه، وجب ألا یدانیه أحد فی الفضل، و لا یقاربه. التبیان فى تفسیر القرآن، ج‏2، ص: 485

 

.... «نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ» أجمع المفسرون على أن المراد بأبنائنا الحسن و الحسین قال أبو بکر الرازی هذا یدل على أن الحسن و الحسین ابنا رسول الله و أن ولد الابنة ابن فی الحقیقة و قال ابن أبی علان و هو أحد أئمة المعتزلة هذا یدل على أن الحسن و الحسین کانا مکلفین فی تلک الحال لأن المباهلة لا تجوز إلا مع البالغین و قال أصحابنا إن صغر السن و نقصانها عن حد بلوغ الحلم لا ینافی کمال العقل و إنما جعل بلوغ الحلم حدا لتعلق الأحکام الشرعیة و قد کان سنهما فی تلک الحال سنا لا یمتنع معها أن یکونا کاملی العقل على أن عندنا یجوز أن یخرق الله العادات للأئمة و یخصهم بما لا یشرکهم فیه غیرهم فلو صح أن کمال العقل غیر معتاد فی تلک السن لجاز ذلک فیهم إبانة لهم عمن سواهم و دلالة على مکانهم من الله تعالى و اختصاصهم و مما یؤیده‏

من الأخبار قول النبی ص‏ ابنای هذان إمامان قاما أو قعدا

«وَ نِساءَنا» اتفقوا على أن المراد به فاطمة (ع) لأنه لم یحضر المباهلة غیرها من النساء و هذا یدل على تفضیل الزهراء على جمیع‏

مجمع البیان فى تفسیر القرآن، ج‏2، ص: 764

النساء و یعضده‏

ما جاء فی الخبر أن النبی ص قال‏ فاطمة بضعة منی یریبنی ما رابها و قال إن الله یغضب لغضب فاطمة و یرضى لرضائها

و

قد صح عن حذیفة أنه قال سمعت النبی ص یقول‏ أتانی ملک فبشرنی أن فاطمة سیدة نساء أهل الجنة أو نساء أمتی‏

و

عن الشعبی عن مسروق عن عائشة قالت‏ أسر النبی إلى فاطمة شیئا فضحکت فسألتها فقالت قال لی أ لا ترضین أن تکونی سیدة نساء هذه الأمة أو نساء المؤمنین فضحکت لذلک‏

«وَ نِساءَکُمْ» أی من شئتم من نسائکم‏ «وَ أَنْفُسَنا» یعنی علیا خاصة و لا یجوز أن یکون المعنی به النبی ص لأنه هو الداعی و لا یجوز أن یدعو الإنسان نفسه و إنما یصح أن یدعو غیره و إذا کان قوله‏ «وَ أَنْفُسَنا» لا بد أن یکون إشارة إلى غیر الرسول وجب أن یکون إشارة إلى علی لأنه لا أحد یدعی دخول غیر أمیر المؤمنین علی و زوجته و ولدیه فی المباهلة و هذا یدل على غایة الفضل و علو الدرجة و البلوغ منه إلى حیث لا یبلغه أحد إذ جعله الله نفس الرسول و هذا ما لا یدانیه فیه أحد و لا یقاربه و مما یعضده من الروایات‏

ما صح عن النبی‏ إنه سأل عن بعض أصحابه فقال له قائل فعلی فقال ما سألتنی عن الناس و لم تسألنی عن نفسی‏

و

قوله لبریدة الأسلمی‏ یا بریدة لا تبغض علیا فإنه منی و أنا منه إن الناس خلقوا من شجر شتى و خلقت أنا و علی من شجرة واحدة

و

قوله (ع) بأحد و قد ظهرت نکایته فی المشرکین و وقایته إیاه بنفسه حتى قال جبرائیل إن هذا لهی المواساة فقال یا جبرائیل أنه منی و أنا منه فقال جبرائیل و أنا منکما

«وَ أَنْفُسَکُمْ» یعنی من شئتم من رجالکم‏ «ثُمَّ نَبْتَهِلْ» أی نتضرع فی الدعاء عن ابن عباس و قیل نلتعن فنقول لعن الله الکاذب‏ «فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْکاذِبِینَ» منا و فی هذه الآیة دلالة على أنهم علموا أن الحق مع النبی لأنهم امتنعوا عن المباهلة و أقروا بالذل و الخزی لقبول الجزیة فلو لم یعلموا ذلک لباهلوه فکان یظهر ما زعموا من بطلان قوله فی الحال و لو لم یکن النبی ص متیقنا بنزول العقوبة بعدوه دونه لما أدخل أولاده و خواص أهله فی ذلک مع شدة إشفاقه علیهم. مجمع البیان فى تفسیر القرآن، ج‏2، ص: 763

                       

 [ع‏] فَقَالا وَ مَنْ أَبُو عِیسَى فَسَکَتَ فَنَزَلَ الْقُرْآنُ إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ [إِلَى آخِرِ] الْآیَةِ [الْقِصَّةِ قَالَ‏] ثُمَّ نَبْتَهِلْ [فَنَبْتَهِلْ‏] فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْکاذِبِینَ فَقَالا نُبَاهِلُکَ فَتَوَاعَدُوا لِغَدٍ [الْغَدَ] فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ لَا تُلَاعِنْهُ فَوَ اللَّهِ لَئِنْ کَانَ نَبِیّاً لَا تَرْجِعُ إِلَى أَهْلِکَ وَ لَکَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَهْلٌ وَ لَا مَالٌ فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّبِیُّ ص أَخَذَ بِیَدِ عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ قَدَّمَهُمْ وَ جَعَلَ فَاطِمَةَ وَرَاءَهُمْ ثُمَّ قَالَ لَهُمَا تَعَالَیَا فَهَذَا أَبْنَاؤُنَا الْحَسَنُ [فهذان ابنانا للحسن‏] وَ الْحُسَیْنُ وَ هَذَا نِسَاؤُنَا فَاطِمَةُ [لفاطمة] وَ [هَذِهِ‏] أَنْفُسُنَا لعلی [عَلِیٌ‏] فَقَالا لَا نُلَاعِنُکَ.

65- فُرَاتٌ قَالَ حَدَّثَنِی أَحْمَدُ بْنُ یَحْیَى مُعَنْعَناً عَنِ الشَّعْبِیِّ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتِ [الْآیَةُ] فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ص یتکئ على علی و [بِیَدِ] الْحَسَنِ [ببکاء الحسن کساء فألقاه على علی و الحسن‏] وَ الْحُسَیْنِ [وَ عَلیٍ‏] وَ تَبِعَتْهُمْ فَاطِمَةُ قَالَ فَقَالَ هَذِهِ [هَؤُلَاءِ] أَبْنَاؤُنَا وَ هَذِهِ نِسَاؤُنَا وَ هَذِهِ [و هذا] أَنْفُسُنَا [ع‏] فَقَالَ رَجُلٌ لِشَرِیکٍ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِینَ یَکْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَیِّناتِ وَ الْهُدى‏ إِلَى آخِرِ الْآیَةِ قَالَ یَلْعَنُهُمْ کُلُّ شَیْ‏ءٍ حَتَّى الْخَنَافِسِ فِی جُحْرِهَا ثُمَّ غَضِبَ شَرِیکٌ وَ اسْتَشَاطَ فَقَالَ یَا مُعَافَا فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ ابْنُ الْمُقْعَدِ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّهُ لَمْ یَعْنِکَ [یفنک‏] فَقَالَ أَنْتَ [لَهُ‏] أیقع [أَنْفَعُ‏] إِنَّمَا أَرَادَنِی تَرَکْتُ ذِکْرَ عَلِیِّ [بْنِ أَبِی طَالِبٍ ع‏]. تفسیر فرات الکوفى، ص: 87

67- فُرَاتٌ قَالَ حَدَّثَنِی أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ صَبِیحٍ مُعَنْعَناً عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص‏

                        تفسیر فرات الکوفى، ص: 89

عَبْدُ الْمَسِیحِ بْنُ أَبْقَى وَ مَعَهُ الْعَاقِبُ وَ قَیْسٌ أَخُوهُ وَ مَعَهُ حَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْمَسِیحِ وَ هُوَ غُلَامٌ وَ مَعَهُ أَرْبَعُونَ حِبْراً فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ کَیْفَ تَقُولُ فِی الْمَسِیحِ فَوَ اللَّهِ إِنَّا لَنُنْکِرُ مَا [لشکرنا ما] تَقُولُ قَالَ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَیْهِ إِنَّ مَثَلَ عِیسى‏ عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ قَالَ فَنَحَرَ نَحْرَةً فَقَالَ إِجْلَالًا لَهُ مِمَّا یَقُولُ بَلْ هُوَ اللَّهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فَمَنْ حَاجَّکَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ إِلَى آخِرِ الْآیَةِ فَلَمَّا سَمِعَ ذِکْرَ [بذکر] الْأَبْنَاءِ غَضِبَ غَضَباً شَدِیداً وَ دَعَا الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ ع فَأَقَامَ الْحَسَنَ عَنْ یَمِینِهِ وَ الْحُسَیْنَ عَنْ یَسَارِهِ وَ عَلِیّاً إِلَى صَدْرِهِ وَ فَاطِمَةَ إِلَى وَرَائِهِ فَقَالَ هَؤُلَاءِ أَبْنَاؤُنَا وَ نِسَاؤُنَا وَ أَنْفُسُنَا فَائْتِنَا [فَأْتِیَا] لَهُ بِأَکْفَاءٍ قَالَ فَوَثَبَ الْعَاقِبُ فَقَالَ أُذَکِّرُکَ اللَّهَ أَنْ تُلَاعِنَ هَذَا الرَّجُلَ فَوَ اللَّهِ إِنْ [لَئِنْ‏] کَانَ کَاذِباً مَا لَکَ مِنْ مُلَاعَنَتِهِ خَیْرٌ وَ إِنْ [لَئِنْ‏] کَانَ صَادِقاً لَا یَحُولُ الْحَوْلُ وَ مِنْکُمْ نَافِخُ ضَرْمَةٍ [ناصح صرمة] قَالَ فَصَالَحُوهُ کُلَّ الصُّلْحِ [وَ رَجَعَ‏].

 

روایاتی از پیامبر درباره‌ی جایگاه علیّ ع

173 . وأخبرنی شهردار هذا اجازة ، أخبرنا عبدوس هذا اجازة ، عن الشریف أبی طالب الفضل بن محمد بن طاهر الجعفری باصبهان ، عن الحافظ أبی بکر أحمد بن موسى بن مردویه بن فورک الاصبهانی ، حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالله بن زیاد ، حدثنا الحسین بن الهیثم الکسائی ، حدثنا محمد ابن الصباح الجرجرائی ، حدثنا هیثم ، عن حجاج بن أرطاة ، عن عمرو بن شعیب ، عن جده قال : قالت عائشة : من خیر الناس بعدک یا رسول الله ؟ قال : أبوبکر ، قلت : فمن خیر الناس بعد ابی بکر ؟ قال عمر فقالت فاطمة : یا رسول الله لم تقل فی علی شیئا ؟ قال : على نفسی ، فمن رأیتیه یقول فی نفسه شیئا

 174 ) 1 ( وبهذا الاسناد عن الحافظ أبی بکر أحمد بن موسى بن مردویه بن فورک الاصبهانی هذا ، حدثنى محمد بمن الحسین ، حدثنا هیثم بن خلف ، حدثنا أحمد بن محمد بن یزید بن سلیم مولى بنی هاشم حدثنا حسین الاشقر ، حدثنا قیس بن الربی، عن أبی هاشم ولیث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله علیه وآله : علی منی منزلة رأسی من بدنی. المناقب الخوارزمی ج1 ص129

مناقب على بن ابى طالب علیه السلام، ص: 108

ه. قوله صلّى اللّه علیه و آله: علیّ کنفسی‏

120. ابن مردویه، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زیاد، حدّثنا الحسین ابن الهیثم الکسائی، حدّثنا محمّد بن الصباح الجرجانی، حدّثنا هیثم، عن حجاج ابن أرطاة، عن عمرو بن شعیب، عن جدّه، قال: قالت عائشة: من خیر الناس بعدک یا رسول اللّه؟ قال: «أبو بکر»، قلت: فمن خیر الناس بعد أبی بکر؟ قال: «عمر»، فقالت فاطمة: یا رسول اللّه لم تقل فی علیّ شیئا؟

قال: «علیّ نفسی، فمن رأیتیه یقول فی نفسه شیئا». «1» 121. ابن مردویه، عن جابر بن عبد اللّه، قال: بعث النبیّ صلّى اللّه علیه و سلّم الولید بن عقبة إلى بنی ولیعة، و کان بینهم شحناء فی الجاهلیّة، فلمّا بلغ بنی ولیعة استقبلوه لینظروا ما فی نفسه، قال: فخشی القوم، فرجع إلى رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم فقال: إنّ بنی ولیعة أرادوا قتلی و منعوا الصدقة.

فلمّا بلغ بنی ولیعة الّذی قال عنهم الولید لرسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم، أتوا رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم، فقالوا: یا رسول اللّه، لقد کذب الولید، و لکنّه قد کانت بیننا و بینه شحناء، فخشینا أن یعاقبنا بالّذی کان بیننا.

فقال رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم: «لتنتهن یا بنی ولیعة، أو لأبعثن إلیکم رجلا عندی کنفسی، یقتل مقاتلیکم، و یسبی ذراریکم، و هو هذا خیر من ترون»- و ضرب على کتف علیّ بن أبی طالب-، فأنزل اللّه تعالى فی الولید بن عقبة:

یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِنْ جاءَکُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَیَّنُوا أَنْ تُصِیبُوا قَوْماً

مناقب على بن ابى طالب علیه السلام، ص: 109

بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى‏ ما فَعَلْتُمْ نادِمِینَ‏.

مناقب على بن ابى طالب علیه السلام‏

نویسنده: ابن مردویه اصفهانى، احمد بن موسى‏/موضوع: روایى سنى‏/قرن: 5/مذهب: شیعى‏

 

نکاتی از این آیه

نکته اول:

تمام مفسرین، مانند بیضاوی آورده‌اند که این آیه، دلالت می‌کند بر این‌که محبوب‌ترین انسان‌ها در نزد پیامبر اکرم (صلی الله علیه و آله و سلم)، امیرالمؤمنین (علیه السلام) است.

تفسیر بیضاوی، ج3، ص32 - ج2، ص47

خود محبوب بودن، مستلزم أفضلیت است. آقایانی که برای تعیین خلیفه در سقیفه جمع شده بودند، وقتی میان مهاجرین و انصار اختلاف شد و به کتک‌کاری و درگیری انجامید، ابوبکر گفت:

ما شایسته هستیم که خلیفه پیامبر (صلی الله علیه و سلم) باشیم. چون ما نزدیک به پیامبر (صلی الله علیه و سلم) و از خویشان پیامبر (صلی الله علیه و سلم) هستیم.

اگر ملاک أفضلیت این باشد، به تعبیر جناب زمخشری، هیچ فضیلتی بالاتر از این نیست که قرآن، علی بن أبی طالب (علیه السلام) را نازل منزله پیامبر اکرم (صلی الله علیه و آله و سلم) قرار داده است. زمخشری از علمای بزرگ اهل سنت می‌گوید:

و فیه دلیل لا شیء أقوی منه علی فضل أصحاب الکساء‌.

این آیه، بالاترین و قوی‌ترین دلیل برای فضیلت أصحاب کساء است. الکشاف عن حقائق التنزیل و عیون الأقاویل للزمخشری، ج1، ص434

 

نکته دوم:

خداوند در این آیه، حضرت علی (علیه السلام) را نفس پیامبر اکرم (صلی الله علیه و آله و سلم) قرار داده است. البته مراد از آن، نفْس حقیقی و عین پیامبر اکرم (صلی الله علیه و آله و سلم) بودن نیست و مراد از این آیه، این است که آقا امیرالمؤمنین (علیه السلام) با جان گرامی نبی مکرم (صلی الله علیه و آله و سلم) برابر است در همه جهات؛ مگر در مسئله نبوت که در حدیث شریف منزلت هم آمده است:

أنت منی بمنزلة هارون من موسی إلا أنه لا نبی بعدی.

صحیح البخاری، ج5، ص129 - صحیح مسلم، ج7، ص120

پس:

1-   عصمت علی(ع) همچون عصمت پیامبر(ص) می شود- امیرالمؤمنین (علیه السلام) در تمام فضائلی که برای پیامبر اکرم (صلی الله علیه و آله و سلم) است، هم‌سطح پیامبر اکرم (صلی الله علیه و آله و سلم) است؛ غیر از مسئله نبوت و دریافت وحی از خداوند و این دلالت می‌کند بر عصمت علی بن أبی طالب (علیه السلام).

چون پیامبر اکرم (صلی الله علیه و آله و سلم) هم معصوم بوده است و غیر معصوم را نمی‌شود نفس معصوم قرار داد.

2- علی(ع) مثل پیامبر(ص)، أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ می شود- این‌که پیامبر اکرم (صلی الله علیه و آله و سلم):

النَّبِیُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ (سوره أحزاب/آیه6)

است و ولایت تامّه بر جان و مال مؤمنین داشته، حضرت علی (علیه السلام) هم این ولایت را دارد.

3-   علی(ع) هم افضل بر تمام انبیاءبه غیر از رسول الله(ص) می شود - پیامبر اکرم (صلی الله علیه و آله و سلم) أفضل همه خلائق - حتی أنبیاء (علیهم السلام) و ملائکه - بوده است و امیرالمؤمنین (علیه السلام) هم طبق آیه شریفه مباهله، از همه أنبیاء (علیهم السلام) و ملائکه برتر است؛ چون مساوی أکمل، خود هم أکمل است.

 

 

  • سید ابوذر نجیبی

نظرات (۰)

هیچ نظری هنوز ثبت نشده است

ارسال نظر

ارسال نظر آزاد است، اما اگر قبلا در بیان ثبت نام کرده اید می توانید ابتدا وارد شوید.
شما میتوانید از این تگهای html استفاده کنید:
<b> یا <strong>، <em> یا <i>، <u>، <strike> یا <s>، <sup>، <sub>، <blockquote>، <code>، <pre>، <hr>، <br>، <p>، <a href="" title="">، <span style="">، <div align="">
تجدید کد امنیتی
معارف دینی
آخرین نظرات